في خطوة مفاجئة أقدمت الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، على تغيير تاريخ وتوقيت مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره البوتسواني لحساب الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2026.
وكان المقرر في بادئ الأمر أن تقام المباراة بتاريخ 17 مارس في ملعب العاصمة البوتسوانية «غابورون» قبل أن تعلن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «الفاف» عن الموعد الجديد للمباراة التي ستقام رسميا يوم 21 مارس بداية من الساعة الثانية زوالا خلال شهر رمضان المبارك، ومما لا شك فيه هو أن الموعد الجديد للمباراة لن يكون في صالح الخضر إطلاقا، على اعتبار أنه سيخوض مباراة ثانية أمام منتخب موزمبيق يوم 24 مارس بالجزائر، ما يعني أن الفارق الزمني بين المباراتين لن يتعدى 72 ساعة مع الأخذ بعين الاعتبار الرحلة الشاقة التي سيخوضها زملاء القائد رياض محرز من غابورون إلى الجزائر والتي ستستغرق تسع ساعات كاملة دون توقف، فضلا عن عامل الصيام في عز الشهر المبارك. هذا يعني تلقي الخضر لمفاجأة غير سارة من الاتحاد البوتسواني لكرة القدم، بعد إعلان الأخير عن موعد مباراة الجولة الخامسة من تصفيات قارة أفريقيا لكأس العالم 2026، بمدينة فرانسيس تاون، والمقررة إقامتها يوم 21 مارس المقبل. ويستأنف المنتخب الوطني مشواره في تصفيات المونديال الأمريكي بمواجهة بوتسوانا في عقر دارها، قبل استقبال موزمبيق بعد أربعة أيام من ذلك على أرضية ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، والهدف حصد النقاط الستة من أجل البقاء في صدارة المجموعة السابعة والاقتراب من التأهل الخامس إلى المونديال. واختار الاتحاد البوتسواني لعب المواجهة في الظهيرة بدل السهرة، وتحديدًا في الساعة الثالثة عصرًا بالتوقيت المحلي والثانية ظهرًا بتوقيت الجزائر، والرابعة عصرًا بتوقيت مكة المكرمة، رغم أن ملعب المباراة يتوفر على الأضواء الكاشفة، وسبق أن احتضن مباريات ليلًا. وإضافة إلى إقامة المواجهة في الظهيرة وفي ظروف مناخية قد تكون معقدة بسبب درجتي الرطوبة والحرارة العاليتين، فإن اللقاء يتزامن مع شهر رمضان، وهذا ما سيعقّد من مهمة رجال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، ويزيد من صعوبة المواجهة، رغم تواضع مستوى المنتخب الخصم. وسبق للمنتخب الوطني أن فاز على بوتسوانا في عقر دارها في 18 نوفمبر 2019 ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا 2021، حيث سجل لاعب الترجي التونسي حاليًا، يوسف بلايلي هدف المباراة الوحيد من ركنية مباشرة، في مواجهة عرفت تدخلات خشنة من لاعبي بوتسوانا على رفقاء رياض محرز. في سياق متصل، زار وفد من الاتحاد الجزائري لكرة القدم الثلاثاء، ملعب حسين آيت أحمد بمدينة تيزي وزو، من أجل التحضير لمباراة الجولة السادسة من التصفيات المونديالية أمام منتخب موزمبيق، حيث سيعود الخضر إلى هذا الملعب مرة ثانية، بعدما حققوا فيه فوزًا كبيرًا في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس أفريقيا 2025 أمام ليبيريا بنتيجة 5-1، شهر نوفمبر الماضي. وذكر الاتحاد الجزائري في بيان رسمي: «قام وفد الفاف، برفقة مدير الشباب والرياضة، وممثلي السلطات الأمنية، بزيارة تفقدية لملعب المجاهد حسين آيت أحمد ومرافقه، بالإضافة إلى معاينة فنادق المدينة»، وتأتي هذه الخطوة لضمان أفضل تحضير للمواجهة، التي ستكون في سهرة رمضانية، ومن المتوقع أن يحضرها جمهور قياسي. ويتصدر منتخب الجزائر المجموعة السابعة من تصفيات مونديال 2026، برصيد 9 نقاط حصدها من ثلاثة انتصارات مقابل خسارة واحدة، ويتقدم على منتخب موزمبيق الثاني بفارق الأهداف، ثم تأتي منتخبات بوتسوانا وغينيا وأوغندا تباعًا في المراكز الثالث والرابع والخامس برصيد 6 نقاط، ثم منتخب الصومال سادسًا من دون رصيد. هاجمت الجماهير الجزائرية بقوة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بسبب توقيت مباراة بوتسوانا والجزائر في الجولة الخامسة من تصفيات مونديال 2026، والتي ستلعب ظهرًا في عزّ شهر رمضان المبارك، حيث انتقد الجزائريون قبول الكاف وحتى الاتحاد الدولي لكرة القدم، بصفته الجهة المشرفة على التصفيات بهذا التوقيت. ضجّت منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بالجزائر مباشرة بعد الكشف عن موعد وتوقيت مباراة بوتسوانا و«الخضر»، في تصفيات مونديال 2026 بردود الفعل الغاضبة، والممزوجة بمشاعر القلق بخصوص إمكانية تأثر زملاء رياض محرز بلعب مباراة مهمة في تصفيات المونديال، في ذلك التوقيت والظروف المناخية الصعبة. وعلق أحد الجزائريين على موعد مباراة بوتسوانا قائلًا: «لماذا لا يمكننا تغيير التوقيت إلى الخامسة أو السادسة مساءً؟»، وأضاف: «لماذا سنعلب في هذا التوقيت الصعب ونحن صائمون. إنّه قرار غبي»، وتساءل آخر: «لماذا تحتار أفريقيا هذا التوقيت دائمًا؟». ودعا مشجع آخر إلى ضرورة مراجعة مواعيد المباريات في القارة السمراء، وكتب: «الثانية ظهرًا..؟، يجب أن نحظر هذا التوقيت، الجميع يلعب في الساعة الثامنة أو التاسعة ليلًا في كل مكان في العالم، ولكن في أفريقيا ما زلنا نحاول التأثير في المنافسين من خلال برمجة المباريات في منتصف النهار». ودعمّه آخر، قائلًا: «يتعين على الفيفا اتخاذ إجراءات بشأن المباريات التي تجري تحت الشمس الحارقة، وليس خلال شهر رمضان فقط، لأسباب صحية.. هذا الأمر غير طبيعي»، قبل أن يؤكد أحد الغاضبين: «غير قابلين للتطور. توقيت أقل ما يقال عنه إنّه مهزلة».