- إستفدت كثيراً من نصائح شيوخي بوحجر، بلهادف ومجاهد
- لا يمكنني نسيان فضل مستقبل عين الترك ومولودية وهران
- أكاديمية بارادو بوابتي نحو عالم الإحتراف
- يوسف بلايلي ورياض محرز.. قدوتي في الملاعب
تُولي جريدة «الروح الرياضية» اهتمامًا خاصًا بالمواهب الشابة الناشطة في مختلف المجالات الرياضية، سعيًا منها لتشجيع هذه الطاقات الواعدة والتعريف بها، خاصة تلك التي أظهرت مؤهلات مبشرة بمستقبل رياضي مشرق. فالجزائر، بما تمتلكه من مخزون شبابي هائل، تحتاج إلى تسليط وفي هذا الإطار، تسعى الجريدة من خلال ركنها «مواهب صاعدة» إلى تقديم أسماء لامعة، كانت بداياتها مع أندية وجمعيات رياضية تُعتبر منارة لتكوين الناشئين وتطويرهم. ومن بين هذه الأسماء المميزة، نستضيف اليوم أدم بشيخ، أحد نجوم أكاديمية بارادو لفئة أقل من 17 سنة. يتميز أدم بمهاراته الفريدة وطموحه الكبير، ويُعد نموذجًا مشرفًا للشباب الجزائري الطامح إلى الاحتراف ورفع الألوان الوطنية في المحافل الدولية. دعونا نقترب أكثر من هذه الموهبة الواعدة ونتعرف على تفاصيل مسيرته وطموحاته في الحوار التالي.
ـ قدم نفسك لقراء جريدة الروح الرياضية؟
بشيخأدم،لاعبكرةقدممنمواليد 6 أفريل 2009 بمرسى الكبير، في ولاية وهران. منذ اللحظة الأولى التي التقطت فيها كرة القدم، أدركت أن هذه اللعبة هي أكثر من مجرد رياضة بالنسبة لي؛ كانت شغفي الوحيد. لم أعرف رياضة أخرى غير كرة القدم، فقد كانت وسيلتي للتعبير عن نفسي وطريقًا لتحقيق طموحاتي. في كل مباراة، أعيش الحلم وأحاول أن أكتب قصة جديدة من الإبداع والتميز على أرض الملعب.
ـ كيف كانت بداية مشوارك مع كرة القدم ؟
كانت بداية مسيرتي الكروية مع فريق جيل مستقبل عين الترك، حيث تعلمت أساسيات كرة القدم وتطورت مهاراتي على مدار ثلاث سنوات تحت إشراف المدرب بوحجر، الذي كان له الفضل الكبير في تكوين أدائي منذ الصغر. لاحقًا، وفي صنف الأصاغر، انتقلت إلى فريق القلب مولودية وهران، حيث قضيت موسمًا واحدًا ضمن الفئات الصغرى «أقل من 15 سنة»، وتمكنت خلاله من تسجيل 20 هدفًا، بفضل التوجيه والدعم الذي تلقيته من المدربين عبد القادر بل هادفة والشيخ مجاهد. وفي عام 2024، جاءتني فرصة مميزة للانتقال إلى أكاديمية بارادو، حيث انتقلت إلى العاصمة وبدأت مشواري مع صنف أقل من 17 سنة. واليوم، أواصل تطوري مع هذا الفريق الطموح، وأسعى لتحقيق المزيد من النجاح على المستويين المحلي والدولي.
ـ هل كان لأحد أفراد العائلة دور في توجيهك وتشجيعك لممارسة كرة القدم؟
نعم، أوجه تحية كبيرة الى عائلتي التي وقفت معي ودعمتني في مسيرتي، وخاصة والدي العزيز بشيخ محمد، الذي بذل مجهودا كبيرا وساعدني كثيرا. اتمنى من الله ان يوفقني لرد جميله وأن أحقق النجاح، كما أشكر والدتي الغالية على دعواتها المستمرة لي. ولا أنسي أن أشكر أخوالي ومنهم اللاعب شعيب صادق الذي قدم لي نصائح قيمة، وشعيب هواري الذي لا أستطيع وصف حجم مساعدته لي منذ صغري وأحمد شعيب. كما أشكر أخي صلاح الدين، وأتمنى ألا اخيب أمالهم وأن احقق النجاح الذي يسعدهم جميعا.
