- شتم أمهات اللاعبين تصرف منبوذ تماماً
- دزيري بلال ليس مجرد زميل أو صديق، بل هو أخ حقيقي
- التدريب بالنسبة لي هو رحلة تعلم وتطوير مستمرة
- العودة إلى الأمسيو ممكنة… لكنني الآن مع بارادو
- حب الجماهير سرّ نجاحي كلاعب وكمدرب
بعد أن كشف في الجزء السابق عن رؤيته لمستقبل كرة القدم الجزائرية، وتحليله لوضعية المدرب المحلي والدوريات الخليجية، يواصل حدو مولاي حديثه في الجزء الثالث والأخير، مع يومية الروح الرياضية ضمن ركن «ضيف الأسبوع» لكن هذه المرة من زاوية أكثر شخصية وجرأة. كيف كانت رحلته من الملاعب إلى التدريب؟ ولماذا لم يستطع الابتعاد عن شغفه الأول؟ في هذا الحوار، يضع الظهير الأيسر الهداف النقاط على الحروف حول بعض الإشاعات التي شغلت الجميع، ويكشف عن سر العلاقة الأخوية التي تربطه ببلال دزيري. كما يفتح ملف السلوكيات السلبية في الملاعب، مؤكدًا رفضه القاطع لظاهرة سبّ الأمهات، وموجهًا رسالة واضحة لجماهير الكرة الجزائرية. أما عن مولودية وهران، فيكشف عن موقفه من العودة إلى الفريق، ويتحدث عن حقيقة الاتهامات التي طالته، مشددًا على أن الاعتذار العلني واجب في حال وقوع أي إساءة. كل هذا وأكثر في الجزء الأخير من هذا الحوار الحصري… تابعونا.
بعد اعتزالك اللعب، انتقلت إلى مجال التدريب والإدارة، ما الذي دفعك لهذا القرار؟
بعد أن أنهيت مسيرتي كلاعب، وجدت نفسي غير قادر على التكيف مع الحياة بعيدًا عن كرة القدم. حاولت دخول عالم التجارة، لكنني شعرت بأنني لا أستطيع الابتعاد عن المستطيل الأخضر، فقررت العودة إلى المجال الرياضي كمناجير في مولودية وهران. لم يقتصر مشواري على ذلك، بل كان لدي طموح في التكوين والتطوير في مجال التدريب. بدأت رحلتي في التدريب عام 2011، وبذلت جهدًا كبيرًا حتى وصلت إلى المستوى الأول في التدريب عام 2023، وأطمح للوصول إلى المستوى الاحترافي. ولا أنسى فضل معز بوعكاز، الذي فتح لي الأبواب للعمل معه في مولودية وهران ثم بجاية. كما تشرفت بالعمل مع عمر بلعطوي في مولودية وهران، وتمكنا من إنقاذ الفريق رغم نقص الإمكانيات، وهي تجربة أفتخر بها كثيرًا. بعد ذلك، انتقلت إلى العمل مع بلال دزيري، الذي أعتبره أكثر من صديق، بل أخًا قديمًا وشريكًا في المشوار الرياضي. قررنا معًا خوض تجربة جديدة هذا الموسم مع نادي بارادو، وأنا جد راضٍ عن المسار الذي نسير فيه حاليًا. رغم الضغوطات والتوترات التي ترافق مهنة التدريب، إلا أنني أستمتع بها كثيرًا، تمامًا كما كنت أستمتع باللعب. كرة القدم شغفي الأول والأخير، والعمل في هذا المجال يجعلني دائمًا قريبًا منها، وهو ما أطمح إلى الاستمرار فيه وتطوير نفسي أكثر للوصول إلى أعلى المستويات.
تربطك علاقة قوية ببلال دزيري فما السر في ذلك؟
علاقتي ببلال دزيري هي أكثر من مجرد صداقة رياضية. بدأت قصتنا عندما كنا في جمعية وهران، ثم استمر مشوارنا مع المنتخب الوطني لعدة سنوات. لكن ما يميز علاقتنا هو أنها لم تنتهِ مع اعتزالنا كرة القدم، بل ازدادت قوة وترابطًا. بلال ليس مجرد زميل في اللعبة، بل هو أخٌ حقيقي. رغم أنني أعيش في وهران وهو في الجزائر العاصمة، إلا أننا نتواصل يوميًا عبر الهاتف. علاقتنا لا تقتصر علينا فقط، بل امتدت إلى عائلاتنا التي أصبحت تربطها علاقة وثيقة، حيث نصبح كعائلة واحدة. بلال، بالنسبة لي، ليس مجرد صديق بل هو جزء من حياتي وعائلتي.
