يعتقد اللاعب الدولي إسلام سليماني بأن كل لاعب رفض الالتحاق بالمنتخب الوطني في البداية، يجب عليه تحمل مسؤولياته لاحقا وعدم تغيير رأيه، ذلك ما جعل الهدّاف التاريخي لـ«الخضر» يصف ياسين عدلي بـ«الرجل الحقيقي»، خلال حوار له عبر منصة «كامبو».
واعترف سليماني باحترامه الشديد لكل لاعب تحمل مسؤولياته واتخذ قراراً نهائياً بخصوص مستقبله الدولي، ضاربا المثال باللاعب السابق رومان حمومة الذي رفض في وقت من الأوقات فكرة تمثيل «الخضر»، ثم تحدث عن ياسين عدلي. وعلق هدّاف سبورتينغ لشبونة السابق حول الموضوع: «كان هناك رومان حمومة والذي سمعته يقول ألعب لفرنسا أو لا شيء. لن نعود كثيرا، يوجد ياسين عدلي والذي قال فرنسا أو لا شيء، أنا أحترمه كثيرا، لأنه لم يُغير رأيه، أؤكد لك بأنه جزائري حقيقي». ثم أضاف في نفس السياق: «لقد تحدثت معه، لقد انتظرني بعد مباراة بين موناكو وبوردو. كرويا قام بخياره، فاتركه على ذلك، هو فقط تحمل مسؤوليته، وعندما تتحمل مسؤوليتك فأنت رجل حقيقي». وسبق لعدلي التأكيد على رفضه فكرة اللعب للمنتخب الوطني، بعدما اتخذ قرار تمثيل فرنسا على الصعيد الرياضي، لكنه أثار غضب الجمهور الجزائري آنذاك، عندما ذكر بأنه يُريد اللعب في «المستوى العالي». ولو أن لاعب ميلان اعتذر بعد ذلك، حيث أوضح المقصود من كلامه وقال في تصريحات صحفية: «لقد لعبت في جميع الفئات السنية لمنتخب فرنسا، لذلك من الطبيعي أن أرى المنتخب الأول بمثابة الحلم الأكبر، بالنسبة لي، هذا هو المسار المنطقي». كما قال أيضا: «لم أرغب في أي لحظة الإساءة إلى الجزائر، وأعتذر إن كان البعض قد أساء تفسير كلامي، أنا مشجع كبير للمنتخب الجزائري، وأعرف هذا الفريق عن ظهر قلب. إذا نجحت في تحقيق هدفي باللعب مع منتخب فرنسا، فذلك أمر جيد، لأني أريد اللعب في المستوى العالي، وإن لم يحدث، فالحمد لله، فذلك قضاء الله وقدره». وكان الدولي الجزائري إسلام سليماني الذي احتفل يوم الأربعاء بعيد ميلاده الـ37، قد أطلق تصريحات قوية جدا، موجهة لكل اللاعبين المترددين في اختيار المنتخب الوطني، وعلى رأسهم ريان شرقي الذي أثار الجدل مؤخرا، بسبب قصة استعماله اسم الجزائر، قبل استدعائه للمنتخب الفرنسي الأول. وفي حوار له مع منصة «كامبو» نُشر مقتطف منه، قبل نشره كاملا أول أمس الخميس، بدا سليماني منزعجا جدا من تصرفات بعض اللاعبين مزدوجي الجنسية والذين يتماطلون في اختيار اللعب للجزائر. وطالب الهدّاف التاريخي للمنتخب الوطني، تطبيق قرارات صارمة في حق هؤلاء المترددين، تصل إلى غاية وضع أسمائهم ضمن «قائمة سوداء»، في حال رفضوا استدعاء «الخضر» في المرة الأولى. وبعث سليماني رسالة قوية، لا يبدو بأنها ستمر مرور الكرام مستقبلا، قال في بدايتها: «كنت دائما واضحا، هل تختار أن تكون جزائرياً؟ أو أن تكون فرنسيا أو إنجليزيا؟ لا نختار الجزائر. إذا أنت وُلدت في فرنسا ونشأت في فرنسا وقمت بكل مشوارك في فرنسا، العب لفرنسا، لماذا تلعب للجزائر؟».
