ارتدت وهران أول أمس، حلة الألعاب المتوسطية بمناسبة قص شريط بقاء 100 يوم عن انطلاق النسخة الـ 19 للعرس المتوسطي الذي تستضيفه عاصمة الغرب خلال الفترة الممتدة من 25 جوان إلى 6 جويلية 2022.
وارتأت لجنة تنظيم الألعاب المتوسطية، بهذه المناسبة، إقامة مهرجان كبير أعلنت به بداية العد التنازلي للتظاهرة الرياضية التي تستعد الجزائر لاستضافتها للمرة الثانية في التاريخ. وفي هذا الصدد وبمناسبة قص شريط بقاء 100 يوم عن انطلاق الطبعة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، شهدت عروس البحر الأبيض المتوسط مدينة الباهية وهران يوم الخميس 17 مارس، فعاليات حفل بداية العد التنازلي للانطلاق الرسمي للنسخة الـ 19 من العرس الرياضي المتوسطي. وبهذه المناسبة احتضنت الباهية مهرجانا كبيرا أشرف على تسطير فقراته القائمون على لجنة تنظيم الألعاب المتوسطية والسلطات المحلية لولاية وهران، ليكون كإشارة بدء للعد التنازلي للتظاهرة الرياضية التي ستشهدها الجزائر للمرة الثانية في تاريخها بعد تلك التي نظمت في العاصمة عام 1975. هذا وقد أعطى إشارة انطلاق العد التنازلي للألعاب المتوسطية، محافظ الألعاب، السيد محمد عزيز درواز على مستوى ساحة بور سعيد بنهج جيش التحرير الوطني المعروف بتسمية واجهة البحر، وذلك بحضور والي ولاية وهران السيد سعيد سعيود، مدير الإعلام لألعاب البحر الأبيض المتوسط، السيد مراد بوطاجين، السيد سليم دادة، رئيس لجنة حفل الافتتاح والاختتام وتنظيم النشاطات الثقافية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، زيادة على حضور مميز لثلاثة أبطال جزائريين سابقين رفعوا الراية الوطنية عاليا خلال المواعيد العالمية الكبرى وهم، العداء رحوي بوعلام والملاكمان موسى مصطفى ومحمد بوتشيش، وكذا مدير الشبيبة والرياضة على مستوى ولاية وهران السيد سيافي وكذا مديرة الثقافة السيدة بشرى، وجمع من السلطات المحلية، والأمنية فضلا عن الجمعيات الرياضية والثقافية وفرقة الخيالة وممثلي الرابطات الذين ساهموا في إنجاح فعاليات هذا المهرجان، من خلال قافلة رائعة على طول واجهة البحر، زيادة على تجهيز أطباق شعبية وحلويات تقليدية مع نصب خيم وإقامة معارض للألبسة التقليدية، وأضفت زغاريد النسوة حماسا مميزا طغى على الأجواء المناخية الشتوية الباردة والتساقطات التي تخللت الحفل.
سهرة فنية بقاعة سينما المغرب
كما لفتت السيارات القديمة المشاركة في العرض الأنظار والتي كانت تحمل كل منها أعلام الدول الـ26 المعنية بالتظاهرة الرياضية المتوسطية. وتواصلت التظاهرة بتنظيم سهرة فنية بقاعة سينما المغرب بمشاركة فنانين محليين تم من خلالها تكريم أبطال رياضيين سابقين على غرار الثلاثي الحاضر في الحفل الرسمي لإنطلاق العد التنازلي للألعاب. وشدد السيد محمد عزيز درواز، الوزير الأسبق للشباب والرياضة، الذي كان مرفوقا بثلاثة أبطال جزائريين في مختلف النسخات السابقة للألعاب المتوسطية وهم العداء رحوي بوعلام و الملاكمين موسى مصطفى ومحمد بوشيش، في كلمته الافتتاحية على ضرورة إنجاح الموعد المتوسطي من جميع الجوانب. وتزامنت كلمة درواز مع بداية وصول القافلة الاستعراضية من نقطة انطلاقها على مستوى حديقة سيدي امحمد، غير بعيد عن واجهة البحر تحت أنغام الفرقة الموسيقية المحلية بقيادة المايسترو قويدر بوزيان. كما نوه البطل الجزائري الأسبق بوعلام رحوي بالأجواء التي صنعتها الاحتفالات بانطلاق العد التنازلي للتظاهرة المتوسطية ما يفتح الشهية بحسبه لإنجاح العرس الصيفي القادم. وعاد العداء الدولي الأسبق بالذاكرة إلى دورة عام 1975 التي احتضنتها الجزائر العاصمة والتي عاد له خلالها شرف إهداء الجزائر أول ميدالية ذهبية في تاريخ مشاركاتها بالألعاب بفوزه في سباق الـ 3 ألاف متر موانع لما كان في الـ 26 من عمره. وأضاف «أنا سعيد جدا لاحتضان وهران، مسقط رأسي، للطبعة القادمة للألعاب المتوسطية، نحن كلنا مجندون لإنجاح هذا العرس وإعطاء أرقى صورة عن الجزائر».