ـ المسيرة الرياضية لا تبنى وحدها، بل يقف خلفها مدربون ملهمون، من هم المدربون الذين أثروا في مسيرتك؟
كان للعديد من المدربين أثر كبير في توجيهي وصقل مهاراتي خلال مسيرتي الرياضية. أخص بالذكر المدرب الشيخ بوحجر، الذي غرس في داخلي قيم الانضباط والعمل الجاد منذ خطوتي الأولى في الملاعب. كما أستحضر بكل امتنان المدربين عبد القادر بلهادف والشيخ حمادي مجاهد، اللذين كانا داعمين أساسيين في رحلتي نحو تطوير مستواي والوصول إلى آفاق أعلى. كلماتهم وتوجيهاتهم كانت بمثابة البوصلة التي رسمت معالم شخصيتي كلاعب، وسأظل مدينًا لهم دائمًا. أما اليوم، فأجد نفسي تحت قيادة المدرب الشيخ عبد القادر، الذي أثبت بجدارة أنه أكثر من مجرد مدرب. إنه قائد ملهم يمتلك رؤية فنية ثاقبة، ويعمل بلا كلل على تحسين أدائنا وصقل مهاراتنا. بأسلوبه المميز وروحه القيادية، زرع فينا الإصرار وروح الفريق، مما جعلني أستفيد من كل حصة تدريبية وكأنها درس جديد في الاحتراف. أكنّ له خالص الشكر والامتنان على دعمه الدائم وإيمانه بقدراتنا. وحاليا ألعب بصفة رسمية ضمن فئة أقل من 17 سنة لأكاديمية بارادو خلال الموسم الرياضي الجاري. وبالموازاة مع ذلك، أشارك بانتظام في التدريبات لتطوير مستواي والتحضير لدخول عالم الاحتراف في المستقبل، حيث أسعى لتحقيق حلمي باللعب في أندية أوروبية كبرى.
ـ ما هو المنصب الذي تلعب فيه ولماذا اخترت هذا المنصب؟
ألعب في مركز متوسط ميدان هجومي، وهو المنصب الذي لا أراه مجرد دور في الملعب، بل هو انعكاس لشغفي وحبي للعبة. اخترت هذا المركز لأنه يجمع بين الفكر الإبداعي والمسؤولية التكتيكية، ويمنحني الحرية لأكون صانع الفرص ومحرك الفريق. في هذا المركز، أجد نفسي في قلب الأحداث، أبتكر الحلول، أربط بين خطوط الفريق، وأساهم في صناعة اللحظات الحاسمة. إنه دور يجعلني أشعر بأنني العمود الفقري للهجوم، ومساهماً رئيسياً في رسم ملامح الانتصارات. هذا الشغف بدوري هو ما يدفعني للتطور باستمرار ولإعطاء كل ما لدي في كل مباراة.
ـ لماذا اخترت الانضمام لأكاديمية بارادو؟
اخترت الانضمام إلى أكاديمية بارادو لأنها تُعتبر واحدة من أفضل مدارس التكوين في الجزائر، وتشتهر بإعداد اللاعبين الشباب للوصول إلى الاحتراف. جاءتني الفرصة بعد أن شاهدني أحد مدربي الأكاديمية في إحدى المباريات، وقدم لي عرضًا للالتحاق بها. لم أتردد في قبول العرض، خاصة وأن الأكاديمية تركز على تطوير المهارات الفنية والتكتيكية للاعبين. تم قبولي مباشرة في الأكاديمية، حيث انطلقت تدريباتي مع صنف أقل من 17 سنة، ومنذ ذلك الحين أعمل بجد للاستفادة من كل الفرص والتكوين العالي الذي توفره الأكاديمية.
