من حلم صغير بدأ عام 1988 إلى قاعة رياضية أصبحت مصنعًا لأبطال الفنون الرياضية القتالية، هشام عنصر يخطو خطوات ثابتة نحو كتابة تاريخ رياضي لوهران والجزائر عامة. وفي السطور التالية تلقي يومية الروح الرياضية الضوء على مشوار هذا الشاب المثابر الساعي إلى تخريج أبطال في مختلف تخصصات الفنون القتالية لتشريف الرياضة الجزائرية وإعلاء الراية الوطنية في مختلف المنافسات القارية والدولية.
السيد هشام عنصر، البالغ من العمر 48 سنة، حاصل على شهادة ليسانس في علم النفس ومدرب متخصص في الفنون القتالية لأكثر من 20 عامًا. يتمتع المدرب عنصر بخبرة واسعة تشمل تدريب رياضات متعددة مثل الجي جيتسو، الـ«أم أم آي»، الكيك بوكسينغ، والآيكيدو، ويحمل الأحزمة التالية، حزام أسود في الجي جيتسو والكيك بوكسينغ بالإضافة الى الآيكيدو وحزام بني في الجيدو والكاراتي. هشام هو مؤسس قاعة رياضية مختصة بالفنون القتالية تُعرف حاليًا باسم النادي الرياضي الهاوي انطلاقة وهران. انطلقت هذه القاعة من حلم صغير في عام 1988، لتتحول اليوم إلى مصنع لصناعة الأبطال في وهران والجزائر. تُعتبر القاعة منبعًا للرياضيين، حيث خرّجت العديد من الأبطال وكذلك مدربين أكفاء. يُنسب للسيد هشام عنصر أيضًا الفضل في تأسيس رياضة الجي جيتسو في ولاية وهران، حيث يُعتبر أحد أبرز الشخصيات في تطوير الفنون القتالية بالمنطقة. بهذه المسيرة المميزة، يخطو هشام عنصر خطوات ثابتة نحو كتابة التاريخ الرياضي لوهران والجزائر.
من لاعب إلى مدرب… شغف لا ينطفئ
بدأ هشام عنصر مسيرته في عالم الفنون القتالية برياضة الكاراتي عام 1988 تحت إشراف المدربين عنصر إبراهيم والشيخ زينو، ليضع أولى لبنات مسيرته الرياضية. لم يكتفِ بالكاراتي، بل وسّع آفاقه ليتقن رياضات أخرى مثل الآيكيدو، الكيك بوكسينغ، المواي تاي، والجيدو. وفي تصريحاته، لجريدة الروح الرياضية قال هشام «كنت دائمًا أبحث عن تطوير نفسي، لأنني كنت أؤمن أن المدرب الناجح هو الذي يجمع بين الخبرة العملية والمعرفة العميقة.»
قاعة رياضية تحوّل الأحلام إلى إنجازات
في عام 2012، افتتح هشام عنصر قاعته الرياضية النادي الرياضي الهاوي انطلاقة وهران، والتي أصبحت منذ ذلك الحين منصة لصقل المواهب وتطويرها. وحسب تصريحاته «كان هدفي أن تكون القاعة نقطة انطلاق للرياضات القتالية الحديثة في وهران، وأن نؤسس لجيل جديد من الأبطال.»
حصيلة الموسم الماضي… أرقام تتحدث عن نجاح استثنائي
رغم كل التحديات المادية والصعوبات، استطاع هشام عنصر قيادة ناديه لتحقيق نتائج مذهلة في الموسم الماضي. يقول هشام «هذا الموسم كان من أفضل مواسمنا، ليس فقط على الصعيد المحلي بل أيضًا على المستوى القاري والدولي.» 8 أبطال وطنيين حققوا الذهب في منافسات الجي جيتسو. بالإضافة الى 3 أبطال جامعيين أضافوا ألقابًا مشرفة إلى النادي وميدالية برونزية عالمية في بطولة ماليزيا للفنون القتالية المختلطة «غاما» ، عبر البطلة المتألقة عمراني فادية في وزن 62 كغ. وحتى نائبتا بطلات إفريقيا حمومي سارة وقوال بلحميدي سارة، اللتان أظهرتا مستوى عالميًا مميزًا. وأضاف هشام «هذه الإنجازات لم تأتِ من فراغ. لقد كان العمل الجاد والتدريبات المنهجية اليومية هي المفتاح. نحن نؤمن بأن الرياضة ليست مجرد ألقاب، بل هي رسالة تهدف إلى بناء الإنسان قبل البطل.»
أسماء صنعت المجد… الأبطال يتحدثون عن ناديهم
من داخل قاعة هشام عنصر خرجت أسماء لامعة، مثل ديش إلياس، أقران سامي، وسافر وليد، الذين أصبحوا اليوم مدربين ينقلون خبراتهم إلى جيل جديد. أما البطلة عمراني فادية، فقالت في تصريحها «هذا النادي ليس مجرد مكان للتدريب، بل هو عائلة. المدرب هشام عنصر علّمنا أن الحلم لا حدود له، وأن الإصرار والعمل الجاد هما الطريق لتحقيق المستحيل.»
تحديات وأهداف المستقبل… الطريق إلى العالمية
ورغم هذه الإنجازات، يشير هشام إلى أن الطريق لم يكن سهلًا، قائلًا «المشاكل المادية كانت أكبر تحدٍ واجهناه، لكنها لم توقفنا. نحن مصممون على مواصلة العمل لتحقيق أهداف أكبر.» ومن بين الأهداف التي يطمح إليها، تكوين المزيد من الأبطال القادرين على تمثيل الجزائر في المحافل العالمية، تطوير برامج تدريب حديثة تعتمد على الأساليب العلمية ودعم الفئات الشبابية والأطفال المصابين بالتوحد عبر الرياضة.
رسالة رياضية تحمل الأمل
إن هشام عنصر ليس مجرد مدرب، بل هو قائد يبني الأمل والطموح في نفوس الشباب. يقول هشام «رسالتي للشباب واضحة الشغف والعمل هما مفتاح النجاح. كل ما حققناه اليوم هو دليل على أن الجزائر تمتلك مواهب عظيمة تحتاج فقط إلى من يؤمن بها.» حصيلة الموسم الماضي هي مجرد بداية لمسيرة واعدة. هشام عنصر وقاعته الرياضية يثبتان يومًا بعد يوم أن الرياضة ليست فقط منصة للألقاب، بل أيضًا أداة لبناء جيل واعٍ وطموح.
بشيخ أمينة
