تحلى الدولي أدم زرقان بشجاعة لا مثيل لها، عندما كان أول لاعب يرفض حمل شعار يدعم المثلية في افتتاح جولة اختارها الاتحاد البلجيكي لكرة القدم لأجل دعم هذه الأفكار الدخيلة. وأكدت صحيفة «آخر ساعة» البلجيكية بأن نجم نادي شارل لوروا رفض حمل شارة القيادة الملونة التي ترمز إلى دعم المثلية، بمناسبة المباراة الفارطة ضد فيسترلو، بل أصر على اللعب بشارة القائد العادية التي يرتديها دائما، وهو القرار الذي تم احترامه من طرف الجميع. ورفض ابن مدينة سطيف كل المحاولات لإقناعه وهو ما شجع منافسه من جانب فيسترلو حتى لا يرتدي بدوره تلك الشارة، وهو ما أكده نفس المصدر الذي أوضح بأن اللاعب دوغوكان هاسبولات كان مترددا في بادئ الأمر، لكنه قرر في النهاية عدم ارتداء شارة «الألوان»، بعدما علم بأن زرقان لن يرتديها. وتشجع قائد فيسترلو الذي ينحدر من أصول تركية من خلال موقف اللاعب الجزائري، كما اضطر ناديه إلى عدم الضغط عليه، بما أن قائد شارل لوروا لن يرتدي الشارة، واُجبر المنظمون في نهاية المطاف إلى قبول الواقع. ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يمتنع فيها زرقان عن ارتداء الشارة التي تدعم المثلية، بل سبق له رفض ذلك الموسم الماضي، وهو ما يجعل المسؤولين عن الكرة البلجيكية يعرفون جيدا الموضوع ولم يُحاولوا كثيرا تغيير رأي اللاعب. ونشرت صحيفة «آخر ساعة» تصريحات لشخص ذكرت بأنه كان وراء تحقيق فتحه الاتحاد البلجيكي حول الموضوع، حيث قال خلالها كريستوف فرانكين حول ما حدث: «لقد كان ذلك اختيارا شخصيا مبنيا على معتقداتهما الدينية وقناعاتهما الفلسفية (يقصد زرقان وقائد فيسترلو)». ولأن كل مباريات هذه الجولة كانت مخصصة لدعم المثلية من طرف الاتحاد البلجيكي، كان يُفترض أن يرتدي 18 لاعبًا تلك الشارة، غير أن رفض زرقان فتح الطريق للاعبين الآخرين حتى يسيروا على نهجه. فالمباراة بين شارل لوروا وفيسترلو كانت الأولى في الجولة وجرت يوما واحدا قبل انطلاق المباريات المتبقية، ما جعل الدولي الجزائري أول لاعب يُقاطع حملة الاتحاد البلجيكي، دون أن يتخوف من أي عواقب. وبعد زرقان ولاعب فيسترلو ذو الأصول التركية، تبعهما 4 لاعبين آخرين في المباريات الموالية، ما رفع عدد المقاطعين إلى 6 لاعبين من أصل 18 قائدا. وأصرت صحيفة «آخر ساعة» على التعرف على موقف النادي البلجيكي بخصوص قرار صاحب الـ25 عاما، فأعلن شارل لوروا احترامه لآراء ومواقف اللاعب. وقال بيير إيف هيندريكس المدير العام للنادي، ردًا على ما حدث: «نعيش في مجتمع يتمتع فيه الجميع بحرية التعبير. إنه ليس خيارنا، بل قرار قائدنا زرقان ونحن لا نخشى أن يؤثر ذلك على صورتنا».
حاولت الصحافة البلجيكية التأكد حول إن كان لقرار اللاعب الجزائري عواقب، فاتضح بأن الاتحاد البلجيكي لن يسير على خطى نظيره الفرنسي الذي يفرض عقوبات قاسية على نفس الأفعال. وأكد المدير التنفيذي للاتحاد البلجيكي لكرة القدم عدم فرض أي عقوبات على زرقان واللاعبين الآخرين الذين رفضوا ارتداء شارة «الألوان»، بل دعا إلى فتح الحوار في مثل هذه الحالات وطالب الأندية بضرورة الحديث مع لاعبيها لإقناعهم بمثل هذه المبادرات.