وجهت البطلة الأولمبية الجزائرية إيمان خليف رسالة قوية إلى منتقديها والأطراف المتعددة التي تحاربها منذ تتويجها بذهبية أولمبياد باريس 2024، وتحولها إلى مادة إعلامية وجدلية عالمية، لتواجه كل أنواع الضغوط والدعاية المغرضة والعنصرية المقيتة للتشكيك في جنسها وأهليتها للتنافس مع السيدات.
وجاءت رسالة البطلة الأولمبية الجزائرية في الذكرى السنوية الأولى لتتويجها بذهبية باريس في وزن 66 كغ، حيث حرصت على الاحتفال بهذا الإنجاز الذي تحاول بعض الأطراف سحبه منها، من خلال الدعوة إلى سحب الميدالية الذهبية لعدم أهليتها القانونية للنزال مع السيدات. وكان الاتحاد العالمي الجديد للمُلاكمة –الذي تحصّل على اعتراف مؤقت من اللجنة الأولمبية الدولية وسيُدير منافسات “الفن النبيل” في أولمبياد لوس أنجلوس 2028- حرم إيمان خليف من المشاركة في بطولة العالم بأيندهوفن شهر يونيو الماضي، بعد أن وضع شرطًا صارمًا على الرياضيين، وفي مقدمتهم الملاكمة الجزائرية، لأجل مشاركتهم مستقبلًا في المسابقات التي تكون تحت إشرافه. ونشر الاتحاد بيانًا صحفيًّا قبل شهرين وجّه فيه خطابه للملاكِمة الجزائرية (25 عاماً) بشكل خاص (قبل أن يعتذر بعد ذلك بسبب تسميتها)، مؤكدًا ضرورة القيام بفحص لتحديد أهلية الرياضيين والرياضيات الراغبين في المشاركة بمسابقاته مستقبلًا (اختبار الجنس)، وذلك في إطار سياسة جديدة لضمان توفير بيئة تنافسية متكافئة لكلا الجنسين. وتفرض السياسة الجديدة على جميع الرياضيين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، الخضوع لاختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل الجيني لتحديد جنسهم عند الولادة وأهليتهم للمنافسة. ويُعد اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل تقنيةً مختبرية تُستخدم للكشف عن مادة وراثية محددة، وهي في هذه الحالة جين “سري”، الذي يكشف عن وجود الكروموسوم “Y” وهو مؤشر على الجنس البيولوجي، ويمكن إجراء الاختبار عن طريق مسحة من الأنف أو الفم أو اللعاب أو الدم. ونشرت البطلة الجزائرية إيمان خليف رسالة قوية على حسابها الرسمي في منصة “فيسبوك” ردت بها على منتقديها والأطراف الساعية لعرقلتها، وقالت: “في مثل هذا اليوم (9 أوت) تُوجت بالميدالية الذهبية الأولمبية في باريس 2024”. وتابعت: “كانت لحظة لا تُنسى، لحظة اختلطت فيها دموعي بذهول الفخر، لحظة رفرفت فيها راية بلدي عالياً، ورفعت رأسي بقوة الملاكِمة، وبقلب الإنسان”، وأردفت: “اليوم، وفي ذكرى هذا التتويج، أمرّ بمرحلة صعبة، مليئة بالتحديات والصمت والانتظار”. وشددت إيمان خليف على عامل رفع التحدي وعدم الاستسلام ومواصلة النضال من اجل قضيتها، وكتبت: “لكن رغم كل شيء، ما زالت الروح التي قاتلت من أجل الذهب، تنبض في قلبي”، وأضافت: “ما زلت أؤمن أن كل سقوط هو مقدمة لنهوض أقوى، وأن كل تأخير يحمل في طياته اختبارًا للإيمان والإرادة”. وتابعت: “القوة ليست فقط في الفوز، بل في الاستمرار رغم كل شيء، وختمت: “أنا إيمان خليف بطلة بالأمس، صامدة اليوم، ومصمّمة على العودة غداً. شكرًا لكل من لا يزال يؤمن بي ولنفسي، شكرًا لأنني لم أستسلم”. ولا يعرف لحد الآن موقف الملاكمة الجزائرية من المشاركة في المسابقات الدولية المقبلة والاستمرار في القتال من أجل الدفاع عن لقبها في الأولمبياد المقبلة.