شهد النجم الدولي إسماعيل بن ناصر تحولًا لافتًا في أدائه مع نادي مارسيليا هذا الموسم، حيث تم توظيفه في دور جديد كلاعب ارتكاز (ريجيستا) تحت قيادة المدرب الإيطالي دي زيربي. هذا التحول لم يمنح مارسيليا توازنًا أكبر فحسب، بل قدّم أيضًا حلولًا إضافية للمدرب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، الذي يبحث عن التوازن المفقود في وسط الملعب منذ اعتزال اللاعب المخضرم ڤديورة. في عهد المدرب السابق للمنتخب جمال بلماضي، كان بن ناصر يُستخدم كلاعب وسط متقدم على الجهة اليسرى، حيث كان يؤدي دور الرابط بين الخطوط إلى جانب لاعب ارتكاز مثل ڤديورة أو زروقي. لكن في مارسيليا، أعاد دي زيربي اكتشاف بن ناصر كلاعب ارتكاز متأخر (ريجيستا)، وهو الدور الذي يُعتبر مفتاحًا لفلسفة المدرب الإيطالي القائمة على الاستحواذ والبناء من الخلف. بن ناصر يتمتع بمزيج نادر من المهارات الدفاعية والفنية، مما يجعله مؤهلًا لأداء هذا الدور ببراعة. فهو ليس فقط قادرًا على استرجاع الكرات والقيام بالواجبات الدفاعية، بل يتميز أيضًا بقدرته على إخراج الكرة بسلاسة من العمق وتقديم تمريرات دقيقة تحت الضغط. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك بن ناصر جهدًا بدنيًا لافتًا، مما يجعله عنصرًا لا غنى عنه في تشكيلة مارسيليا.تعتمد فلسفة دي زيربي على الاستحواذ الكثيف والبناء من الخلف، وهو ما يتطلب وجود لاعب بمواصفات بن ناصر. في هذا الدور، أصبح بن ناصر أول جدار دفاعي لمارسيليا، بالإضافة إلى كونه العنصر الرئيسي الذي يعتمد عليه الفريق لنقل الكرة من الحالة الدفاعية إلى الهجومية. قدرته على اللعب تحت الضغط وتقديم تمريرات مفتاحية، كما فعل في مباراتي آنجي وسانت إيتيان، جعلته الحلقة المفقودة في مارسيليا. ومع المنتخب الوطني يعاني الفريق من فراغ كبير في مركز لاعب الوسط الدفاعي منذ اعتزال ڤديورة. وعلى الرغم من المحاولات العديدة لتوظيف زروقي في هذا المركز، إلا أنه لم ينجح في ملء هذا الفراغ. هنا يأتي دور بن ناصر، الذي قد يكون الحل النهائي لهذه المعضلة. وسواء قرر بيتكوفيتش اللعب بثنائية في الوسط الدفاعي وفق خطة 3-4-1-2، أو بلاعب ارتكاز وحيد في خطة 4-3-3، فإن بن ناصر يُعتبر الخيار الأمثل. بإمكانه اللعب إلى جانب بوداوي أو حتى بمفرده خلف ثنائي متقدم مثل قندوسي وعوار أو بوداوي وعوار. بن ناصر، بنسخته الجديدة كلاعب ارتكاز متأخر (ريجيستا)، يُبهر في مارسيليا ويُقدّم حلولًا للمنتخب الجزائري. قدراته الدفاعية والفنية، بالإضافة إلى جهديه البدني، تجعله المرشح الأقوى لملء الفراغ في وسط ملعب المنتخب. مع توظيفه الصحيح، قد يكون بن ناصر المفتاح الذي يعيد التوازن للمنتخب الوطني، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تنتظره في الفترة المقبلة.