الجزء الثاني
- أمين غويري أقرب المرشحين لخلافة بونجاح وسليماني
- بن ناصر في مارسيليا… خيار موفق يُبًّشر بمستقبل واعد
- لا مجال للترشيحات في إفريقيا والميدان هو الفيصل
- الدوريات الخليجية من محطة للتقاعد الى وجهة للنجوم
- كنت قريباً من الإحتراف في أوروبا لكن الظروف منعتني
- المدرب المحلي يملك الكفاءة… لكنالفرصغائبة
- كرة القدم الجزائرية تطورت كثيراً بفضل دعم الدولة للأندية
- خاسف مدافع موهوب… لكن لا أحد يشبهني
- الأمسيو في أزمة وسوء التسيير هو السبب
في الجزء الأول من الحوار، تحدث ضيف جريدة «الروح الرياضية» الدولي السابق والمدرب الحالي حدو مولاي، عن مسيرته الرياضية التي انطلقت من مدرسة جمعية وهران مرورا بمولودية وهران ووصولاً إلى المنتخب الوطني، حيث تحدث عن دعم العائلة له في مسيرته. كما استعرض الصعوبات التي واجهها. وشرح كيف كانت بداياته مليئة بالتحديات، لكنها أسفرت عن مسيرة ناجحة رغم الصعاب. كما استعرض عديد المواقف التي شكلت محطات فارقة في مشواره الكروي. أما التفاصيل الباقية من الحوار، فهي في هذا الجزء الثاني، حيث يتحدث حدو مولاي عن رؤيته لمستقبل كرة القدم الجزائرية وأهمية كأس الأمم الافريقية ومكانة المدرب المحلي، كما يناقش مسألة خلافة سليماني وبونجاح في هجوم الخضر، ويكشف عن قائمة الـ 23 لاعبًا التي كان سيختارها في كان 2025. كما تحدث عن العروض الاحترافية التي كادت أن تغير مسيرته. كما يقيم مستوى كرة القدم الجزائرية اليوم مقارنة بزمنه، كما يتحدث عن مواصفات المدافع الجزائري الحالي. ولا يمكن الحديث عن مسيرته دون التطرق إلى تجاربه مع أساطير الكرة الجزائرية، حيث يستعيد ذكريات اللعب إلى جانب أسماء خالدة، وفي ختام الحوار، يناقش الأزمة التي تعيشها مولودية وهران.
كيف تقييم مسيرة المدرب الحالي للمنتخب بيتكوفيتش؟
إلى حد الآن، المدرب فلاديمير بيتكوفيتش حقق نتائج جيدة مع المنتخب الوطني، لكن الحكم النهائي عليه سيكون عندما يقود الفريق في نهائيات كأس أمم إفريقيا أو في مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم. ما قدمه حتى الآن يعتبر إيجابيًا، لكن الأداء هو الذي يتحدث عن المدربين، ونحن نطمح لرؤية المنتخب في أعلى المستويات إن شاء الله. كأس إفريقيا قريبة، نطمح لنسجل تأهل جديد لكأس العالم، ونرتقي لمستوى تطلعات الجماهير الجزائرية. كما نأمل أن تكون البطولة المحلية في أفضل حالاتها أيضًا.
كيف ترى مجموعة الخضر في الكان، وكيف ستكون المهمة حسب وجهة نظرك؟
على الورق، المنتخب الوطني يعد من المرشحين في كأس أمم إفريقيا المقبلة، تمامًا كما كان الحال في النسخة الماضية، لكن التجربة السابقة علمتنا أن الترشيحات لا تكفي، حيث لم نتمكن من الذهاب بعيدًا في البطولة. كرة القدم الإفريقية تطورت كثيرًا، ولم يعد هناك فريق كبير وآخر صغير، إذ نرى في كل نسخة من كأس أمم إفريقيا مفاجآت عديدة. لذلك، لا بد من التحضير الجيد والتركيز على جميع التفاصيل، لأن النجاح في مثل هذه البطولات يعتمد على الاستعداد البدني، الذهني، والتكتيكي.
ما تعليقك على اختيار لاعبينا التجربة الخليجية عوض البقاء في أوروبا؟
لا يخفى على أحد أن الدوريات الخليجية تطورت بشكل كبير، وأصبحت في مستوى عالٍ، بل إن الدوري السعودي اليوم يُعتبر من أفضل الدوريات، حتى من الناحية التقنية. كرة القدم أصبحت مجال استثمار، كما رأينا في بعض الدول العربية التي بدأت تضخ أموالًا كبيرة في الرياضة، مثل ليبيا، والتي أدركت أن الاحترافية لا تأتي من فراغ، بل تحتاج إلى استثمار حقيقي. أنا أرى أن اللاعب يجب أن يكون مرتاحًا في النادي الذي يختاره، سواء في الملعب أو خارجه. صحيح أن البطولات الأوروبية، تظل في القمة، لكن لا يمكن إنكار أن الدوريات الخليجية باتت تستقطب مدربين كبارًا وتوفر إمكانات هائلة للاعبين، مما يجعلها خيارًا مغريًا. لذلك، لست ضد اللاعبين الذين يختارون خوض التجربة في الدوريات العربية، لأن في النهاية، كل لاعب لديه أولوياته وظروفه الخاصة.
