أشعل توهج نجم وقائد المنتخب الوطني ولاعب نادي الأهلي السعودي رياض محرز في الفترة الأخيرة، حماس جماهير فريقه والجزائريين على حد سواء، خاصة في ظل عقد المقارنات والمقاربات مع المستويات الكبيرة التي كان يقدمها في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي ومانشستر سيتي لسنوات طويلة. وسجل محرز بدايةً متعثرةً مع نادي الأهلي السعودي خلال الموسم الجاري، وترك نفس الانطباع بعودته إلى المنتخب شهر سبتمبر الماضي بعد غيابه المثير للجدل عن أول معسكرين للمدير الفني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، قبل أن تنقلب المعطيات رأسًا على عقب منذ شهر نوفمبر الماضي. أرقام ومستويات رياض محرز (33 عامًا) سلكت منحنى تصاعديًا منذ حوالي شهرين من خلال عودته إلى التوهج بشكل لافت مع نادي الأهلي في الدوري السعودي ودوري النخبة الآسيوي، مع ترك بصمته في آخر مباراة «للخضر» أمام ليبيريا في ختام تصفيات «كان 2025»، عندما سجل هدفًا في الفوز الكبير على ليبيريا بنتيجة (5-1). ومنذ بداية الموسم الجاري شارك الجناح اليساري مع الأهلي في 21 مباراة بمختلف المسابقات سجل خلالها 7 أهداف وقدم 8 تمريرات حاسمة، لكن وسط إحصائية مميزة منذ شهر نوفمبر الماضي، فخلال 8 مباريات، أسهم في تسجيل 9 أهداف (سجل 5 وصنع 4)، ما يؤكد صحوة نجم مانشستر سيتي السابق، علمًا أنّه اكتفى بهز الشباك مرة واحدة فقط وصناعة 3 أهداف في أول 13 مواجهة هذا الموسم.
إستفاقة رياض جاءت في الوقت المناسب
لم يقتصر الاحتفال باستعادة رياض محرز لمستوياته المعروفة على جماهير نادي الأهلي السعودي فقط بل تعدتها إلى الجماهير الجزائرية، التي أعربت عن سعادتها بالنسخة الجديدة للاعب، مقارنةً بما قدمه خلال السنتين الماضيتين مع المنتخب الجزائري، أين تعرّض للانتقاد اللاذع والهجوم الحاد أكثر من أي شيء آخر. ويرى الجزائريون بأن عودة نجم الأهلي إلى مستواه المعروف لأنّه جاء في الوقت المناسب وفي عام محوري (2025) بالنسبة للمنتخب الوطني، لأنّه سيعرف تنافس «الخضر» على بطاقة الترشح لمونديال 2026، فضلًا عن المشاركة في النسخة المقبلة لكأس أمم أفريقيا 2025 نهاية العام الجاري بالمغرب. ولم يتأهل المحاربون إلى آخر نسختين من كأس العالم 2018 و2022، حيث فشل رياض محرز في تحقيق حلمه لقيادة الجزائر إلى المونديال كنجم أول، بعد أن كانت مشاركته الوحيدة عام 2014 بالبرازيل كلاعب بديل وبأدوار ثانوية، في حين خرج «الخضر» من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا في آخر نسختين أيضًا. ويراهن فلاديمير بيتكوفيتش كثيرًا على محرز للإسهام في عودة الجزائر للمشاركة في كأس العالم 2022 بعد غياب لسنوات، بالإضافة إلى التألق خلال النسخة المقبلة من كأس الأمم الأفريقية، وهو نفس انطباع الجماهير الجزائرية التي تستبشر خيرًا من توّهج محرز الجديد في عام المونديال و«الكان»، خاصة أن نجم الأهلي يتمسك بحلم المشاركة في مونديال 2026 قبل إعلان اعتزاله. ويخوض «الخضر» مواجهتين مهمتين في تصفيات كأس العالم 2026 شهر مارس المقبل، عندما يصطدم بمنتخبي بوتسوانا والموزمبيق في الجولتين الخامسة والسادسة على التوالي، حيث يحتاج للفوز في كلتا المباراتين لتعزيز صدارته للمجموعة السابعة وتعبيد طريق التأهل إلى المونديال للمرة الخامسة في تاريخهم.