ـ كيف تقيم الدعم الذي تقدمه إدارة الاكاديمية ومسيروها للمواهب الشابة؟
إدارة ومسيرو أكاديمية بارادو يقدمون دعما كبيرا ومميزا للمواهب الشابة، وأود أن أعبر عن شكري العميق لهم على الفرصة التي منحوني إياها للانضمام الى هذه المدرسة الرائدة في تكوين اللاعبين. لقد وفروا لنا بيئة احترافية مثالية تساعدنا على تطوير مهاراتنا الفنية والبدنية، مع التركيز على الانضباط والعمل الجماعي. كما لا أنسي شكر مدربي في الاكاديمية على توجيهاته القيمة وحرصه على صقل موهبتي بشكل أفضل. بفضل هذا الدعم والظروف التي يوفرها المسيرون، أشعر أنني أحقق تقدما ملحوظا في مسيرتي وأقترب خطوة بخطوة من تحقيق أحلامي الكروية.
ـ حدثنا عن أبرز النتائج التي حققتها منذ بداية مسيرتك؟
منذبدايةمسيرتيالرياضية،كانتلحظاتالتتويجوالتألقهيالوقودالذييدفعنيللتقدم. من أبرز إنجازاتي التتويج مع المنتخب الولائي المدرسي لوهران بلقب أبطال الجزائر في فئة أقل من 15 سنة، وهي لحظة لن أنساها لأنها جمعت بين الحلم والعمل الجاد. كما حصلت على المرتبة الثانية كأفضل لاعب في الجهة الغربية، وهو اعتراف جعلني أكثر إصرارًا على تطوير مستواي. مع فريق مولودية وهران، أتيحت لي فرصة التميز مجددًا، حيث تم اختياري كأفضل لاعب وهداف البطولة في الموسم الماضي لفئة أقل من 15 سنة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أضفت إلى رصيدي الفوز بـ«السوبر كوب» مع أكاديمية بارادو، وهو إنجاز أعتبره شهادة على العمل الجماعي وروح الفريق. كل هذه اللحظات ليست مجرد ألقاب، بل خطوات في طريق تحقيق طموحاتي الكبرى.
ـ كيف توفق بين دراستك ومشوارك في كرة القدم؟
إلى جانب كوني لاعبا في أكاديمية بارادو، أنا تلميذ في السنة الأولى ثانوي. أحرص على التوفيق بين دراستي والتدريبات، وهو ما يساعدني على بناء شخصية متكاملة. الأكاديمية توفر لنا الدعم اللازم لتحقيق هذا التوازن من خلال برامج تنظيمية تسهل علينا الجمع بين الرياضة والتعليم. أطمح لأن أكون مثالا للشباب في السعي لتحقيق النجاح رياضيا وأكاديميا.
ـ هل تم استدعاؤك للمنتخب الوطني لأقل من 17 سنة؟
لم يتم استدعائي إلى المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة حتى الآن، لكنني أطمح لذلك وأواصل العمل بجد لتحقيق هذا الهدف، تمثيل المنتخبات الوطنية هو شرف كبير وأحد أحلامي الكبرى.
ـ هل كانت لديك اتصالات من طرف أندية أخرى؟
نعم، كانت هناك اتصالات من طرف بعض الأندية الأخرى للانضمام اليها، لكنني أعتقد أن الوقت لم يحن بعد للانتقال. أسعى حاليا لتطوير مستواي أكثر واكتساب المزيد من الخبرة، وبإذن الله سأنتقل إلى فريق أفضل في الوقت المناسب. وهدفي الحالي هو مضاعفة العمل لتطوير مستواي بشكل أكبر وتحقيق أهدافي، كما أطمح للعب مع فئة الأكابر وأنا في سن صغيرة لاكتساب المزيد من الخبرة والنضج في مسيرتي الكروية.
ـ ما هو فريقك المفضل محليا ودوليا؟
على الصعيد المحلي، فريقي المفضل هو أتليتك بارادو، الفريق الذي أعتبره بمثابة عائلتي الرياضية، إلى جانب مولودية وهران التي تمثل مدينتي العزيزة. مولودية وهران ليست مجرد فريق بالنسبة لي، بل هي رمز للفخر والتاريخ العريق في كرة القدم الجزائرية. أما على الصعيد الدولي، فإنني أعتبر ريال مدريد الفريق الذي يملك تاريخًا لا مثيل له وإنجازات ضخمة على مستوى العالم. عشق ريال مدريد ليس مجرد حُب لفريق، بل هو التزام بنجاحاته المستمرة وروح البطولة التي يحملها، والتي تجعل منه أكثر من مجرد نادي، بل أسطورة في عالم كرة القدم.
