أثارت تصريحات القائد التاريخي للمنتخب الوطني رياض محرز الأخيرة بخصوص رغبته في اعتزال اللعب الدولي بعد المشاركة في مسابقة كأس العالم 2026 وقبلها خوض مسابقة كأس أمم أفريقيا لآخر مرة خلال النسخة المقبلة نهاية العام الجاري في المغرب، الكثير من ردود الفعل القوية لدى الجماهير الجزائرية التي تساءلت عن مدى استحقاق نجم الأهلي السعودي لذلك بالخضوع إلى معايير المنافسة. نجم “الخضر” البالغ من العمر 34 عاماً بصم على مسيرة مميزة مع محاربي الصحراء\ بدأت عام 2014 قبل أيام فقط من مونديال البرازيل، وهي لا تزال مستمرة إلى غاية الآن، حيث خاض أفضل لاعب في “البريميرليغ” عام 2016 مع المنتخب الوطني 102 مباراة دولية، سجل خلالها 32 هدفاً وقدّم 42 تمريرة حاسمة. وعرفت مسيرة رياض محرز مع المنتخب الوطني فترات صعود وهبوط، ولعل أبرز إنجازاته هي التأهل إلى الدور الثاني من مونديال 2014 والتتويج بكأس أمم أفريقيا 2019، في حين خرج مع “الخضر” من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا مرتين على التوالي في الكاميرون وكوت ديفوار، وفشل في التأهل لمونديالي 2018 و2022 على وجه التحديد. ويواصل نجم مانشستر سيتي السابق مسيرته مع المنتخب الوطني وسط الكثير من الانتقادات وعدم الاقتناع بأهليته لمواصلة اللعب أساسياً مع “الخضر” وحتى الاستمرار معهم في ظل تراجع أدائه وتأثيره على المنتخب، مقابل صعود أسماء شابة وواعدة، على غرار أنيس حاج موسى وبدر الدين بوعناني وبشير بلومي. وقال محرز في تصريحات لمنصة “لوكاري” الفرنسية إنه يريد الاعتزال بعد المشاركة في كأس العالم 2026، وصرّح بهذا الخصوص رداً على سؤال إن كانت كأس أمم أفريقيا المقبلة ستكون آخر مسابقة كبيرة يخوضها مع الجزائر، قائلاً: “سيكون هذا الموسم بالغ الأهمية بالمشاركة في كأس أمم أفريقيا وربما كأس العالم. آمل أن أنهي مسيرتي في عام 2026 بأداء رائع في كأس العالم”. وتأتي هذه التصريحات من القائد التاريخي لـ«الخضر” لتؤكد بأنه يتوقع الوجود في المونديال (بعد ضمان التأهل طبعاً) بشكل أكيد ودون الخضوع إلى معايير المنافسة، التي تتطلبها قوة المسابقة العالمية وحاجة المدير الفني فلاديمير بيتكوفيتش لأفضل الخيارات الفنية المتاحة بعيداً عن العاطفة، في وقت خفت فيه تأثير رياض محرز مع “الخضر”. وبالعودة إلى المباريات الأخيرة للمنتخب الوطني يلاحظ الجميع بروز أسماء مؤثرة جديدة على غرار محمد عمورة وأمين غويري، بالإضافة إلى صعود أسماء شابة تنتظر فرصتها، ومنهم أنيس حاج موسى منافس محرز في الجناح الأيمن، والذي لم يحصل على فرصته كاملة لحد الآن. وتنقسم الجماهير الجزائرية بخصوص حصول رياض محرز على فرصة المشاركة في كأس العالم 2026 كهدية لإنهاء مسيرته مع منتخب الخضر دون الاعتماد على معايير التنافسية والاستحقاق، فهناك من يرى بأن نجم ليستر سيتي السابق يستحق ذلك. في وقتٍ ترى فئة أخرى بأنه على نجم الأهلي السعودي الخضوع لمعايير المنافسة وعليه الحصول على هذا الامتياز بالاستحقاق والجدارة على أرض الملعب وليس بسجله التاريخي؛ لأن المنتخب الوطني سيكون بحاجة لأفضل اللاعبين في المونديال وليس العكس.