ما هي أكثر إشاعة سمعتها عنك وتريد أن توضحها الآن؟
لأول مرة أكشف عن هذه الاشاعة التي انتشرت حولي بعد مباراة ضد مولودية وهران، حيث سجلت ضربة جزاء في مباراة كانت خالية من الجمهور. هذه الإشاعة لا أساس لها من الصحة. بعد تسجيلي لضربة الجزاء في تلك المباراة التي كانت بلا جمهور، تم ترويج إشاعة بأنني قمت بحركة استفزازية أو ‘لفتة’ غير لائقة. ولكن الحقيقة هي أنني لم أقم بأي ردة فعل، ولم يكن لدي القدرة على ذلك. سجلت الضربة بهدوء كما يفعل أي لاعب محترف. الهدف من تلك الإشاعة كان واضحًا، وهو تحويل الأنظار عن قضايا أخرى، مثل المشاكل المالية والشيكات. بعض الأشخاص حاولوا ترويج الإشاعة بشكل متعمد لإشغال الجمهور عن هذه الأمور.»
تخيل أن الرياضة لم تكن موجودة في العالم، ما هي المهنة التي كنت ستمارسها؟
منذ صغري كان كل شيء يدور حول كرة القدم. في سن الـ 15، قررت أن أكون لاعب كرة قدم. كنت أوازن بين دراستي ولعب كرة القدم، وكان دائمًا هناك شغف لا ينتهي بها. تأثرت كثيرًا بوالدي «الله يشفيه» الذي كان دائمًا يشجعني على المضي قدمًا في هذا الطريق. ومع جمعية وهران لما بلغت سن الـ 16، بدأت أرى أن حلمي يقترب أكثر. وفي سن الـ 17، أصبحت لاعبًا أساسيًا في الفريق. من تلك اللحظة، اتخذت القرار الحاسم بأن كرة القدم هي مساري المهني الوحيد. حتى لو كانت الرياضة غير موجودة، كنت سأجد نفسي في مهنة أخرى تتطلب نفس القدر من الشغف والإصرار، لكن كرة القدم كانت وما زالت شغفي الأول.
ما هي طموحاتك المستقبلية، سواء كمدرب أو إداري؟
أهدف إلى بناء مسيرة تدريبية ناجحة، حيث سأواصل العمل والتعلم للحصول على الخبرة اللازمة. أكيد، الهدف هو تحسين مستواي والوصول إلى أعلى المناصب. إن شاء الله، المستقبل سيكون أفضل في مجال التدريب.»
كلمة حول ظاهرة شتم أمهات اللاعبين في الملاعب وما هي النصيحة التي توجهها للجماهير؟
هذا أمر غير مقبول تمامًا، المناصر الذي يسب أمهات غيره، هل يقبل أن تُشتم أمه؟ بالتأكيد لا. هذه التصرفات تتنافى مع الروح الرياضية وأخلاق التشجيع. لا يمكننا أن نأخذ من الأوروبيين سوى الجوانب الإيجابية في كرة القدم، أما مسألة السب والشتم، فهي ليست شيئًا يجب أن نقتدي به. يجب إيجاد حلول صارمة لإيقاف هذه الظاهرة، لأنه لا يليق أن نرى مثل هذه الأمور في رياضة قائمة على المتعة والتنافس النزيه. هناك جهات مسؤولة عن معالجة هذه الظاهرة، مثل الاتحادية والرابطة ولجنة الانضباط، التي تعمل أسبوعيًا لمتابعة هذه السلوكيات واتخاذ القرارات المناسبة بحق المخالفين. نصيحتي للجماهير، إذا أردت دخول الملعب لمتابعة مباراة، فليكن دخولك كما لو كنت داخل المسرح، أي للاستمتاع بالمشاهدة فقط وتشجيع فريقك بكل روح رياضية. وعند انتهاء المباراة، ينتهي كل شيء، لأنها في النهاية مجرد لعبة. يجب احترام الأمهات، واحترام اللاعبين أيضًا، تمامًا كما يجب على اللاعبين احترام الجماهير. الشحنة العاطفية جزء من كرة القدم، لكنها لا يجب أن تتجاوز الحدود وتتحول إلى تصرفات غير رياضية.
