تأهل المنتخب الوطني المحلي بقيادة المدرب مجيد بوقرة بصعوبة بالغة إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين الجارية بأوغندا وكينيا وتنزانيا، بعد تعادله في لقاء الجولة الأخيرة من الدور الأول أمام النيجر بنتيجة سلبية، ليحتل المركز الثاني في المجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط. ورغم أن “الخضر” لم يخسروا أي مباراة في الدور الأول، حيث فازوا على أوغندا بثلاثية نظيفة قبل أن يتعادلوا في ثلاث مباريات على التوالي أمام جنوب أفريقيا وغينيا والنيجر، إلا أنهم لم يقدموا أداء مقنعاً ومطمئناً وأظهروا العديد من النقاط السلبية أثارت استياء الجماهير الجزائرية. ويستعد زملاء القائد أيوب غزالة لمباراة الدور ربع النهائي السبت المقبل في زنجبار أمام المنتخب السوادني وسط العديد من المشكلات الفنية التي تشغل بال المدرب مجيد بوقرة، والتي لخصها المختصون والمتابعون لمشوار المنتخب الوطني للمحليين في ثلاث مشكلات رئيسية.
غياب النجاعة الهجومية
أول مشكلة ينبغي على المدرب مجيد بوقرة حلها قبل مواجهة الدور ربع النهائي، هي غياب النجاعة الهجومية التي باتت حالة مقلقة في صفوف المنتخب الوطني للمحليين، بدليل أن أفضل مهاجم في الدوري الجزائري حالياً أيمن محيوص لم يتمكن من تسجيل أي هدف في بطولة “الشان”. ويرى الكثير من المتابعين بأن غياب النجاعة الهجومية في المنتخب الوطني لا يرتبط أساساً بمهاجمه الصريح بصفة مباشرو، بل هي مسألة تنشيط هجومي وتنظيم ما بين خطي الوسط والهجوم، خاصةً أن أبرز الحالات الهجومية لحد الآن كان مصدرها اللاعب المتألق عبد الرحمن مزيان بمجهودات فردية في الغالب، ما يعني أن بوقرة مطالب بإيجاد الحل الفني والتكتيكي في المواجهة المقبلة.
الإنهيار البدني للاعبين في المباريات الأخيرة
هذا وعانى لاعبو الخضر من نقص فادح في اللياقة والجاهزية البدنية خلال آخر مباراتين من الدور الأول، أمام غينيا والنيجر على التوالي، حيث خسر زملاء بلال بوكرشاوي العديد من الكرات والصراعات الفردية، كما أن بعضهم لم يقدر على استكمال المباراتين. وأرجع محللون النقائص البدنية لـ«الخضر” في البطولة إلى عدم توفر الوقت الكافي للتحضير ما بين نهاية الموسم في الدوري الجزائري وموعد “الشان”، وتحصّل بوقرة على 12 يوماً فقط للإعداد لـ«الشان”، وهي فترة غير كافية لتحقيق الجاهزية المثالية، ما يدفعه إلى التعامل مع هذه الوضعية بطريقة ذكية في مباريات خروج المغلوب.
معاناة اللاعبين من الضغوط والإنتقادات الجماهيرية
كما يعيش لاعبو المنتخب الوطني تحت ضغط كبير بسبب المستويات التي يقدمونها خلال بطولة “شان 2024”، خاصة بعد التصريحات التي أطلقوها برفقة المدرب بوقرة قبل البطولة والمتمثلة في رغبتهم التنافس على اللقب وتحقيق إنجاز أفضل مما حققوه في نسخة الجزائر 2022 (جرت بداية عام 2023). وتعرّض زملاء محيوص لانتقادات قاسية في منصات التواصل الاجتماعي بالجزائر، حيث هاجمتهم الجماهير الجزائرية وبلغت الانتقادات درجة التنمر والسخرية، الأمر الذي أثر في اللاعبين واستدعى تدخل المدرب مجيد بوقرة لرفع معنوياتهم ودفعهم لتقديم أفضل ما لديهم في الدور ربع النهائي للرد على تلك السخرية.