مباراة الكاميرون أسوأ ذكرى في مسيرتي الكروية
وفي شأن مغاير اعترف إسلام سليماني بأن مباراة الكاميرون الشهيرة التي جرت في البليدة، تُمثل «أسوأ ذكرى» في حياته، بعدما كان يحلم قبل ذلك، بالمشاركة في نهائيات كأس العالم في قطر والتي كان المنتخب الجزائري على وشك التأهل لها، لولا الهدف القاتل الذي سجله توكو إيكامبي في اللحظات الأخيرة. وتطرق صاحب الـ37 عاما للحديث حول المباراة الشهيرة ضد الكاميرون، فقال عنها: «إنها أسوأ ذكرى في حياتي، لقد كانت مثل نهاية العالم، مجرد الحديث عنها يؤلمني. فكرت في التوقف نهائيا عن ممارسة كرة القدم». وأكد سليماني بأن تلك المرحلة تسببت له بمشاكل مع ناديه آنذاك سبورتينغ لشبونة، ليبدو بأن ذلك كان السبب وراء رحيله لاحقا، حيث لم يتفق مع المدرب روبين أموريم ووجد نفسه مجبرا على البحث عن تحدٍ جديد. وقال الهداف التاريخي للمنتخب الوطني حول ذلك: «بعد نهاية المباراة، كنت تائها ولم أكن أعرف أين أنا، لقد كنت تائها طيلة أسبوعين، عدت إلى فريقي سبورتينغ ولم أكن أريد التدرب، لم تصبح لي أي رغبة في التدرب أو لعب كرة القدم، ذلك ما تسبب لي في مشاكل مع النادي».
«محرز الأفضل في تاريخ الجزائر»
وفي سياق آخر، أشاد سليماني في نفس الحوار بمواطنه رياض محرز، ليقول عنه: «ما فعله في إنجلترا، لن يكرره أي لاعب جزائري آخر، لقد كنت هناك، عندما نلعب وحتى قبل أن يستقبل الكرة، المنافسون يخافون منه، حتى بعد موسم التتويج». وشدّد مهاجم شباب بلوزداد، على أن محرز هو أفضل لاعب جزائري عبر التاريخ، فقال مضيفا: «لقد تم اختياره لاعب الموسم في إنجلترا، لم يكن الصحفيون الذين صوتوا عليه، بل اللاعبون. لا يوجد أي تأثير، بل كانوا يدركون بأنه الأقوى. لقد كان في ليستر وأختير لاعب الموسم، اطلب من لاعب في شيفيلد مثلا أن يفعل ذلك، لا أحد يستطيع ذلك، لقد كان مذهلا، إنه أفضل لاعب جزائري عبر التاريخ».
«كنت قريباً من إنتر ميلان ومورينهو أرادني معه في توتنهام»
كما تحدث الهداف التاريخي للمنتخب الوطني عن العروض التي تلقاها عندما كان لاعبا في نادي موناكو الفرنسي. وقال إسلام سليماني: «بعد مشاكلي مع مدرب موناكو، تلقيت اتصالا هاتفيا من جوزي مورينهو من أجل الالتحاق به في فريق توتنهام». وأضاف لاعب شباب بلوزداد السابق: «أول شيء قاله لي مورينهو في الهاتف، من هو أفضل مهاجم جزائري؟ فأجبته بطبيعة الحال إسلام سليماني» . وتابع ذات المتحدث: «إدارة ليستر في تلك الفترة اتصلت بي وأرادت بيعي لفريق واست بروميش، لكنني رفضت أن يقوموا باختيار الفريق الذي سألعب معه في مكاني وأنا أملك عرضا من قبل مورينهو شخصيا». كما واصل مهاجم موناكو السابق: «تلقيت بعدها عرضا رسميا من إنتر ميلان الإيطالي، لكن مع تبقي يومين على غلق الميركاتو حينها وضيق الوقت حال دون التحاقي بالنيرازوري».