حدثنا عن علاقتك بجمهور مولودية وهران وهل صحيح أنك في إحدى المناسبات لم تأت إلى وهران خوفا من الأنصار؟
علاقتي بجمهور مولودية وهران جيدة جدًا، ولا يوجد لدي أي مشكل مع المناصرين الحقيقيين الذين يعرفون كرة القدم ويحترمون اللاعبين. الأشخاص الذين يوجهون انتقادات دون معرفة حقيقية بي، هم ببساطة لا يعرفونني. الحمد لله، أنا أعيش في وهران، وأسكن في وهران، وهي مدينتي التي لن أبتعد عنها أبدًا. أما بخصوص الحديث عن عدم قدومي إلى وهران خوفًا من الجماهير، فهذا غير صحيح إطلاقًا. لا يمكنني أن أتجنب الذهاب إلى منزلي بسبب الأنصار، بل بالعكس، أنا متواجد دائمًا في وهران. القصة الحقيقية هي أنني لم أتنقل إلى مباراة بن عكنون الموسم الماضي لأن والدي كان مريضًا، وفضّلت البقاء بجانبه حتى لا يتأثر وضعه الصحي. لهذا السبب فقط لم أحضر تلك المباراة، وليس لأي سبب آخر.
في الموسم الماضي خلال تواجدك مع بن عكنون راجت الكثير من الأقوال عبر مواقع التواصل بينها أنك شتمت أحد اللاعبين الذين ينحدرون من وهران بسبب لعبه بحرارة زائدة مع فريقه أمام النجم؟
هذا الكلام غير صحيح تمامًا، لم أقم بشتمه أبدًا، ولم أذكر مولودية وهران بأي شكل. اللاعب المعني اتصل بي لاحقًا وطلب الاعتذار، واعترف بأنه أخطأ، لكنني لم أقبله لأنه خلق فتنة، وأرى أنه من الواجب أن يطلب السماح أمام الجميع، وليس فقط بيني وبينه. وبعد نهاية تلك المباراة، تلقيت العديد من الاتصالات والرسائل، ولم أفهم في البداية ما يجري. ثم أخبرني أحد أصدقائي أن هناك حديثًا عني في مواقع التواصل، رغم أنني لم أقم بأي شيء. اللاعب المعني كان صديقي وأكنّ له الاحترام، وكان حتى قريبًا من الانضمام إلى مولودية وهران، لكن ما قام به خلق ضجة كبيرة دون أي مبرر. نعم، بعد فترة اتصل بي وطلب الاعتذار، وقال إنه لم يكن هو من تحدث عني. لكنني لدي أدلة تثبت العكس، حتى أنني أملك تسجيلًا صوتيًا يثبت أنه وراء تلك الإشاعات. بالنسبة لي، لا يمكنني مسامحته إلا إذا قدّم اعتذاره علنًا أمام الجميع، لأن الأمر لم يكن بسيطًا، خاصة وأنني كنت في وضع صعب حينها، حيث كان والدي في المستشفى، ووهران مدينة يُسمع فيها كل شيء بسرعة. لذلك، يجب أن يكون هناك وضوح وإنهاء للجدل حتى أتمكن من مسامحته حقًا.
لو عرضوا عليك العودة إلى الأمسيو كمسير هل ستقبل المهمة؟
بالتأكيد، لكن حاليًا أنا مع نادي بارادو وأركز على عملي هناك كمدرب. هذه هي كرة القدم، لا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل، قد أعود إلى الأمسيو يومًا ما، وقد لا يحدث ذلك، لكن في النهاية سأظل دائمًا داخل الإطار الرياضي وأقدم خبرتي أينما كنت.
