تستقطب المواجهة التي ستجمع بين المنتخب الوطني الجزائري وشقيقه السعودي مساء اليوم بداية من الساعة 17:30 على ملعب «الأمير عبد الله الفيصل» بجدة، في ثاني مباراة تحضيرية للمنتخبين خلال فترة التوقف الدولي الحالية.
اهتمامًا واسعًا لدى الجماهير الجزائرية والسعودية والعربية بشكل عام، مع عودة اللقاءات بين المنتخبين إلى الواجهة في اختبار ودي يحمل طابعًا تنافسيًا قويًا قبل خوض غمار نهائيات أمم إفريقيا 2015 خلال الفترة الممتدة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026. بالنسبة للخضر وبطولة كأس العرب 2025 بالنسبة للأخضر. ويدخل المنتخب الوطني اللقاء بطموح تعزيز جاهزيته الفنية بعد التحسن اللافت في نتائجه خلال الفترة الأخيرة. وتأتي المواجهة بين «الخضر» و«الأخضر» كواحدة من أبرز مباريات المعسكر الإعدادي، الذي خاضه المنتخبان في مدينة جدة، خاصة في ظل التقارب التاريخي بين المنتخبين، حيث تبادل الطرفان الانتصارات والتعادلات في مواجهات قليلة . ووفقاً لموقع المنتخب السعودي، فإن الأخضر التقى محاربي الصحراء، في خمس مناسبات سابقة، ظلت فيها موازين القوى متقاربة، لكن الأخضر تفوق في مباراتين، وتعادلا في مواجهتين، مقابل انتصار وحيد للمنتخب الوطني الجزائري. وآخر اللقاءات التي جمعت بين الخضر والأخضر في 2018، كانت بمدينة قادش الإسبانية حيث انتصر الأخضر السعودي بثنائية سلمان الفرج ويحيى الشهري وكانت المنتخب السعودي يقوده الإسباني بيتزي.
إختبار ودّي بطابع جدّي
وكان بطل إفريقيا في مناسبتين 1990 و2019 قد تغلب، يوم الخميس الماضي، على زيمبابوي بنتيجة 3 مقابل 1 في أول مباراة تحضيرية له خلال توقف نوفمبر. ويتطلع منتخب محاربي الصحراء إلى تجهيز نفسه بأفضل شكل ممكن لنهائيات أمم إفريقيا 2025، التي ستحتضنها الجارة الغربية للجزائر انطلاقا من 21 ديسمبر المقبل. ويرصد التقرير التالي، 3 مكاسب يلاحقها الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش من ودية السعودية. هذا وقد ضربت لعنة الإصابات منتخب المحاربين خلال فترة التوقف الدولي الحالية، ما منع الناخب فلاديمير بيتكوفيتش من التعويل على تشكيله الأساسي. ومن أبرز الأسماء الغائبة حارس المرمى لوكا زيدان، بجانب المدافعين رامي بن سبعيني ومحمد الأمين توغاي ولاعب الوسط فارس شايبي وأيضا هشام بوداوي والمهاجم محمد الأمين عمورة. وينتظر أن يمنح المدرب البوسني السويسري الفرصة لبعض الوجوه الجديدة لإثبات وجودها، من بينها المدافع سمير شرقي ولاعب الوسط ياسين تيطراوي والمهاجم منصف بقرار. ويرى خبراء ومختصون أن بيتكوفيتش سيعود إلى خطة 4-2-3-1 أمام السعودية، وذلك بسبب رجوع رياض محرز المتوقع إلى التشكيلة الأساسية، حيث سيشغل مركزه المعتاد كجناح أيمن، فيما قد يكون ريان آيت نوري كخيار طوارئ في مركز الجناح الأيسر بسبب غياب عمورة، وإلى جانبهما بغداد بونجاح كرأس حربة في خط الهجوم. أما في خط الوسط، فمن المنتظر أن تتكرر ثنائية إسماعيل بن ناصر ورامز زروقي في محور الارتكاز بسبب غياب بوداوي المصاب، ويتوقع أن يعوض حسام عوار زميله إبراهيم مازا في مركز الألعاب أمام منتخب السعودية. أما بالنسبة لحراسة المرمى، يتوقع أن يبدأ أليكسيس قندوز أساسياً مكان أسامة بن بوط الذي شارك أساسياً أمام زيمبابوي، فيما سيكون خط الدفاع رباعياً بحضور الرباعي رفيق بلغالي وعيسى ماندي وسمير شرقي وجوان حجام.