ما رأيك في واقع المدرب المحلي مقارنة بالأجنبي في الدوري المحلي؟
في رأيي، هناك تعقيد كبير في الواقع الحالي حيث يظل المدرب المحلي يعاني من نقص الثقة مقارنة بنظيره الأجنبي. على الرغم من أن المدربين الأجانب يحققون نجاحات، إلا أن المدربين المحليين مثل عبد الحق بن شيخة أظهروا قدرات كبيرة في النجاح في الخارج وحصد الألقاب، وهو ما يثبت أن المدرب المحلي يمكن أن يكون على نفس القدر من الكفاءة. أنا لا أعارض وجود المدربين الأجانب في فرقنا، خاصة أن كرة القدم أصبحت عالمية، لكن في نفس الوقت يجب أن يتم إعطاء الفرصة للمدربين الشباب المحليين. هؤلاء المدربون الذين قضوا سنوات طويلة في دراسة التدريب، وتحصّلوا على شهادات مهنية، يستحقون فرصة لإثبات قدراتهم في الفرق المحلية.
هل أحسن بن ناصر الاختيار بمغادرة الكالتشيو والتوجه إلى الليغ1؟
قرار إسماعيل بن ناصر بالانتقال إلى أولمبيك مارسيليا كان اختيارا جيدا، خاصة أنه انضم إلى نادي كبير يضم جالية جزائرية كبيرة، وهو ما سيساعده على التألق والتأقلم بسرعة. مارسيليا لم يتعاقد مع بن ناصر اعتباطيًا، بل لأنه يدرك قيمته الفنية وما يمكن أن يقدمه للفريق. والدليل أنه في مباراته الأولى، كان من أفضل اللاعبين على أرض الملعب. الأمر نفسه ينطبق على أمين غويري، الذي نجح في هز الشباك وبطريقة عالمية، وهو ما يثبت أن خيارات اللاعبين الجزائريين بالانتقال إلى مارسيليا كانت مدروسة وموفقة.
غويري تألق في بدايته مع لوام هل ترى أنه قادر على المواصلة بنفس الريتم؟
نعم، أمين غويري قادر على المواصلة بنفس النسق، خاصة بعد البداية القوية التي قدمها مع أولمبيك مارسيليا. حتى مدرب الفريق أكد أنه مهاجم رقم 9 حقيقي، وهو راضٍ تمامًا عن أدائه. عندما يحصل اللاعب على ثقة مدربه ويلعب في بيئة تناسبه، فإنه سيكون قادرًا على التألق والاستمرارية، وغويري يمتلك الإمكانيات الفنية والذهنية التي تؤهله لذلك.
من ترشح لخلافة سليماني وبونجاح في هجوم الخضر؟
هناك العديد من المهاجمين القادرين على خلافة إسلام سليماني وبغداد بونجاح في هجوم المنتخب الوطني. أمين غويري هو أحد الخيارات البارزة، وهناك أيضًا أسماء أخرى قادمة بقوة يمكنها تقديم الإضافة. في كرة القدم الحديثة، المهاجم رقم 9 أصبح نادرًا، لذلك علينا العمل على تطوير المواهب في هذا المركز. حتى محمد الأمين عمورة يمتلك الإمكانيات التي تؤهله للعب في هذا الدور. نتمنى أن نجد مهاجمًا حقيقيًا يقود الخضر لسنوات قادمة.
لو كنت ضمن الطاقم الفني للمنتخب خلال كان 2025، فأي تشكيلة ستختارها ضمن القائمة النهائية؟… نفرض أن كل اللاعبين سيكونون جاهزين فنيا وبدنيا.
عندما تكون مشجعًا أو متابعًا، قد يكون من السهل الحديث عن التشكيلة المثالية، لكن عندما تكون داخل الطاقم الفني، تدرك أن الاختيار ليس بسيطًا، خاصة أن الأمر يتطلب العمل مع 25 أو 26 لاعبًا قبل الاستقرار على قائمة 23 لاعبًا النهائية. بالنسبة لي، أعتقد أن اللاعبين الذين يتم استدعاؤهم حاليًا للمنتخب الوطني هم الأفضل، لكن هناك دائمًا بعض الأسماء التي يمكن أن تُحدث الفارق، مثل يوسف بلايلي، الذي يظل لاعبًا مؤثرًا في المنتخب رغم كل شيء.
