كشفت مصادر عليمة عن قرار مفاجئ، يتمثل في اعتزام المنتخب الوطني واتحادية كرة القدم «فاف» إجراء تعديل جذري وجريء على برنامجه الخاص بشهر جوان المقبل، وذلك في إطار تحضيراته للاستحقاقات القادمة.
وأكد الاتحاد الجزائري لكرة القدم رسميًا برمجة مباراة ودية بين الخضر ومنتخب السويد يوم 10 جوان المقبل بالعاصمة ستوكهولم، في اختبار قوي للمدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش ولاعبيه. فيما تبقى المباراة الثانية مفتوحة على عدة احتمالات، وسط ترجيحات قوية بمواجهة منتخب النيجر في لقاء ودي لا يقل أهمية. اللافت في هذا القرار أنه لا يقتصر على تحديد هوية المنافسين، بل يشمل أيضًا تغييرات تنظيمية أعمق، تتعلق باختيار الملعب ومكان إقامة المعسكر. ففي الوقت الذي كان يُتوقع فيه استمرار «محاربي الصحراء» في استضافة منافسيهم على ملعب تيزي وزو، جاءت التوجهات بعكس التوقعات تمامًا، في خطوة غير مسبوقة خلال هذه المرحلة وهو ما كانت الروح الرياضية قد أشارت له في وقت سابق. ورغم الأجواء المميزة التي صنعها المنتخب الوطني في ملعب المجاهد حسين آيت أحمد، حيث حقق انتصارين عريضين بنتيجة 5-1 أمام كل من توغو وموزمبيق، إلا أنه تقرر بشكل شبه نهائي استبعاده من برنامج شهر جوان. وأفادت ذات المصادر أن مدينة قسنطينة ستكون على موعد مع حدث استثنائي، حيث سيعود «الخضر» إلى ملعب الشهيد حملاوي بعد غياب دام 32 شهرًا، في تجربة تحمل طابعًا خاصًا، كونها الأولى للمدرب بيتكوفيتش في مدينة «الجسور المعلقة». وكانت آخر مباراة احتضنها هذا الملعب بقيادة المدرب السابق جمال بلماضي قد انتهت بانتصار كاسح على الرأس الأخضر، في أمسية مميزة شهدت الظهور الأول للنجم أمين غويري بقميص الخضر والآن، يراهن الطاقم الفني على تكرار ذات النجاح في أجواء مشابهة. وأوضحت مصادرنا أن عودة المنتخب الوطني إلى العاصمة لا تزال مؤجلة، في ظل التوتر الذي أعقب الهزيمة الأخيرة أمام غينيا في ملعب نيلسون مانديلا، والتي رافقتها صافرات استهجان من الجماهير، ما دفع الجهاز الفني إلى البحث عن بيئة أكثر استقرارًا لتحضيرات المرحلة المقبلة. وأكدت ذات المصادر أن قرار إقامة المباراة الودية في ملعب الشهيد حملاوي لا يحمل طابعًا دائمًا، بل هو خيار مؤقت، في انتظار العودة المحتملة إلى ملعب تيزي وزو خلال تصفيات كأس العالم شهر سبتمبر المقبل. وتقوم الرؤية الجديدة للطاقم الفني على إعادة توزيع مباريات المنتخب على مختلف الملاعب الوطنية، بهدف تعزيز الشعور بالانتماء وتقوية الروابط مع الجماهير في كافة أنحاء البلاد، باعتبار أن المنتخب يمثل جميع الجزائريين، ومن حق كل مدينة أن تحتضنه وتحتفل بانتصاراته عن قرب. وبهذا القرار، يكون المنتخب الوطني قد خطا خطوة مهمة نحو تحقيق التوازن بين الأداء الفني والتواصل الجماهيري، في مسار يبدو أنه يستعد للانطلاق بقوة نحو حلم التأهل إلى كأس العالم 2026.