يعيش النجم أنيس حاج موسى (23 عاماً)، أياماً صعبة في هولندا، وسط جدل واسع بين جماهير فريقه فاينورد روتردام، وموقف غامض بشأن مستقبله، في ظلّ ارتباط اسمه بقوة بنادي بنفيكا البرتغالي.
وأمسى الجناح الأيمن، الذي تألق في آخر موسمين بالدوري الهولندي لكرة القدم، في مرمى الانتقادات حالياً، بعد إشارات اعتبرها مشجعو فريقه “استفزازية”، بخصوص رغبته في الرحيل. وجاءت بداية الجدل بعدما أعاد حاج موسى نشر صورة قديمة له على خاصية ستوري عبر حسابه على “إنستغرام”، يظهر فيها وهو ينفذ ركلة ركنية في ملعب دا لوز، معقل نادي بنفيكا البرتغالي، مرفقة بتعليق: “أفضل صورة لك”. وهي الصورة، التي نُشرت من طرف أحد أفراد عائلته، لكن إعادة مشاركتها في هذا التوقيت الحساس أشعلت الغضب في أوساط جماهير فاينورد روتردام، التي رأت فيها إشارة واضحة إلى رغبة اللاعب في الرحيل، رغم أنه لا يزال مرتبطاً بعقد حتى 2028. كما زاد الطين بلّة أن هذه الخطوة جاءت بعد أيام فقط من تداول صور أخرى له بقميص فريق آيندهوفن الهولندي، وهو ما فُهم أيضاً على أنه نوع من “الاستخفاف” بجماهير ناديه الحالي. أما بخصوص مستقبله، فحسب ما أوردته تقارير إعلامية على غرار صحيفة أبولا البرتغالية، إن حاج موسى توصّل بالفعل إلى اتفاق شفهي مع نادي بنفيكا بخصوص البنود الشخصية للعقد، بما فيها الراتب السنوي، الذي يُتوقّع أن يصل إلى ثلاثة ملايين يورو. غير أن نادي فاينورد لم يتلقَ بعد عرضاً رسمياً يقترب من مطالبه المالية، والتي تتراوح بين 20 و25 مليون يورو، فيما تُقدّر قيمة اللاعب السوقية حالياً بنحو 14 مليون يورو، وهي قفزة كبيرة، مقارنة بالمبلغ الذي دُفع لضمه الموسم الماضي من باترو إيسدن البلجيكي (ثلاثة ملايين ونصف المليون يورو)، ما يجعل فاينورد في موقع قوي للتفاوض. أما مدرب الفريق، الهولندي روبن فان بيرسي (41 عاماً)، فقد عبّر عن رغبته في الاحتفاظ باللاعب، خصوصاً بعد موسم قوي شارك خلاله في 43 مباراة، سجل خلالها 11 هدفاً وقدم ست تمريرات حاسمة. لكن العائق الأكبر أمام إتمام الصفقة حالياً لا يتعلق فقط بالمقابل المالي، بل بمصير نجم بنفيكا السابق، جواو فيليكس (25 عاماً)، الذي قد يعود إلى النادي البرتغالي قادماً من تشلسي الإنجليزي. وبحسب صحيفة ريكورد البرتغالية، فإن إدارة بنفيكا تضع صفقة حاج موسى على “وضع الانتظار”، حتى حسم ملف فيليكس، وهو ما أثار انزعاج اللاعب الجزائري، الذي يشعر بأن مستقبله بات معلقاً بمصير لاعب آخر. وفي خضمّ هذا الجدل، خرج الدولي الجزائري السابق، حسان يبدة (41 عاماً)، الذي سبق له اللعب في بنفيكا، ليعبّر عن إعجابه بحاج موسى، مشبّهاً إياه بالنجم الأرجنتيني، أنخل دي ماريا (37 عاماً)، إذ قال لصحيفة غولو ريزو البرتغالية: “حاج موسى يمتلك أسلوباً شبيهاً بدي ماريا. يمكنه أن يكون بديله في بنفيكا، وربما ينتقل لاحقاً إلى نادٍ عملاق، مثل ريال مدريد أو مانشستر يونايتد”. وهي تصريحات تُظهر حجم التقدير لموهبة اللاعب، لكنها في الوقت ذاته تضع ضغطاً إضافياً عليه، في هذا الظرف الدقيق من مسيرته. والأكيد أن أنيس حاج موسى يقف حالياً عند مفترق طرق؛ فمن جهة، يُظهر طموحاً كبيراً للانتقال إلى مستوى أعلى، عبر بوابة بنفيكا. ومن جهة أخرى، يتعرض لانتقادات شديدة من جماهير ناديه الحالي، بسبب ما يُعتبر “تصرفات غير محسوبة”. ورغم الاتفاق الشخصي مع بنفيكا، فإن مصير الصفقة لا يزال مرهوناً بعوامل خارجية، أبرزها ملف جواو فيليكس، وموقف فاينورد من هذه المفاوضات، وتبقى الأسابيع المقبلة حاسمة، فإما أن يُفتح الباب أمام نجم جزائري جديد في الملاعب البرتغالية، أو أن يُجبر هذا اللاعب على البقاء مع الفريق الهولندي موسماً إضافياً، في أجواء قد تكون صعبة عليه، بسبب الغضب الجماهيري الموجه إليه.