- مولودية الجزائر تعيش فترة مميزة وكل شيء ممكن في جوهانسبورغ
- بيتكوفيتش أحدث الفارق والمنتخب الوطني يتطور تدريجياً
- أتمنى عودة يوسف بلايلي إلى مستواه الحقيقي مع المنتخب
- عمورة نجم المستقبل رقم 1 وقادر على تحطيم رقم سليماني
- بونجاح يبقى بونجاح، لكن المنافسة على المناصب فرضت منطقها
- بعودة عوار، بن ناصر، بن طالب وزروقي، المنتخب سيتطور أكثر
- المنتخب الوطني لعب مباراة الموزمبيق بأداء عالمي حديث
- قادرون على الذهاب بعيداً في أي منافسة وتحقيق الألقاب
- بولبينة وكسيس موهبتان صاعدتان بحاجة للدعم والتشجيع
- الإحترافية في النقد والتحليل تمرر الرسالة وتُصلح دون تجريح
في الجزء الثاني من حوارنا مع الأسطورة ناصر بويش ضمن ركن «ضيف الأسبوع» بجريدة الروح الرياضية والذي يجمع بين الوفاء، الطموح، والرؤية الواضحة لمستقبل كرة القدم الجزائرية. سنتوقف عند علاقة استثنائية بين ناد عريق وجماهير لا تنسى، ونكتشف كيف يرى ضيفنا مستقبل المنتخب بقيادة بيتكوفيتش، ودور النجوم الصاعدة كعمورة وغويري. كما نفتح باب الحديث عن ضرورة دعم الشباب، أهمية النقد البناء، وواقعه كمحلل لا يفصل العاطفة عن المنطق وبين هذه المحاور، قصص وذكريات لا تروى إلا من قلب عايشها.
ما هي رسالتك لجماهير مولودية الجزائر التي لا تزال تتذكرك إلى اليوم؟
عيد مبارك لكل جمهور المولودية الوفي والمخلص، هذا الجمهور الذي يعيش مع ناديه في كل الظروف، بحب لا يتغير وارتباط لا ينفصم. أنصار المولودية هم القلب النابض لهذا النادي العريق، وجمهوره الهائل هو سر استمراره وتألقه. أتمنى لكم عيدا سعيدا مليئا بالفرحة، وأن يحقق فريقكم أفضل النتائج ويواصل طريق النجاح إن شاء الله.
ما هي نصيحتك للاعبين الشباب الذين يحلمون بالوصول إلى القمة؟
نصيحتي لكل مدرب هي أن يرفع من جودة تدريبه ويمنح الدعم الكافي، خصوصا عند التعامل مع الرياضيين الشباب، لأنهم بحاجة إلى أكثر من مجرد توجيه فني؛ إنهم يحتاجون إلى المودة، التقدير، والعمل الجاد. أؤمن أن لدينا الكثير من اللاعبين الموهوبين، لكن دون عمل وجهد لا يمكن الوصول إلى شيء. كرة القدم اليوم أصبحت صناعة، وبالتالي يجب على اللاعبين الشباب أن يدركوا أن بوسعهم إنقاذ مستقبل عائلاتهم من خلال هذا المجال، لكن فقط إن فكروا بجدية في تطوير أنفسهم.
المولودية مقبلة على تحدٍّ قاريٍّ صعب في إياب ربع النهائي.. هل ترى أنها قادرة على تجاوز أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي بملعبه وأمام جماهيره ؟
أعتقد أن مولودية الجزائر تمر حاليا بإحدى أفضل فتراتها. منذ وقت طويل لم نشهد الفريق يقدم مثل هذه النتائج الإيجابية. في رأيي، عملية التوظيف تمت بشكل جيد، رغم بعض الهفوات، إلا أن إدارة النادي قامت بعمل يحسب لها. أتمنى لهم كل التوفيق، خاصة على المستوى القاري. اليوم، وقد بلغ الفريق ربع نهائي المسابقة الإفريقية، لا مجال لاختيار الخصوم، فجميع الفرق المتأهلة قوية وتملك الجودة. صحيح أن القرعة أوقعت الفريق أمام نادي أورلاندو بيراتس القوي والذي حسم لصالحه موقعة الذهاب، لكن كل شيء يبقى ممكنا، والنسبة 50-50. الأهم أن تؤمن بقدراتك. الفريق يملك إمكانيات حقيقية للذهاب بعيدا في هذه المنافسة، وتدارك نتيجة لقاء الذهاب رغم صعوبة المهمة طبعا، خاصة بوجود طاقم فني وإدارة تعمل بشكل جيد. أتمنى لهم التوفيق من القلب في موقعة جوهانسبورغ.