هل كانت لك فرص أو عروض للاحتراف خارج الجزائر؟
نعم، كانت لدي فرص للاحتراف خارج الجزائر، وكنت على أبواب الانضمام إلى نادي مونبوليي الفرنسي، لكن الصفقة لم تكتمل بسبب بعض المشاكل في المفاوضات، حيث تم التفاوض للحصول على أموال إضافية، ما أدى إلى فشل الانتقال. أيضًا، كنت قريبًا جدًا من الاحتراف في قطر، لكن للأسف الإصابة حالت دون ذلك. في تلك الفترة، لم يكن هناك الكثير من اللاعبين الجزائريين الذين يحترفون في الخارج، وكنت شابًا لا أملك الخبرة الكافية للتعامل مع بعض الأمور الإدارية. بالإضافة إلى ذلك، كان دور المناجير سلبيًا في بعض القرارات التي أثرت على مسيرتي الاحترافية. على كل حال، ربي يسامحهم، وأنا راضٍ بما قدمته في مسيرتي الكروية.
كيف تقيم مستوى الكرة الجزائرية اليوم مقارنة بزمانكم؟
في العامين الأخيرين، بدأت كرة القدم الجزائرية تتحسن، خاصة بعد الدعم الكبير الذي قدمته الدولة للأندية، سواء من حيث الإمكانيات المالية أو البنية التحتية. الملاعب الجديدة، مثل ملعب ميلود هدفي، تعد خطوة مهمة نحو تطوير اللعبة، كما أن اللاعبين اليوم أكثر وعيًا واحترافية مقارنة بالسابق. لكن رغم هذا التقدم، لا يمكننا القول إننا وصلنا إلى المستوى المطلوب. لا يزال هناك الكثير من العمل لتطوير كرة القدم في الجزائر، ويجب أن نتعلم من التجارب الناجحة، مثل التطور الكبير الذي شهدته الكرة السعودية أو بعض البطولات الأوروبية. في جيلنا، رغم ضعف الإمكانيات وغياب التكنولوجيا الحديثة، كان هناك لاعبون كبار مثل لخضر بلومي ورابح ماجر الذين تألقوا بفضل الموهبة الفطرية والتكوين الجيد. اليوم، كرة القدم مختلفة، تتطلب احترافية أكبر، وتخطيطًا طويل المدى، وهذا ما يجب أن نركز عليه لمواكبة التطور العالمي.
من هو المدافع الجزائري الحالي الذي تعتقد أنه يشبهك في طريقة اللعب؟
بصراحة، لا أعتقد أن هناك من يشبهني تمامًا. ليس لأنني أريد أن أمدح نفسي، لكن الحقيقة أنني كنت مدافعًا مميزًا بأسلوبي الخاص. خلال مسيرتي، كنت قادرًا على تسجيل الأهداف رغم مركزي الدفاعي، ففي كل موسم تقريبًا كنت أسجل بين 8 و9 أهداف، عندما كنت مع مولودية وهران وفي جمعية وهران، سجلت 11 هدفا في البطولة بالإضافة إلى هدف في كأس إفريقيا. وبالطبع، هناك مدافعون جيدون اليوم، وأحد اللاعبين الذين أرى أن لديه مستقبلًا واعدًا هو خاسف محمد نوفل. إنه لاعب يمتلك إمكانيات كبيرة، وإذا واصل العمل بنفس الجدية، يمكنه تحقيق الكثير في مشواره.
إذا كان لديك خيار اللعب بجانب أحد الأساطير، فمن ستختار؟
حظيت بفرصة اللعب الى جانب أساطير تركوا بصمتهم في كرة القدم الجزائرية. شاركت الميدان مع لخضر بلومي في نهاية مسيرته، وكان فنانًا حقيقيا. ومع عبد الحفيظ تصفاوت، أحد أفضل الهدافين في تاريخ الجزائر. إضافة الى مزيان مراد، وكل هؤلاء كانوا لاعبين كبار في جيلهم. في جيلي، لعبت مع أسماء مميزة مثل بلال دزيري وعمار عمور. حيث عشت أجواء مليئة بالاحترافية والموهبة. بصراحة، لم أتمنى اللعب مع أي لاعب آخر، لأنني كنت محظوظًا بلعب مع هؤلاء النجوم الذين أثروا في مسيرتي.
بصفتك لاعب سابق في مولودية وهران، ما هي أسباب تراجع النادي؟ وأين يكمن المشكل؟
المشكلة الحقيقية لمولودية وهران تكمن في سوء التسيير. صحيح أن الشركة المالكة أنقذت الفريق من أزمة كبيرة، لكن عندما تتوفر لك الإمكانيات اللازمة للنجاح ولا تحقق النتائج المرجوة، فهنا يجب طرح السؤال: لماذا؟ المشكلة تكمن في أن الإدارة منحت الثقة لأشخاص لم ينجحوا في مهامهم، ومع ذلك استمروا في مناصبهم. كان من المفترض الاعتماد على كفاءات تمتلك خبرة في كرة القدم والتسيير، مثل مراد مزيان، لكن قدومه جاء متأخرًا. لإنقاذ المولودية، يجب إحاطة النادي بأشخاص أكفاء يحبون الفريق ويمتلكون رؤية واضحة، لأن غياب التخطيط المحكم والاختيارات العشوائية هما السبب الرئيسي في الوضع الحالي.
يتبع…
حاورته: أمينة بشيخ