كشفت مصادر عليمة بأن المدير الفني للمنتخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش يعيش مشكلة غريبة خلطت أوراقه قبل وديتي رواندا والسويد المقررتين الشهر المقبل، مشيرة إلى أن هذه المشكلة أصابته بالقلق والتوتر في طريقه للفصل في خياراته النهائية للمعسكر المقبل. المنتخب الوطني الذي تأهل بقيادة البوسني بسهولة بالغة إلى كأس أمم أفريقيا 2025 ويتصدر مجموعته في تصفيات مونديال 2026 برصيد 15 نقطة بعد 6 جولات، يستعد لدخول معسكر مهم الشهر المقبل لتحضير المباريات المتبقية في التصفيات المونديالية. ويواجه “محاربو الصحراء” منتخبي رواندا والسويد وديا الشهر المقبل، وتجري المباراة الأولى يوم 5 جوان على ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، في حين تلعب المباراة الودية الثانية في ستوكهولم يوم 10 من نفس الشهر على ملعب ستروبيري أرينا في اختبار قوي لزملاء رياض محرز. المصدر ذاته أكد بأن المشكلة التي يعاني منها المدرب هذه المرة لم يسبق له أن اختبرها منذ توليه زمام قيادة “الخضر” قبل أزيد من عام بقليل، ما سيدفعه للقيام بقرارات قوية لم يضطر إلى اللجوء لها في المعسكرات السابقة. وأكد ذات المصدر بأن المشكلة الغريبة التي أخلطت أوراق بيتكوفيتش قبل وديتي رواندا والسويد المقبلتين مرتبطة أساسا بكثرة الخيارات الفنية، وجاهزية أغلب اللاعبين وتواجدهم في أفضل أحوالهم الفنية، ما سيصعب من مهمته في إعلان القائمة النهائية للمعسكر المقبل بعد أن كان عانى كثيرا في المعسكرات السابقة لضبط قائمته النهائية. فلاديمير بيتكوفيتش واجه خلال المعسكرات السابقة مشاكل كثيرة مرتبطة بكابوس الإصابة الذي ضرب العديد من الأسماء الأساسية، فمنذ توليه قيادة “الخضر” لم يتسنَ له الاعتماد على أفضل تشكيلة ممكنة، بدليل غياب عدة أسماء بارزة عن المعسكرات الماضية، على غرار رياض محرز وحسام عوار وإسماعيل بن ناصر ورامز زروقي وبغداد بونجاح ورامي بن سبعيني وريان آيت نوري وهشام بوداوي وغيرهم من اللاعبين الآخرين. المعطيات انقلبت رأسا على عقب هذه المرة باقتراب معسكر شهر يونيو المقبل، على اعتبار أنه سيعرف حضور كل اللاعبين، إذا ما استثنيا أحمد قندوسي المصاب، مع جاهزية مثالية لأغلب اللاعبين، وهو خبر سار ومقلق في نفس الوقت بالنسبة للمدير الفني لمنتخب الجزائر. وسبق للروح الرياضية وأن كشفت عن خطة فلاديمير بيتكوفيتش لمعسكر شهر جوان المقبل ووديتي رواندا والسويد، التي تستند أساسا إلى اختبار أكبر عدد من اللاعبين ومنح الفرصة لآخرين لم يحظوا بفرص كثيرة سابقا خلال ودية رواندا الأولى، على أن تلعب التشكيلة المثالية مواجهة السويد القوية. وقال نفس المصدر إن المدرب الوطني في ورطة بسبب صعوبة تحديد القائمة النهائية لمباراتي رواندا والسويد، بالنظر لجاهزية كل نجوم المنتخب الوطني وحضورهم في أفضل أحوالهم، وأوضح: “من المفترض أن تضم القائمة المقبلة للمنتخب الوطني حوالي 28 لاعبا لأن بيتكوفيتش يريد اختبار أكبر عدد من اللاعبين”. وزاد: “لكن المهمة ليست سهلة هذه المرة. بيتكوفيتش وجد صعوبة في تحديد القائمة النهائية بسبب الخيارات الكثيرة وجاهزية كل اللاعبين وتألق العديد منهم مع أنديتهم في الفترة الأخيرة، على عكس ما كان عليه الحال في المعسكرات الماضية، التي عرفت غياب الكثير من الأسماء بداعي الإصابة على وجه الخصوص”. وتبرز خيوط المشكلة الغريبة التي يعاني منها المدرب قبل وديتي رواندا والسويد في الجاهزية الكبيرة للعديد من الأسماء التي تألقت مع نهاية الموسم الجاري، على غرار رياض محرز الذي استعاد نجوميته في الفترة الأخيرة مع الأهلي السعودي وقاده للتتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة. وسطع نجم يوسف بلايلي بشكل لافت مع الترجي التونسي الذي قاده للتتويج بلقب الدوري المحلي، بالإضافة إلى الأداء اللافت للاعبين مثل هشام بوداوي ورامي بن سبعيني وريان آيت نوري وأنيس حاج موسى وآدم زرقان وحيماد عبد اللي مع أنديتهم المختلفة، وعودة يوسف عطال القوية وتخلص رامز زروقي من كابوس الإصابة مع نادي فاينورد. ويضاف إلى كل ذلك التوهج الكبير لمهاجم “الخضر” الأول أمين غويري مع نادي أولمبيك مارسيليا في الدوري الفرنسي ووصوله إلى درجة جاهزية عالية جدا قبل معسكر “الخضر” المقبل، وحتى بتراجع أرقام الثنائي محمد عمورة مع فولفسبورغ وإسماعيل بن ناصر مع أولمبيك مارسيليا فإن جاهزيتهم للمعسكر المقبل تعد مكسبا كبيرا لبيتكوفيتش بعيدا عن مشاكل الإصابات. وحتى في مركز حراسة المرمى فإن تألق الحارس ألكسيس قندوز مع نادي بيرسبوليس الإيراني في الدوري المحلي مؤخرا يشكل مصدر ارتياح كبير لمدرب “الخضر”، في وقت يوجد فيه الحراس الآخرون دون منافسة، في صورة أنتوني ماندريا بعد نهاية موسمه مع نادي كون الفرنسي مبكرا وبطريقة صادمة بالهبوط إلى دوري الدرجة الثالثة. وسيجد بيتكوفيتش نفسه في مشكلة حقيقية من أجل ضبط قائمته النهائية، ولو أنه أكد جاهزيته لمواجهة هذه المشكلة، حسب آخر تصريحاته الإعلامية، التي صنفها في خانة “مشكلة الأغنياء” بسبب كثرة الخيارات، التي تعد أفضل بكثير من مشاكل الغيابات والإصابات التي واجهها في قوت سابق.
