أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» عن إطلاق برنامجه الاستراتيجي «كاف آمباكت»، الذي يهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتنمية المواهب في القارة. في إطار هذا البرنامج، سيساهم كل اتحاد عضو، بما في ذلك الاتحاد الجزائري لكرة القدم بدعم مالي يصل إلى 1.6 مليون دولار على مدى أربع سنوات، بهدف رفع مستوى اللعبة محليًا ودعم المبادرات الشاملة التي تشمل الجوانب التقنية والاجتماعية. ويأتي هذا الدعم لتحقيق أهداف رئيسية تركز على الاستثمار في البنية التحتية، صقل المواهب الشابة، ودعم كرة القدم النسوية، بالإضافة إلى تعزيز المبادرات المجتمعية التي تعود بالفائدة على الشباب والمجتمعات المحلية. وتشمل تخصيصات الأموال تطوير كرة القدم النسوية، تنظيم مسابقات الفئات الشابة، إطلاق برامج المدارس، وتقديم تكوين متخصص للمدربين والحكام، إلى جانب تغطية التكاليف التشغيلية الأساسية. هذه الخطوة تعكس رؤية طموحة لتحويل التحديات اللوجستية إلى فرص، حيث تهدف إلى خلق بيئة مستدامة تدعم النمو الرياضي في الجزائر. ومن بين الجوانب البارزة للبرنامج، تركيز كبير على ترسيخ الحوكمة، الشفافية، والمساءلة داخل الاتحادات الأعضاء كما يشترط البرنامج على الاتحادات الالتزام بمعايير صارمة تشمل تنظيم بطولات وطنية للمدارس، تطوير المدربات، وتطبيق سياسات النزاهة والحماية. وكجزء من الحافز، يحصل الاتحادات التي تلتزم بهذه الشروط على مكافأة إضافية قدرها 500,000 دولار، وهو ما يعزز الدافع للتحسين المؤسسي والتقني. بالنسبة للاتحاد الجزائري، يمثل هذا الدعم فرصة لتعزيز البنية التحتية الحالية، مثل الملاعب والأكاديميات، والتركيز على تدريب الجيل الجديد من اللاعبات واللاعبين. ويُنظر إلى هذا الدعم كخطوة حاسمة نحو الاحتراف وتطوير كرة القدم الجزائرية، خاصة مع التركيز على الفئات الشابة والنسوية، وهي مجالات طورتها الجزائر في السنوات الأخيرة لكنها لا تزال بحاجة إلى دعم إضافي. من المتوقع أن يساهم البرنامج في تحسين جودة التدريب وتنظيم البطولات المحلية، مما قد يعزز منافسة المنتخب الوطني في البطولات القارية المقبلة، مثل كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستقام في المغرب. كما يمكن أن يدعم هذا التمويل مشاريع مجتمعية تربط الرياضة بالتنمية الاجتماعية، مما يعزز دور كرة القدم كأداة للتوحد الوطني. مع ذلك، يبقى التحدي الأكبر في ضمان استغلال هذه الأموال بكفاءة وشفافية، مع الحاجة إلى خطط واضحة لمراقبة التقدم والتأكد من وصول الفوائد إلى الأوساط المحلية. الاتحاد الجزائري، الذي يدير الفعاليات تحت قيادة رئيسه وليد صادي، سيحتاج إلى التعاون مع الجهات المحلية والدولية لتحقيق أقصى استفادة من هذا الدعم. ومع اقتراب انطلاق البرنامج، تترقب الجماهير الجزائرية الخطوات القادمة، آملة في رؤية انعكاسات إيجابية على أرض الملعب، سواء من خلال تحسين الأداء أو تعزيز مكانة الجزائر كقوة رياضية متصاعدة في إفريقيا.