مواصلة الصعود في ترتيب الفيفا
يتطلع المنتخب الوطني لمواصلة الصعود في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم لشهر نوفمبر، الذي يكتسي أهمية كبيرة باعتباره مقياس قرعة كأس العالم 2026، المقرر إجراؤها يوم 5 ديسمبر المقبل. وسيقوم الهيكل المشرف على كرة القدم العالمية بنشر التصنيف الجديد لفيفا يوم الأربعاء 19 نوفمبر الجاري أي بعد اختتام كل المباريات المبرمجة في فترة التوقف الحالي، سواء تعلق الأمر بالرسميات أو الوديات. ويحتل منتخب محاربي الصحراء حاليا المركز 35 عالميا والثالث أفريقيا في التصنيف العالمي للمنتخبات. ولن تكون مهمة محاربي الصحراء أمام منافس قوي مثل السعودية، وبالتالي سيشكل هذا الاختبار الودي فرصة حقيقة للتعرف على نقاط الضعف قبل انطلاق نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025. ولم يخض المنتخب الوطني مواجهة قوية منذ المواجهة الودية أمام السويد، التي دارت في شهر جوان الماضي. ومن المتوقع أن تواجه منتخب الخضر صعوبات فنية وتكتيكية أمام نظيره السعودي، مما سيساعد المدرب فلاديمير بيتكوفيتش على القيام بإصلاحات قبل البطولة القارية. هذا وقد ختم أمس المنتخب الوطني استعداداته للمباراة الودية التي ستجمعه بنظيره السعودي بحسب ما أفاد به الاتحاد الجزائري للعبة «فاف» عبر موقعه الرسمي. وقد أجرى رفاق القائد رياض محرز حصة تدريبية خصصت للعمل على الجانبين التقني والتكتيكي وغاب عنها كل من هشام بوداوي ومحمد أمين عمورة، اللذين تم تسريحهما من طرف المدرب بسبب الإصابة، بالإضافة إلى المدافع المحوري إلياس بن قارة، الذي يعاني من نزلة برد. وكانت حصة الأمس مسبوقة بمنطقة مختلطة جمعت اللاعبين مع الاعلاميين. وفي المقابلة الودية الأولى، كان المنتخب الوطني قد فاز على نظيره الزيمبابوي بنتيجة 3 مقابل 1، بفضل أهداف كل من بغداد بونجاح في الدقيقة الـ 14، محمد الأمين عمورة في الدقيقة الـ 41 وجوان حجام في الوقت بدل الضائع للشوط الأول في الد 45+1. ويعول الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش كثيرا على هذه المواجهة الودية الثانية أمام المنتخب السعودي، الذي فاز مؤخرا على حامل لقب النسخة الأخيرة من «الكان»، منتخب كوت ديفوار بنتيجة 1 مقابل 0 بجدة، تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رونار.
عطلة دوريات الخليج أكبر مشاكل المنتخب
كشف نبيل نغيز، الرجل الثاني في الطاقم الفني للمنتخب الوطني، عن أكبر مشكل يواجهه «محاربو الصحراء» مع اقتراب موعد كأس أفريقيا. وسيكون منتخب الخضر، شهر ديسمبر كانون الأول القادم، على موعد مع دخول المعترك الإفريقي الذي سيقام في الجارة الغربية للجزائر، وكله أمل على تجاوز صدمة خروج من الدور الأول خلال آخر طبعتين. نبيل نغيز وفي تصريحات جديدة، أوضح بأن المدرب السويسري، فلاديمير بيتكوفيتش، قلق بشأن الجاهزية البدنية لنجومه قبل كأس أفريقيا. وقال التقني الجزائري «أكبر مشكل بالنسبة لنا، هو الفارق من حيث الجاهزية البدنية، بالنسبة للعناصر التي تنشط في أوروبا وتلعب بانتظام، وبين العناصر التي تنشط في الدوريات الخليجية، والتي ستتوقف لأيام بسبب منافسة كأس العرب». ليُضيف «نعمل من الآن للوصول لأفضل الحلول الممكنة، وسنستقر على الخيار الأمثل لضمان تواجد لاعبينا في أفضل لياقة عند انطلاق المنافسة القارية». وفي سياق منفصل، أشاد نغيز بالأسماء التي لعبت خلال المباراة الودية أمام زيمبابوي قائلا «هناك أسماء سجّلت نقاطا كثيرة». ورفض مساعد بيتكوفيتش، تسمية الأمور بمسمياتها، ولكن تصريحاته كانت موجهة خصيصا للصاعدين إبراهيم مازا وزين الدين بلعيد، اللذين نالا وقتا للعب، وأظهرا مؤهلات كبيرة.
