في تصريحات صحفية جديدة حوار فتح ريان قلي، الموهبة الصاعدة في نادي كوينز بارك رينجرز الإنجليزي، قلبه وكشف عن طموحاته وأحلامه مع المنتخب الوطني. الشاب البالغ من العمر 20 عامًا، والذي يُعد أحد أبرز المواهب الجزائرية في أوروبا، تحدث بكل صراحة عن مشواره الاحترافي وارتباطه العميق بالجزائر، مؤكدًا أن تمثيل بلاده ليس مجرد قرار رياضي بل «واجب وشرف لا يقبل النقاش».
رفض إنجلترا وتمسك بالجزائر في ريعان شبابه
وكشف قلي أنه رفض عروضًا من الاتحاد الإنجليزي لتمثيل منتخب «الأسود الثلاثة»، مفضلاً الدفاع عن ألوان الخضر. وقال بكل فخر: «أبدًا، لم أتردد ولو للحظة في اختيار الجزائر. بالعكس، أنا فخور جدًا بقراري، والجزائر لم تكن خيارًا بالنسبة لي، بل كانت واجبًا وشرفًا». وأضاف: «جدي رحمه الله أوصاني منذ كنت صغيرًا ألا ألعب سوى تحت العلم الجزائري، وأنا نشأت على هذه القناعة وأحترم وصيته من كل قلبي». هذا الارتباط العاطفي بالجزائر يتجلى في حلمه الأكبر: «أريد تمثيل المنتخب الوطني في مونديال 2026، وهذا هدف واضح أعمل من أجله كل يوم». ووصف ريان قلي شعوره عند ارتداء قميص المنتخب الوطني لأول مرة بأنه لا يمكن وصفه بالكلمات مضيفًا: «عندما وقفت للنشيد الوطني لأول مرة، كنت على وشك البكاء من شدة التأثر. كانت لحظة تاريخية في حياتي، شعرت فيها بكل الفخر والانتماء». ويحلم الموهبة الشابة بلحظتين مميزتين في مسيرته: «حلمي هو أن ألبس أبي أول قميص لي مع المنتخب الوطني، وأن أهدي جدي رحمه الله أول هدف لي مع الخضر، لأنه كان يتمنى أن يراني في هذا المكان». وقدم قلي موسمًا مميزًا مع ناديه كوينز بارك رينجرز، حيث شارك في 22 مباراة، سجل خلالها 4 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين، بالإضافة إلى هدف في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام ليستر سيتي. وعن تقييمه لهذا الموسم، قال: «الموسم كان تحديًا كبيرًا لي، ولكنه أيضًا كان محطة مهمة جدًا في مسيرتي كلاعب شاب». وتحدث عن الإصابة التي أبعدته لفترة: «الإصابة جاءت في توقيت صعب، وكانت مؤلمة من الناحية الجسدية والمعنوية، ولكن أحمد الله دائمًا، فقد كانت تجربة زادتني قوة وإصرارًا. عملت كثيرًا خلال فترة التأهيل، وكان هدفي الوحيد هو العودة أقوى مما كنت».
محرز قدوته ويحلم باللعب إلى جانبه
كما أكد قلي أن نجم مانشستر سيتي السابق رياض محرز هو قدوته في المنتخب الوطني: «اللعب مع رياض محرز شرف كبير لأي لاعب جزائري، هو نجم كبير ويمثل القدوة في المنتخب الوطني. وأنا أشتغل كل يوم على نفسي لأستحق اللعب بجانبه». وعن المنتخب الوطني تحت قيادة بيتكوفيتش، قال: «المنتخب يتطور كثيرًا مع قدوم المدرب بيتكوفيتش، ولاحظنا أن لديه رؤية جديدة وشجاعة في منح الفرص للاعبين الشباب، وهذا أمر محفز جدًا».
يحمل طموحات بلا حدود والبريمرليغ الهدف القادم
ولم يخف قليّ طموحاته الكبيرة على المستوى الأندية، حيث عبر عن امتنانه لنادي كوينز بارك رينجرز: «أنا ممتن جدًا لنادي كوينز بارك رينجرز، لأنه آمن بقدراتي ومنحني الفرصة الأولى في الأكابر»، لكنه أضاف: «كل لاعب يطمح إلى التطور والوصول لأعلى المستويات، وإذا جاءت فرصة مناسبة للانتقال إلى البريميرليغ أو إلى نادٍ كبير، سأفكر فيها بهدوء». عالميًا، كشف قلي أن برشلونة هو فريقه المفضل «منذ الصغر، لأنني أحب أسلوب لعبهم الجماعي والجميل»، أما في الجزائر فقلبه مع وفاق سطيف «وأتابع مبارياته دائمًا، لأنه فريق عريق وله تاريخ كبير في الكرة الجزائرية».
وعد الجماهير الجزائرية بأن يكون عند حسن ظنهم
هذا ووجه قلي رسالة للجماهير الجزائرية التي تدعمه على مواقع التواصل الاجتماعي: «أشكر من كل قلبي كل جزائري يرسل لي رسالة دعم أو يكتب لي تعليقًا مشجعًا، وهذا الدعم يمنحني طاقة لا توصف. أنا أعرف جيدًا أن الجمهور الجزائري يعشق الكرة ويفهمها، ولذلك أعي تمامًا ما ينتظره مني، وأعدهم أنني لن أخيبهم إن شاء الله، وسأقاتل دائمًا لأجلهم». وختم حواره بكلمات مؤثرة عن والده: «بابا هو بطلي الأول، علمني منذ أن كنت صغيرًا أن لا شيء يُعطى بسهولة، وأن الطريق إلى النجاح مليء بالتضحيات والصبر. دعمني في كل خطوة، ووقف معي في الأوقات الصعبة قبل السعيدة». ريان قلي، نجم صاعد بطموحات كبيرة وقلب جزائري ينبض بحب الوطن، يعد بأن يكون على موعد مع التاريخ، ويؤكد أنه مستعد لحمل راية الخضر في المحافل الدولية، متسلحًا بموهبته وإصراره وحبه اللامتناهي للجزائر.