ـ من هم اللاعبون الذين تعتبرهم قدوة لك في الجزائر وعلى الصعيد الدولي؟
في الجزائر، أعتبر يوسف بلايلي ورياض محرز قدوة لي، فهما لاعبان استثنائيان يتمتعان بمهارات فنية عالية وشخصية قوية على أرض الملعب. لديهما القدرة على تغيير مجريات المباراة بلمساتهما السحرية، وهما نموذج يُقتدى به لكل لاعب جزائري شاب. أما على الساحة الدولية، أستلهم إلهامي من كريستيانو رونالدو، الذي لا يمثل فقط أسطورة رياضية، بل هو تجسيد حقيقي للإرادة والاحترافية التي لا تعرف الحدود. رونالدو تجاوز لعب كرة القدم ليصبح رمزًا عالميًا للتميز، حيث مزج بين الإبداع والتفاني في العمل، وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الرياضة. إن مسيرته الملهمة تجعل منه قدوة ليس فقط للاعبين، بل لكل من يسعى لتحقيق التفوق والنجاح في أي مجال.
ـ من هو اللاعب الذي ترى أنه يجسد عظمة كرة القدم الجزائرية في الماضي والحاضر؟ وكيف تقارن بين تأثير الأسطورة لخضر بلومي واللاعب المبدع يوسف بلايلي على مسيرة الكرة الجزائرية؟
في نظري، لخضر بلومي هو من يجسد عظمة كرة القدم الجزائرية في الماضي. فهو أسطورة حية، قدم للمنتخب الوطني الكثير من الإنجازات واللحظات التاريخية التي جعلت اسمه مرتبطًا بأحلام الجزائريين. بلومي ليس مجرد لاعب، بل هو رمز للكرة الجزائرية التي جعلت من منتخبنا قوة لا يُستهان بها في الساحة الدولية. أما في الوقت الحالي، يوسف بلايلي يمثل الجيل الجديد بأدائه الاستثنائي وموهبته الفائقة. بلايلي بمهارته العالية وقدرته على حسم المباريات في الأوقات الحاسمة أصبح نجمًا يُقتذى به لكل لاعب جزائري. مقارنتهما تُظهر تطور كرة القدم الجزائرية وكيف تحولت من عهد إلى آخر، لكن يبقى تأثير كل منهما خالدًا في تاريخ الكرة الجزائرية.
ـ ماهي طموحاتك وأحلامك المستقبلية ؟
طموحاتي وأحلامي المستقبلية تتجاوز الحدود، فأنا أسعى إلى الاحتراف في أوروبا والدفاع عن الألوان الوطنية بكل فخر. هذا الهدف ليس مجرد حلم، بل هو الهدف الذي لطالما حلمت به منذ طفولتي، وهو يمثل الخطوة الأهم في مسيرتي الكروية. لتحقيقه، أواصل العمل الجاد لتطوير مهاراتي بشكل مستمر، لأنني على يقين أن التفاني والإصرار هما الطريق الوحيد نحو القمة. سأسعى لأكون خير ممثل للكرة الجزائرية في المحافل العالمية، ولبلوغ هذا الهدف، لا مكان للراحة أو التوقف.
ـ هل من كلمة أخيرة؟
في هذه المناسبة، أود أن أقدم خالص الشكر لجريدة ‘الروح الرياضية» على استضافتها المتميزة، وأتمنى لها مزيدًا من التألق والنجاح في رسالتها الإعلامية الهادفة. وفي ختام حديثي، أوجه نصيحتي لكل الشباب بالاهتمام بالرياضة لما لها من فوائد جمة، فهي تمنحهم طاقة إيجابية وتساهم في بناء مستقبل مشرق. كما أخص بالشكر والتقدير عائلتي الكريمة وكل الشيوخ الذين كانوا دائمًا مصدر دعم وإلهام لي في مشواري. لكم مني كل الاحترام، شكرًا و سلام عليكم.
حوار: أمينة.ب