ماهي النصيحة التي توجهها إلى الحمراوة؟ في ظل الظروف التي يمر بها الفريق؟
نصيحتي واضحة، إذا أراد الحمراوة رؤية فريقهم في أفضل حالاته، فعلى الإدارة أن تتحسن أولًا. نجاح أي نادٍ يبدأ من التسيير الجيد، لذلك يجب جلب أشخاص متمكنين قادرين على اتخاذ القرارات الصحيحة. كما أن فتح مكتب تسجيلات منظم سيكون خطوة مهمة لضمان استقدام اللاعبين المناسبين وبناء فريق قوي قادر على المنافسة.
هل من كلمة أخيرة أو سؤال تتمنى لو طرح عليك؟
أود أن أعبّر عن خالص امتناني لكل من دعمني طوال مسيرتي، فالأشخاص الذين ساندوني وأحبوني كلاعب هم أنفسهم السر وراء نجاحي اليوم كمدرب. أشعر بهذه المحبة في كل مباراة، من خلال الرسائل التي تصلني والتشجيع المستمر الذي يغمرني بطاقة إيجابية. هناك جماهير تابعتني منذ بداياتي كلاعب، ولا تزال تساندني الآن في مشواري التدريبي، وهذا وفاء أقدّره كثيرًا. أتمنى التوفيق لي ولكل المدربين الطموحين الذين يسعون لصنع اسمهم في عالم التدريب، لأن كرة القدم ليست مجرد مرحلة، بل رحلة متواصلة من التحديات والطموحات، والنجاح فيها لا يتحقق إلا بالعمل الجاد والإصرار. كما أتوجه بجزيل الشكر لجريدة «الروح الرياضية» على هذه الاستضافة المميزة وحفاوة الاستقبال، متمنيًا لكم المزيد من التألق في مشواركم الإعلامي، وأن تواصلوا تقديم محتوى رياضي راقٍ ومميز. وأخيرًا، أسأل الله أن يعم الخير على الجميع في هذا الشهر الفضيل، وأتمنى لكم رمضانًا كريمًا، مباركًا، وصومًا مقبولًا.
أسئلة و أجوبة على السريع :
ـ كي تزعف واش دير؟
نبلع على روحي
ـ يغلبك رمضان ولالالا؟
لا
ـ من غير الفوت واش تلعب؟
الجيدو والسباحة
ـ ناديك المفضل عالميا ومحليا؟
ريال مدريد ومولودية وهران
ـ لاعبك المفضل؟
روبرتو كارلوس ولخضر بلومي
ـ صفة تعجبك ومتعجبكش في روحك؟
نتقلق بزاف والابتسامة
ـ الحاجة لي كي تشوفها تفرح؟
العائلة
ـ كلمة للوالدة تاعك
ربي يطولك في عمرك ويشافيك، أنت من أكبر أسباب نجاحي
ـ هل ترى أن المنتخب الوطني سيتأهل لكأس العالم؟
أكيد
ـ نقدروا نفوزوا بكأس افريقيا 2025؟
عدنا بيها من الشرق فلما لا نعود بها من الغرب
ـ أكلة تموت عليها؟
الدوارة
ـ مدافع تشعر بالأمان عند وجوده معك في التشكيلة؟
منير زغدود
ـ هدف سجلته ولا يمكنك نسيانه؟
هدفي في نصف نهائي كأس الجزائر
ـ لو كنت معلقًا رياضيًا، ما هي الجملة التي ستستخدمها عند تسجيل هدف؟
ڤول ڤووول ڤوووووول
ـ من هو المعلق الذي تفضله
حفيظ دراجي
ـ أحسن مدافع «نفس منصبك» في تاريخ الجزائر
كويسي مصطفى
ـ أحسن حارس في تاريخ الجزائر
مهدي سرباح
ـ أحسن مدرب في تاريخ الجزائر؟
عبد الحميد كرمالي
ـ أحسن لاعب جزائري حاليا؟
رياض محرز
ـ أحسن مدرب جزائري حاليا؟
عبد الحق بن شيخة
ـ أحسن لاعب في تاريخ كرة القدم العالمية؟
كريستيانو رونالدو
ـ من الملاعب الجديدة، أي ملعب تتمنى لو أنك لا تزال لاعبا حتى تلعب على ميدانه؟
ميلود هدفي