كيف تقيم مسيرة المنتخب الوطني تحت قيادة بيتكوفيتش؟
منذ تعيين فلاديمير بيتكوفيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، كانت هناك بعض التساؤلات حول ما يمكن أن يقدمه بعد عهد جمال بلماضي، لكن تدريجيا، بدأنا نلمس تحسنا واضحا في الأداء. أرى أن بيتكوفيتش كان خيارا موفقا، والمنتخب يتطور من حيث طريقة اللعب، بل وأظهر أمورا لم نكن نراها حتى في فترة بلماضي. مباراة بوتسوانا، خصوصا في شوطها الثاني، رغم الظروف الصعبة المتعلقة بحالة الملعب ودرجة الحرارة، والصيام أبرزت قدرة الفريق على إنتاج أداء جماعي محترم. بعدها، خلال لقاء موزمبيق في تيزي وزو، قدم الفريق أداء عالميا يسمح لنا بتقييم الأفراد وتقديم ملاحظات دقيقة. ما لاحظناه مع بيتكوفيتش هو تطور على المستوى الفردي، الجماعي، التكتيكي وحتى البدني. وهذا شيء لم يكن واضحا من قبل. صحيح أن هناك أسماء غائبة مثل بن ناصر، بن طالب، عوار، بونجاح وزروقي، لكنها ستمنح إضافة كبيرة عند عودتها. التصريح الأخير لرئيس الفاف وليد صادي حول إمكانية التتويج بكأس إفريقيا 2025 ليس حلما بعيد المنال، فعندما نشاهد مستوى المنتخب أمام موزمبيق خلال تربص مارس، يمكن القول إن بلوغ نصف النهائي على الأقل أمر ممكن، خاصة بوجود لاعبين بمستوى عال مثل غويري، بلايلي، عمورة، محرز، بوداوي، أيت نوري، قندوسي، شايبي، بن سبعيني وغيرهم. بيتكوفيتش يقوم بعمل محترم، والطريق نحو النجاح بدأ يتضح تدريجيا.
من ترشح لقيادة هجوم الخضر مستقبلا؟
بالنسبة لي، أتمنى عودة يوسف بلايلي إلى مستواه الحقيقي وأن يكون حاضرا أساسيا مع المنتخب في أقرب وقت ممكن. صحيح أن بلايلي يقدم حاليا مباريات جيدة بعد غيابه عن حوالي 10 مواجهات، لكن من يقود هجوم المنتخب مستقبلا هو محمد الأمين عمورة، لأنه ببساطة نجم قادم بقوة وسيكون له شأن كبير في السنوات المقبلة.
هناك من يتنبأ لعمورة بتجاوز رقم سليماني كهداف تاريخي للخضر هل توافق أصحاب هذا الطرح؟
المهاجمون خُلقوا لتسجيل الأهداف، والأرقام دونت كي تحطم، وإذا لم يتمكن اللاعب من إثبات نفسه اليوم، فعليه أن يبقى مكتوف الأيدي يترقب. عمورة سجل خمسة أهداف في أسبوع واحد فقط، خلال مباراتين، وهو إنجاز كبير. تمكن من تسجيل هاتريك وثنائية في أسبوع واحد، وهذا يعد امرا نادرا في كرة القدم اليوم. تسجل في هذا العصر أصبح من الأمور الاستثنائية، مما يعكس امكانياته العالية. بناء على ذلك، أنا أؤمن أن عمورة يمتلك كل الإمكانيات اللازمة لتجاوز اسلام سليماني والتفوق.
