أثار نصر الدين دريد، حارس المرمى الدولي السابق، جدلاً واسعًا بعد تصريحاته حول أداء المنتخب الوطني في الودية الأخيرة أمام السويد، التي انتهت بخسارة “الخضر” 4-3 على ملعب “ستراوبيري أرينا” في ستوكهولم. أرجع دريد الرقم القياسي للأهداف المستقبلة إلى ضعف دفاع المنتخب الوطني، وخاصة المحور الدفاعي، مؤكدًا أن غياب خليفة لمجيد بوقرة منذ اعتزاله ترك فراغًا كبيرًا. ومع ذلك، دعا إلى عدم تحميل حارس المرمى أنتوني ماندريا المسؤولية الكاملة، معتبرًا أن تسيير الدفاع يتطلب تعاونًا أفضل بين اللاعبين. أوضح دريد في تصريحات صحفية أن المحور الدفاعي أصبح سهل الاختراق، وهو ما ساهم بشكل مباشر في استقبال الرقم القياسي من الأهداف أمام السويد. وأضاف: “الحقيقة يجب أن تُقال، الدفاع كان هشًا، لكن من الظلم تحميل ماندريا كل المسؤولية، فهو بحاجة إلى دعم من زملائه في المحور لتوجيه الخطوط أثناء المباراة.” هذا التحليل يأتي في وقت يواجه فيه المدرب فلاديمير بيتكوفيتش تحديات كبيرة مع اقتراب تصفيات كأس العالم 2026 في سبتمبر ونهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب نهاية العام. وأشار دريد إلى أن نقص التكوين يمثل العائق الأكبر أمام تطوير حراس مرمى قادرين على قيادة المنتخب، داعيًا الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى تنظيم تربصات قصيرة أسبوعية مدة ثلاثة أيام، بحصص تدريبية مدتها ثلاث ساعات يوميًا. اقترح تدوير خمسة حراس من البطولة الأولى أسبوعيًا، معتبرًا أن “هذه الخطوة ستحل المشكلة تدريجيًا، ويمكن أن ننتج خمسة حراس متميزين في غضون ستة أشهر.” استشهد بتجربة المدرب روغوف قبل “كان 1988، حيث نجحت تربصات مماثلة في تجهيز المنتخب من عناصر محلية. ورشح دريد ثلاثة حراس محليين للانضمام للمنتخب، هم زكرياء بوحلفاية (شباب قسنطينة)، أسامة بن بوط (اتحاد العاصمة)، وأسامة ملالة (اتحاد بسكرة)، معتبرًا أنهم “يستحقون فرصة اللعب كأساسيين في المباريات الرسمية، شريطة أن يتخلصوا من فكرة الجلوس على دكة الاحتياط.” وأكد أن مشاركتهم في التربصات ستعزز من مستواهم وتؤهلهم لخوض التحديات القادمة. جاءت تصريحات دريد بعد الخسارة المثيرة أمام السويد، حيث تأخر المنتخب برباعية في الشوط الأول قبل استعادة بعض الأمل في الشوط الثاني. رفض دريد اتهام ماندريا بمفرده، مؤكدًا أن “المشكلة أعمق وتتطلب حلولاً جماعية وممنهجة”، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التنسيق بين الحارس والدفاع. مع اقتراب المواعيد الحاسمة، يبقى تحسين أداء المنتخب الوطني هدفًا رئيسيًا. اقتراحات دريد قد تكون بوابة لتطوير جيل جديد من الحراس، بينما يواجه بيتكوفيتش ضغطًا لإيجاد توازن دفاعي قبل المباريات القادمة.