يواصل الدولي نبيل بن طالب الابتعاد عن تشكيلة نادي ليل الفرنسي في الفترة الأخيرة بعد أن كان سجل عودة تاريخية إلى الفريق شهر فبراير الماضي بعد تعافيه من أزمة قلبية خطيرة، وجابت صور ومقاطع فيديو عودة نجم «الخضر» للمشاركة في المباريات مع ليل العالم، ووصفها البعض بأجمل صور الموسم الكروي 2024-25.
غياب اللاعب صاحب (30 عاماً) عن المشاركة في مباريات ليل بشكل منتظم في الفترة الأخيرة أثار الكثير من الشكوك والتساؤلات، إلى درجة أن البعض منها تمحور حول مدى جاهزيته البدنية للعب باستمرار بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب وتثبيت جهاز لتنظيم ضربات القلب له، رغم أنه تحصّل على ترخيص من اللجنة الطبية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم في قرار غير مسبوق بفرنسا. وكان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يحظر عودة اللاعبين الحاملين لجهاز تنظيم ضربات القلب للنشاط الكروي، عكس ما هو جارٍ في دوريات أوروبية معروفة، على غرار الدوري الألماني والدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن يكون ملف اللاعب الجزائري نبيل بن طالب أول استثناء للاتحاد الفرنسي لخرق قاعدته السابقة. وكشفت تقارير إعلامية ثلاثة أسباب وراء اختفاء بن طالب من تشكيلة نادي ليل الفرنسي في الفترة الأخيرة.
مدرب ناديه يرفض الضغط عليه
عودة اللاعب للمشاركة في المباريات كانت استثنائية شهر فبراير الماضي، فخلال مواجهة رين، يوم 16 فبراير الماضي في «ليغ 1»، دخل بديلاً وسجل هدفاً تاريخياً سيبقى محفورًا في ذاكرته وتاريخ الدوري الفرنسي بالنظر لقصة عودة بن طالب من الموت إلى الواجهة، وبعدها شارك أمام موناكو ثم أساسياً ضد باريس سانت جيرمان قبل أن يخرج من حسابات المدرب برونو جينيسيو. ويرفض مدرب ليل الضغط كثيرًا على اللاعب نبيل بن طالب، وهو ما يفسر مشاركته كبديل لدقائق معدودة في ثلاث مباريات من أصل الخمسة الأخيرة (لم يشارك في مباراتين) في الدوري الفرنسي «ليغ 1»، حيث لا يريد جينيسيو إخضاع بن طالب لجهد كبير في مرحلة حاسمة من الموسم لكل الأندية، تفادياً لسقوطه في أي مشكلة صحية على غرار الإصابة، وهو الذي لم يقم بالتحضيرات الموسمية مع الفريق.
المنافسة الشديدة في وسط ميدان نادي ليل
يعاني اللاعب الجزائري من منافسة شديدة في خط وسط ميدان نادي ليل الفرنسي، خاصةً أن فترة غيابه الطويلة عن المنافسة (من جوان 2024 إلى فبراير 2025)، سمحت ببروز بعض اللاعبين في مركزه وتألقهم، على غرار بنيامين أندريه وأندريه غوميز ونغالايل موكاو وأيوب بوادي، ما يعني بأن النجم الدولي مطالب فعلاً بالقتال من أجل حجز مكان له في التشكيلة الأساسية. وهي المعطيات التي أكدها المدرب الفرنسي برونو جينيسيو، الذي قال في أحد تصريحاته الإعلامية مؤخرًا: «لدينا تشكيلة تضم العديد من اللاعبين القادرين على اللعب في خط الوسط خلال فترة غياب نبيل (بن طالب) أظهر هؤلاء اللاعبين أداءً مميزاً». واعترف: «صراحةً أصبح من الصعب عليه اللعب أساسياً الآن»، وإذا كان كلام مدرب ليل صادماً لبن طالب، فإنه من ناحية أخرى مطمئن لأن الأمر لا يتعلق بالحالة الصحية للاعب الجزائري.
التجهيز التدريجي لنبيل بن طالب تحسباً للموسم المقبل
من جهة أخرى، يمكن النظر لفلسفة مدرب نادي ليل الفرنسي اتجاه اللاعب على أنها خطوة مقصودة من أجل التجهيز التدريجي لنجم «الخضر» تحسباً للموسم المقبل، على اعتبار أنه عاد تدريجياً إلى اللعب قبل خوض فترة التحضيرات الصيفية المهمة استعداداً للموسم المقبل، والتي ستحدد بنسبة كبيرة جداً جاهزيته الفنية والبدنية بعد فترة غياب طويلة عن النسق العالي. وحرص برونو جينيسيو على إبراز الحالة الصحية والبدنية الجيدة لبن طالب في الفترة الحالة رغم افتقاده للتنافسية، وصرّح: «الشيء الأكثر أهمية هو أن يكون في حالة بدنية جيدة»، وتابع: «المهم أنه بخير وهو في حالة جيدة من الناحية البدنية وربما يكون هذا هو أهم شيء يجب أن نذكره»، وأوضح: «إنه يتدرب معنا بانتظام»، في إشارة إلى أن المهم حاليًا في الفترة الحالية لبن طالب هو التدرب باستمرار بعد فترة غياب طويلة جدًا.