تأكيد التحسن وتحديد نقاط الضعف
وتشكل هذه المباراة التي تأتي بعد خمسة أيام من الفوز المسجل أمام زمبابوي المرحلة قبل الأخيرة للمنتخب الوطني، قبل الكشف عن القائمة النهائية للاعبين المعنيين بتمثيل الالوان الوطنية في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025 . وبعد أداء مقنع أمام «المحاربين» في لقاء يوم الخميس الماضي، يبحث «الخضر» على تأكيد تحسنهم أمام منافس معروف بصلابته والذي سيكشف المستوى الحقيقي والحالي للمنتخب محاربي الصحراء. خاصة وأن التشكيلة السعودية التي يشرف على تدريبها الفرنسي هرفي رينار، كانت قد سجلت يوم الجمعة الماضي الفوز على حامل اللقب الإفريقي كوت ديفوار بنتيجة هدف مقابل صفر. وعن هذه المباراة، أوضح الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش قائلا «سنواجه منتخبا يطبق طريقة لعب مغايرة، مما سيسمح لنا بالقيام بتحضيرات أفضل والوقوف بشكل أقرب على مستوى المنتخب وكذا على استعدادات اللاعبين، ترقبا لاختيار الأحسن منهم للموعد القاري». ويأتي الاختبار الثاني لمدينة جدة في ظل غياب عدد من الكوادر.
ضبط معالم التشكيلة الأساسية
وبعد إقحامه لتشكيلة عرفت تغييرات جذرية أمام منتخب زمبابوي، المصنف في المركز 129 في ترتيب الاتحاد الدولي، سيقوم بيتكوفيتش بأكبر نسبة ممكنة، بالاعتماد على التشكيلة الأساسية، رغبة منه في أخذ فكرة عن فريقه أمام منتخب قوي ينشط بميدانه وأمام جمهوره. ويعرف المنتخب السعودي بانضباطه التكتيكي وسرعة تغييراته، وبتأهله لنهائيات كأس العالم 2026، سيكون منافسا مثاليا، ممكن من خلاله تقييم توازن التشكيلة الوطنية جماعيا وصلابتها دفاعيا، قبل شهر على انطلاق الموعد الإفريقي. بدوره، تحدث مدرب المنتخب السعودي، رينار عن اللقاء، قائلا «اخترت الجزائر، لأننا بحاجة إلى مواجهة منتخبات ممتازة، فالمنتخب الجزائري يعد منتخبا قويا يطبق طريقة لعب ذات حدة كبيرة. فمثل هذه المباريات، كفيلة بتحقيق التحسن. مواجهة منتخبات قوية كالجزائر وكوت ديفوار، تساهم في تحسين تحضيرات منتخب السعودية قبل منافسة كبيرة مثل كأس العالم». وبعد هذا اللقاء، سيعود «الخضر» إلى أرض الوطن، للتحضير للتربص الأخير المبرمج في شهر ديسمبر ربما بالمركز الفني الجهوي في تلمسان ولو أن بعض المصادر المقربة من الفاف استبعدت ذلك ورشحت مركز سيدي موسى لاحتضان التربص، حيث سيتم ضبط القائمة النهائية للمنافسة القارية الكبرى. ويتواجد المنتخب الوطني على سلسلة خمس مباريات بدون انهزام، وهو ما سيحفزه على إبقاء نفس الديناميكية مع اقتراب منافسة الكان 2025. ويعود آخر انهزام للمنتخب الوطني إلى يوم 10 جوان الأخير أمام منتخب السويد بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة في لقاء ودي. وفي كان 2025، سيلعب المنتخب الوطني ضمن المجموعة الخامسة رفقة منتخبات بوركينا فاسو والسودان وغينيا الاستوائية، على أن يستهل المنافسة يوم الأربعاء 24 ديسمبر أمام السودان ابتداء من الساعة الرابعة مساء.
زوبير.ب



