توحي كل المؤشرات إلى أن النجم الدولي الجزائري محمد الأمين عمورة يقضي أشهره الأخيرة بقميص نادي فولفسبورغ، وبعد موسمه الأول المُقنع في الدوري الألماني، بدأ ابن مدينة الطاهير بولاية جيجل يجذب اهتمامًا جديدًا من الأندية الأوروبية، ولم يعد رحيله في فترة الانتقالات الشتوية مُستبعدًا.
ووفقًا لتقارير إعلامية، أثار لاعب يونيون سانت جيلواز البلجيكي السابق هذه المسألة بنفسه بعد المباراة التي جمعت بين منتخبنا الوطني ونضيره الصومالي يوم الخميس الماضي. وفي تصريحات نقلتها وسائل الإعلام، أكد عمورة وجود اتصالات مع العديد من الأندية الأوروبية، دون الكشف عن أي أسماء. عند سؤاله عن إمكانية انتقاله خلال فترة الانتقالات الشتوية، أبدى ابن جيجل تحفظه، لكنه ترك الباب مفتوحًا «إن شاء الله… لا يزال أمامي الكثير لأتطور، والخير قادم بحول الله». جملة تُعبّر بوضوح عن طموحاته وانفتاحه على تحدٍّ جديد في الأشهر المقبلة. وفيما يتعلق بالعروض المحتملة المطروحة، أجاب مهاجم الخضر بإيجاز، مُثيرًا بعض الشكوك «إن شاء الله». رسالة واضحة تُؤكد أن اهتمام الأندية الأوروبية به لم يتراجع رغم قراره البقاء في ألمانيا الصيف الماضي. بانضمامه إلى فولفسبورغ في صيف 2024، أثبت عمورة نفسه سريعًا كواحد من أبرز لاعبي النادي بفضل سرعته وقدرته على إنهاء الهجمات. وتُعزز عروضه مع المنتخب الوطني، حيث تألق مجددًا خلال تصفيات كأس العالم 2026، مع المنتخب الوطني من جاذبيته في سوق الانتقالات. مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، تزداد احتمالية انتقال اللاعب، الذي تدرب في سطيف، إلى نادٍ آخر، عازمًا على الارتقاء بمسيرته المهنية إلى مستوى أعلى. يبقى أن نرى أي وجهة ستمنحه الفرصة الأنسب لمواصلة تطوره.
إبن الطاهير ينصح زملاءه بتصحيح الأخطاء
بعث هداف المنتخب الوطني، محمد الأمين عمورة، رسالة تحذيرية لزملائه، بعد ترسيم التأهل لنهائيات كأس العالم 2026. مهاجم نادي فولفسبورغ الألماني، كان من أبرز الفاعلين في عودة الجزائر للمونديال الذي غابت عنه منذ عام 2024، بعدما ساهم في 12 هدفا ما بين تسجيل وصناعة طيلة فترة التصفيات. وتحدث عمورة بعد نهاية المواجهة أمام الصومال قائلا «نحن سعداء بالتأهل ومشاركة جمهورنا الفرحة، ولكننا مطالبون بتصحيح الأخطاء التي وقعنا فيها». وأضاف المهاجم السريع «الحمد لله على التأهل لقد عملنا كثيرا للوصول الى هذه الغاية، ولست وحيدا من ساهم في هذا الإنجاز، ونريد أن نسعد جماهيرنا في المستقبل». وختم «مثلما قلت سابقا سنعمل على مراجعة أنفسنا، وتقديم أفضل ما نملك في كل مباراة نلعبها». يذكر بأن عمورة ينافس حاليا على لقب هداف التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم، حيث زار الشباك في 8 مرات، مما يضعه في وصافة قائد ونجم المنتخب المصري محمد صلاح صاحب الـ9 أهداف لحد الآن. وبإمكانه تجاوز الفرعون المصري في حال شارك في مواجهة الغد أمام المنتخب الأوغندي. ويعرف مشوار محمد الأمين عمورة منحنى تصاعديا خلال العامين الماضيين سواء على مستوى النادي أو مع منتخب الوطني. وتمكن صاحب الـ25 عاما، من الإرتقاء من مجرد لاعب بديل في لوغانو السويسري، الى هداف ونجم في الدوري البلجيكي مع يونيون سان جيلواز، وبعدها مع فولفسبورغ الألماني. كما تحصل عمورة على فرصته كاملة مع منتخب محاربي الصحراء، منذ وصول فلاديمير بيتكوفيتش، ليُصبح العنصر الأكثر حسما في تشكيلة «الخضر» خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