هل أنت راض عن أداء الخضر أمام بوتسوانا والموزمبيق بغض النظر عن الفوز؟
مباراة بوتسوانا كانت جيدة، ولكن بعد ذلك، كانت المباراة الثانية ممتازة. إذا كان علي أن أقيّم اللقاءات، فسأعطي مباراة بوتسوانا 7/10، بينما اللقاء الثاني يستحق 9/10. حيث كنا قريبين من المثالية في تلك المباراة، وأنا شخصيا أنتظر الأفضل والأحسن. أعلم أن المنتخب قادر على تقديم المزيد، لأنني لأول مرة كنت في ملعب تيزي وزو وشاهدت المباراة عن كثب. المنتخب الجزائري لعب بمستوى أوروبي، قدم كرة القدم الحديثة في تحركاته وأدائه، خصوصا في الهدف الذي سجله حجام، حيث مرر محرز الكرة إلى عمورة الذي عكسها بشكل رائع. هذا النوع من اللعب لا نراه في البطولة المحلية، وقد لاحظنا أداء عالميا بين اللاعبين. يمكننا تقديم المزيد، وربما يصل أداء الفريق إلى 10/10، مثلما حدث في مباراته ضد منتخب موزمبيق. المنتخب الجزائري في طريقه للتقدم والتطور. أمام الموزمبيق شفنا كيف تلعب كرة القدم الحديثة.
ألم تتفاجأ بغياب بغداد بونجاح عن تربص مارس؟
بغداد بونجاح يبقى لاعبا مهما وقيمة كبيرة، لكن اليوم المنافسة أصبحت أقوى. يوجد لاعب مثل غويري الذي يقدم أداء رائعا، حيث يسجل الأهداف، يمرر الكرات، ويضغط على المدافعين في كل فرصة. لاحظنا هذا في لقاء بوتسوانا في ظروف صعبة. بالتأكيد، بونجاح لا يزال بونجاح، ولكن المنافسة قوية مع لاعبين شباب مثل غويري، عمورة، بوداوي، قندوسي، فارس شايبي، الذين يمثلون مستقبل المنتخب الجزائري.
كيف ترى مستقبل المنتخب الوطني في ظل الوجوه الشابة الجديدة سواء التي استدعيت أو التي هي مرشحة للحاق بالخضر مستقبلا !؟
من الضروري أن نتجنب التسرع في تقييم اللاعبين، خاصة مع وجود تأكيدات أن بعضهم سيكون له دور كبير في المستقبل. هناك العديد من اللاعبين الشباب الذين يقدمون مستويات مميزة مثل شياخة، مازة، ولما لا أخرون مثل وريان شرقي، وأكليوش بالإضافة إلى لاعبين آخرين قد يكون لهم مكان في المنتخب الوطني. إذا تم استدعاء هؤلاء اللاعبين، سيكون من الصعب على المدرب بيتكوفيتش تحديد التشكيلة الأساسية، وهذه ميزة رائعة للمنتخب الجزائري. أعتقد أن المنتخب قادر على الوصول إلى أدوار متقدمة في أي منافسة، مثل ربع نهائي كأس العالم أو نصف نهائي كأس إفريقيا. رغم الصعوبات التي قد نواجهها في كل دورة، فإننا نأمل أن يتمكن بيتكوفيتش، الذي يتأقلم جيدا مع البطولات المغلقة، من إيجاد الحلول المناسبة لتحقيق النجاح. شخصيا، أؤمن أن المنتخب الجزائري لديه الإمكانيات اللازمة للذهاب بعيدا، وربما حتى العودة بالكأس. كما قال المدرب بلماضي قبل مغادرته إلى مصر «سنعود بالتتويج»، وهذا ما أكده رئيس الفاف وليد صادي أيضا. كما يجب أن يقف الجميع وراء الفريق لتحقيق هذا الهدف.