26 دولة أكدت مشاركتها في الموعد
أكد عبد الحفيظ بلقاضي المدير العام للرياضة بوزارة الشباب والرياضة، أن الجزائر جاهزة لاستقبال وتنظيم الدورة الـ 19 لألعاب البحر المتوسط، مشيرا إلى أن سقف المنافسة سيكون عاليا باعتباره دورة مؤهلة إلى أولمبياد باريس 2024. وأوضح بلقاضي أن المنشآت الرياضية الرئيسية بمدينة وهران شبه جاهزة وبنسبة تقارب الـ 100بالمائة، باستثناء بعض الرتوشات الأخيرة التي يقوم بها المناولون على المركب المائي وهو منشاة وصفها بـ «التحفة» من الطراز العالي ويتكون من مسبحين مغطيين وثالث خارجي. وأكد بلقاضي تقدم أشغال إنجاز القاعة متعددة الرياضات، مشيرا إلى أنها تسع لأكثر من 6 ألاف متفرج ويمكن أن تبلغ طاقة الاستيعاب بها عند الحاجة إلى أكثر من 7200 متفرج، مشددا في نفس الوقت على أن الموعد النهائي لاستلام جميع المنشآت حدد بنهاية شهر مارس الجاري. واستشهد المدير العام للرياضة بوزارة الشباب والرياضة بتصريحات رئيس اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، دافيد تيزانو خلال زيارته الأسبوع الماضي للجزائر والتي أعرب خلالها عن تقديره للجهود التي تبذلها الجزائر لإنجاح هذه الألعاب وقال فيها إنه متفائل جدا بنجاح دورة الجزائر. وأضاف بلقاضي بأن الدورة الـ 19 لألعاب المتوسط سيكون لها صدى واسعا في تاريخ الألعاب حيث ينتظر أن يتمكن الجمهور في 15 دولة من مشاهدة مجريات وأحداث هذه الدورة عبر قناة تلفزيونية معروفة، تتفاوض حاليا مع الإتحاد الدولي المنظم للألعاب على حقوق البث. وزيادة على ذلك، بادرت عديد الاتحادات الدولية المشاركة في الألعاب إلى الإعلان بأن دورة الجزائر ستكون مؤهلة لرياضييها للمشاركة في أولمبياد باريس عام 2024.
توقع حضور ما بين 4500 إلى 5000 رياضي
وهو ما يرفع من سقف المنافسة ويفتح الأبواب أمام الرياضيين من المستوى الأول للمشاركة في هذه الدورة. وضمن هذا السياق، أكد ضيف الإذاعة بأن 26 دولة أعلنت لحد الآن مشاركتها في هذه الألعاب المقررة من 25 جوان إلى 06 جويلية المقبلين، إضافة إلى توقع حضور ما بين 4500 إلى 5000 ألاف رياضي، يتنافسون ضمن 24 تخصص رياضي وجلها رياضات أولمبية، بينما تشارك الجزائر في 23 تخصص. وبخصوص التحضيرات الخاصة بالفرق الوطنية المشاركة في هذه الألعاب، كشف بلقاضي أن الدولة الجزائرية خصصت غلافا ماليا خاصا لتحضير الفرق الوطنية منذ 2018، مشيرا إلى أن الغلاف المخصص لسنة 2021 قدر بأكثر من 900 مليون دينار، فيما تم ضخ غلاف مالي إضافي منذ جانفي الماضي بقيمة 500 مليون دينار لتغطية نفقات الدورات التربية داخل وخارج الوطن إلى غاية جوان المقبل، وذلك وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وأشار إلى أن معظم الرياضيين في كل التخصصات يشاركون بصفة منتظمة في تربصات دولية خارج الوطن مثل كوبا وفرنسا وألمانيا وجورجيا وصربيا وكرواتيا والولايات المتحدة الأميركية وتركيا وإسبانيا. وعن أهداف الجزائر من هذه الألعاب، قال المدير العام للرياضة إننا نصبو لإسعاد وجلب الفرحة للجزائر بهذه المنشآت وتحقيق القيمة المضافة من خلال نيل عدد أكبر من الميداليات في عديد الرياضات وتحطيم الرقم القياسي المحصل عليه خلال دورة تونس بـ 32 ميدالية، ونراهن على وجه الخصوص على الرياضات الفردية، مثل الملاكمة والمصارعة الحرة وألعاب القوى وربما نتألق في مجالي الكرة الحديدية وكرة اليد. للتذكير، تعد المدينة الجديدة لألعاب البحر المتوسط بوهران مفخرة للجزائر حيث تضم 4284 سريرا، مستشفى مصغر و05 مطاعم و05 قاعات مغطاة و05 ملاعب جوارية ومضمار صحي وهي تبعد فقط مسافة 05 دقائق عن المركب الرياضي الجديد المحتضن للألعاب بما يضمن الراحة التامة للرياضيين.