من بديل إلى ماكينة أهداف لا تتوقف
انفرد محمد عمورة بأرقام مذهلة في تصفيات كأس العالم 2026 ارتقت به إلى منافسة الفرعون المصري محمد صلاح على جائزة أفضل هداف في التصفيات الأفريقية، وجعلت منه النجم الأول في «الخضر» متفوقاً على القائد التاريخي رياض محرز من حيث الأرقام والأهمية والتأثير في انتظار التأكيد خلال كأس أمم أفريقيا 2025. نجم نادي فولفسبورغ الألماني كان الهداف الأول لـ«محاربي الصحراء» في تصفيات كأس العالم 2026 من خلال تسجيله ثمانية أهداف وتقديمه أربع تمريرات حاسمة في 9 مباريات، أي أنه أسهم في 12 هدفاً من أصل الـ22 هدفا التي سجلها المنتخب الوطني في التصفيات المونديال أي بمعدل 60 بالمئة، ما يبرز الأهمية الكبيرة لنجم وفاق سطيف السابق في حسابات فلاديمير بيتكوفيتش. ولم يكن تحول المهاجم القصير القامة من لاعب بديل في وقت سابق داخل المنتخب إلى آلة تهديفية لا تتعطل سهلا؛ إذ تقف وراءه بعض العوامل الرئيسة والهامة التي يرصدها هذا التقرير.
ثقة كبيرة من فلاديمير بيتكوفيتش
استفاد عمورة كثيراً من ثقة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش الذي لم يتأخر في وضع ثقته في المهاجم السريع لنادي فولفسبورغ الألماني بعد أن كان يتمتع في وقت سابق بصفة اللاعب البديل والجوكر في «الخضر»، وهو الأمر الذي سمح لابن ولاية جيجل بتقديم أفضل ما لديه خلال تصفيات المونديال. وعانى لاعب نادي يونيون سانت جيلواز البلجيكي السابق من مشكلة خلال بداياته الأولى مع المنتخب الوطني الجزائري تمثلت في اكتفائه بأدوار ثانوية وغير مؤثرة مقارنة بلاعبين آخرين لم يكونوا يقدمون نفس أدائه، قبل أن تتغير المعطيات بقدوم بيتكوفيتش الذي وضع كل ثقته في القطار السريع الجزائري.
المرونة التكتيكية والتألق في مركز الجناح الأيسر
يتمتع عمورة بمرونة تكتيكية وتألق واضح عندما يلعب في مركز الجناح الأيسر الذي بات الخيار الأمثل بالنسبة له، حيث دائما ما يتألق في هذا المركز مقارنة بأدائه عندما يتم توظيفه في مركز المهاجم الصريح. ويستفيد مهاجم فولفسبورغ من سرعته العالية وقدرته الكبيرة على استغلال المساحات والفراغات والاختراق من عمق الدفاع أو على الجناحين، وهي مميزات لا تتوفر في كال المهاجمين، الأمر الذي سمح له بالاستفادة من هذه الميزات أمام دفاعات المنتخبات الأفريقية الثقيلة في الغالب.
الدعم الكبير من رياض محرز في المنتخب
بات مهاجم نادي لوغانو السويسري السابق نجماً فوق العادة داخل المنتخب الوطني الجزائري حيث يحظى بدعم قوي من طرف زملائه وفي مقدمتهم رياض محرز، المدركين جيداً لصعود قيمة زميلهم الفنية وتأثيره في نتائج المنتخب، حيث يحظى بشعبية جارفة وسط زملائه. ويشعر حالياً نجم وفاق سطيف السابق بقيمته كنجم رئيس في «الخضر» وهو ما رفع من مقدار ثقته في قدراته الفنية، لينعكس ذلك على أدائه وأرقامه داخل الملعب، متقدماً على أسماء قوية انطلقت من أوروبا، على غرار رياض محرز وأمين غويري وحسام عوار وإسماعيل بن ناصر.
                                                                                               
							