هل ترى أن هناك لاعبين من الدوري المحلي كانوا يستحقون التواجد في تربص مارس؟
تحليلي دائما دقيق، وأحيانا يكون من الصعب تحديد الخيارات، لكن في حال الحديث عن حراس المرمى، أعتقد أن بن بوط هو الأنسب في الوقت الحالي، نظرا لوجود فجوة كبيرة في هذا المركز، حتى على مستوى الحراس المحترفين خارج الوطن. منصب حارس المرمى يبقى حساسا للغاية، ورغم أن رايس مبولحي كان الرقم 1 لأكثر من 10 سنوات، ولا يوجد منافس حقيقي له، إلا أنني أرى أن بن بوط هو الأنسب حاليا كحارس مرمى محلي. أيضا، وهناك عادل بولبينة لاعب ممتاز. لقد تحدثت معه ومع والده منذ أربع سنوات، وأتذكر أننا قدمنا له حصة حول اكتشاف المواهب. يمتلك إمكانيات كبيرة، وعندما شاهدته يلعب هذا الموسم، لاحظت تطور مستواه بشكل ملحوظ. ولكن، من الصعب على بيتكوفيتش ملاحظة اللاعبين الجدد في المنتخب الأول بمجرد مشاهدتهم في مباراة أو اثنتين. هو يتابع مجموعة من اللاعبين ضمن قائمة تضم 25 أو 26 لاعبا، ويقرر بناء على ذلك. لكن عادل يبقى على بعد خطوة من المنتخب الأول أضن أن تواجده في المنتخب المحلي و هناك رشيد كسيس لاعب قادر على صنع السعادة في أي فريق سواء مع نادي بارادو أو الأندية الكبيرة مثل مولودية الجزائر أو وفاق سطيف وغيرها. لكن الإعلام لا يتحدث عنه.
كيف تقيم بلاطوهات التحليل الرياضي الجزائرية؟ وهل ترى أنها تقدم مادة تحليلية مفيدة وموضوعية؟ خاصة في ظل النقد الذي تتلقاه من طرف الشارع الرياضي
أؤمن أن لكل برنامج طابعه الخاص، فهناك برامج تحليلية متخصصة في قراءة المباريات، وأخرى قد تأخذ منحى مختلفا، أحيانا يخرج عن الإطار الرياضي ليخوض في الحسابات الشخصية. من هنا، تبرز أهمية الاحترافية في الطرح. علينا أن نكون أكثر مهنية، وأن نحرص على أن تمر انتقاداتنا بسلاسة، بحيث تكون مقبولة ومُتقَبّلة من قبل الجميع. بعض المصطلحات والتعابير بإمكانها تمرير رسائل قوية دون المساس بأي طرف. أنا شخصيا لا أوافق الأسلوب الهجومي، وإذا لم يعجبني أداء فريق أو لاعب، أحرص على إيصال الرسالة بشكل واضح وصادق، لكن دون تجريح. من الضروري أن يأخذ كل طرف حقه، وأن نكون موضوعيين. فالرياضة لا تتطور إلا من خلال النقد البناء، الذي يحمل نية التصحيح والتقدم. بصفة عامة، يجب أن نرتقي بمستوى النقاش والتشاور داخل الإعلام الرياضي.
عادة ما يتسبب تشابه الأسماء في مشاكل لحامليها، أو الوقوع في مواقف طريفة… ألم يحدث لك هذا مع ناصر بويش لاعب الجياسكا مثلا؟
ناصر بويش، نحمل نفس الاسم، والفرق بيننا لا يتجاوز السنتين أو الثلاث في العمر، فقط يكتب اسمه بالفرنسية بشكل مختلف في حرف واحد. أتمنى له الصحة وطول العمر. كان وما يزال من الأسماء الكبيرة في تاريخ الكرة الجزائرية، هداف تاريخي لشبيبة القبائل وللبطولة الجزائرية ككل، إذ سجل 36 هدفا في موسم واحد، وهو رقم من النادر جدا تكراره. كان مهاجما بارزا في واحدة من أقوى فترات شبيبة القبائل، وأحيانا وأنا أمشي في الشارع، يخطئون في التعرف علي ويقولون لي «أنت هو بويش لي سجل 36 هدف!»، فأبتسم وأتقبلها كمديح غير مباشر، لأننا نحمل نفس الاسم، وربما نفس الروح الكروية أيضا.
يتبع…
حاورته: بشيخ أمينة