دخل اللاعب سفيان بايزيد رسمياً قائمة هدافي بطولة كأس أفريقيا للمحليين شان 2025) من أوسع الأبواب، محتلاً الصدارة برصيد هدفين ثمينين سجلهما في ظرف استثنائي. فبعدما أثبت نجاعته كبديل مؤثر في مباراتين متتاليتين، يطرح أداء بايزيد تساؤلات جدية حول استراتيجية المدرب ماجد بوقرة في استخدام مواهبه الهجومية. الملفت في مسيرة بايزيد خلال البطولة هو توقيت تدخلاته الحاسمة، فهدفه الأول جاء في المباراة الافتتاحية أمام أوغندا بعد دخوله بديلاً، مساهماً في الانتصار التاريخي 3-0، فيما كان هدفه الثاني أمام غينيا بمثابة شريان الحياة للمنتخب الوطني، حيث تمكن من تعديل النتيجة في اللحظات الأخيرة وإنقاذ فريقه من هزيمة كانت ستعقد حسابات التأهل بشكل كبير. الأرقام تتحدث بوضوح عن الفارق الكبير في الفعالية بين سفيان بايزيد وأيمن محيوص، المنافس الأساسي على المركز الهجومي. فبينما نجح بايزيد في هز الشباك مرتين خلال مشاركات محدودة كبديل، لم يتمكن محيوص من تسجيل أي هدف رغم مشاركته الأساسية في ثلاث مباريات كاملة. التقارير الإعلامية تشير إلى أن دخول بايزيد مكان محيوص دائماً ما يكون له انعكاس إيجابي على المنتخب الوطني وهو ما تؤكده النتائج على أرض الملعب. فرغم أن محيوص “يبذل مجهودات وطاقة بدنية كبيرة”، إلا أنه “لم ينجح في الوصول للمرمى بعد 3 مباريات”، مما يطرح تساؤلات حول مدى فعالية الاعتماد عليه كخيار أول في الهجوم. هذا التباين في الأداء يضع المدرب ماجد بوقرة أمام معضلة حقيقية، خاصة وأن المباراة القادمة أمام النيجر تحمل أهمية قصوى لضمان التأهل. الإحصائيات تظهر أن بايزيد يحتاج لوقت أقل لإحداث التأثير المطلوب، فيما يبدو محيوص أكثر انسجاماً مع الخطة التكتيكية العامة للفريق دون أن يترجم ذلك إلى أهداف. ويجد المدرب مجيد بوقرة نفسه أمام قرار صعب قبل المواجهة الحاسمة أمام النيجر. فمن جهة، يفضل بوقرة “إقحام بايزيد كبديل” حيث “أثبت نجاعته أمام المرمى”، ومن جهة أخرى، تتزايد المطالب بمنح بايزيد فرصة الأساسي نظراً لفعاليته الهجومية الواضحة. الفلسفة التدريبية لبوقرة تبدو واضحة في استخدام بايزيد كورقة رابحة في الدقائق الأخيرة، وهي استراتيجية أثبتت نجاحها حتى الآن. لكن السؤال المطروح هو: هل يمكن للجزائر أن تخاطر بانتظار الدقائق الأخيرة في مباراة مصيرية كمواجهة النيجر؟ التحدي الحقيقي أمام بوقرة يكمن في الموازنة بين الحفاظ على التوازن التكتيكي للفريق والاستفادة القصوى من الإمكانيات الهجومية المتاحة. بايزيد أثبت أنه قادر على تغيير مجرى المباريات، لكن السؤال يبقى حول قدرته على أداء نفس الدور لمدة 90 دقيقة كاملة مقارنة بتأثيره الخاطف كبديل. ومع اقتراب موعد المواجهة الحاسمة أمام النيجر، تتزايد التكهنات حول الخيارات التي سيعتمد عليها المدرب بوقرة. هل سيغامر بمنح بايزيد فرصة الأساسي استناداً إلى فعاليته الهجومية؟ أم سيصر على استخدامه كورقة رابحة في الوقت المناسب؟ الحقيقة أن كلا الخيارين يحمل إيجابيات ومخاطر. البدء ببايزيد قد يحل مشكلة الفعالية الهجومية للمنتخب، لكنه قد يخل بالتوازن التكتيكي الذي يعتمد عليه بوقرة. في المقابل، الاحتفاظ به كبديل يضمن وجود حل سحري في حال تعثر الخطة الأساسية، لكنه قد يفوت فرصة الاستفادة من قدراته التهديفية منذ البداية. النتائج المحققة حتى الآن تشير إلى أن بايزيد أصبح رقماً صعباً في معادلة المنتخب الجزائري، وأن صعوده لقمة ترتيب الهدافين ليس مجرد صدفة، بل نتيجة لقدرات حقيقية تستحق الاعتبار. المواجهة أمام النيجر ستكشف الكثير عن مدى استعداد بوقرة للمراهنة على هذه الموهبة الواعدة في أهم المحطات.