كشف مصدر عليم عن أهم التعديلات التي سيتم اعتمادها في اللوائح الجديدة على مستوى الاتحادية الوطنية لكرة القدم، وفق توصيات من الاتحاد الدولي للعبة فيفا، وبالتشاور والاتفاق مع وزارة الرياضة بانتظار أن يتم المصادقة على اللوائح والتوصيات الجديدة خلال اجتماع الجمعية العامة الاستثنائية لـ«الفاف». وستُعقد الجمعية العامة الاستثنائية يوم السبت المقبل حيث تم استدعاء أعضاء الجمعية العامة للاتحاد لحضورها من أجل التصديق على اللوائح الجديدة للاتحاد وتكييفها مع قوانين «الفيفا»، وهو الأمر الذي تأجل في مناسبات عديدة في عهدة رؤساء سابقين. ملف تكييف اللوائح والنظام الأساسي التابع إلى اتحاد كرة القدم الوطني مع لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم وفق تعليمات من طرف «فيفا» مطروح منذ عام 2018، وقد شهد التصديق عليه تأخر كثيرًا على مستوى اتحاد الكرة وعرف الكثير من الجدل واللغط بسبب القراءات المغلوطة والموجّهة في الغالب لهذا المشروع. وكان الرئيس السابق للاتحاد، خير الدين زطشي (رهن الحبس الاحتياطي حاليًا بسبب متابعات قضائية)، ومجلسه التنفيذي دخل في قبضة حديدية مع وزارة الرياضة في البلاد عام 2021، عندما أصر على تعديل لوائح اتحاد الكرة وتكييفها قبل موعد الجمعية العامة الانتخابية، ملوحًا بمراسلة «مشكوك في صحتها» تهدد الجزائر بعقوبات كروية قاسية تمس حتى منتخب الوطني المتوّهج آنذاك. وضغط مسؤولو «الفاف» آنذاك بقوة على وزارة الرياضة مهددين برسالة العقوبات القاسية، من أجل قطع الطريق أمام بعض الشخصيات التي كانت ترغب في الترشح لرئاسة اتحاد الكرة في تلك الفترة، ومن بينهم الرئيس الحالي وليد صادي، لكن وزارة الرياضة لم ترضخ لتلك التهديدات ورفضت الترخيص لعقد جمعية عامة استثنائية لتكييف اللوائح والنظام الأساسي «للفاف» بطريقة متسرعة. واستدعى تعديل وتكييف القوانين والنظام الأساسي للفاف العمل مع وزارة الرياضة، على اعتبار أن تلك القوانين يجب ألّا تكون مخالفة للقوانين الجزائرية ووجب تطابقها معها قبل التكيف مع نظيرتها في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ووفق خطوات وإجراءات قانونية واضحة.
مواد قانونية جديدة وشروط للترشح لرئاسة الفاف
وتضمن النظام الأساسي للفاف بعض المواد القانونية والتعديلات الجديدة، لعل أهمها تلك المتعلقة بشروط الترشح لرئاسة الاتحاد، وفي مقدمتها أن يكون المرشح قد سبق له شغل منصب عضو في المجلس التنفيذي للاتحاد، وهو شرط يهدف إلى تسهيل مهمة رئيس الاتحادية في التكيف مع كواليس التسيير في الاتحادات القارية والدولية، حيث يكون جاهزًا من كل الجوانب حال فوزه بالانتخابات. أمّا الشرط الآخر المثير للجدل فهو المستوى الدراسي، حيث يشترط أن يكون المترشح صاحب مستوى دراسات عليا (معاهد أو أكاديميات) وليس وفق الشرط التقييدي السابق المتعلق بامتلاك المستوى الجامعي، حيث يمكن لأي مرشح قام بدراسات عليا تقديم ملف ترشحه، دون شرط الحصول على شهادة البكالوريوس والمرور عبر الجامعات وفق المسار التقليدي. كما تم تحديد عدد العهدات بالنسبة لرئيس الاتحاد الفاف بثلاث ولايات فقط، سواء كانت متتابعة أو متقطعة، علما أنّ فترة الرئيس الحالي وليد صادي لا تحتسب على اعتبار أنّه استكمل في الأصل عهدة أولمبية عرفت انتخاب ثلاث رؤساء مختلفين، جهيد زفيزف ثم شرف الدين عمارة وصولًا عند وليد صادي. ومن بين أهم التعديلات أيضًا أن الجمعية العمومية للاتحادية لكرة القدم باتت سيدة كل القرارات، تبعًا للوائح وتوصيات الاتحاد الدولي للعبة حيث ستكون الجمعية العامة معنية بانتخاب أعضاء كل اللجان القانونية والرقابية والمالية، وليس وفق مبدأ التعيين الذي كان بيد المكتب الفيدرالي في وقت سابق.