الحلقة الأولى
في هذا الحوار ارتأت يومية «الروح الرياضية» إلى أن تمنح لقرائها فرصة التعرف عن قرب لبطل في رياضة المصارعة، كادت مسيرته أن تتحول إلى كابوس يقينا منها أن حكايته ستكون إلهاما للعديد من الرياضيين على حد سواء أو حتى ممن لا يزاولون الرياضة لكن يحذوهم الطموح وكتابة التاريخ في مجالات أخرى.
وهو الأمر الذي ينطبق على ضيفنا وبطلنا في عدد اليوم وهو المصارع عبد الكريم أوكالي الذي يروي لنا قصة كفاح مرير مع الوصول إلى البوديوم سواء كبطل للجزائر، بطل العرب وإفريقيا وأخيرا صاحب فضية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت مؤخرا بوهران وكذا حلم التأهل للأولمبياد بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الاعتزال بعد عقوبة لأربع سنوات كاملة بسبب خطأ في تناول بعض الأدوية التي تصنف ضمن الأدوية المنشطة لتتوالى بعدها الضربات وحاول الانتحار لعديد المرات لكنه رفع راية التحدي وعاد بقوة وبأكثر مما كان عليه كل هذه التفاصيل تتابعونها في عددنا الأول.
بداية قدم نفسك لقراء الجريدة
ـ عبد الكريم أوكالي عضو في المنتخب الوطني للمصارعة اختصاص مصارعة «إغريقو رومانية» في فئة 77 كلغ، بطل إفريقيا لسنة 2022 ونائب البطل في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت خلال الفترة الممتدة من 25 جوان إلى 6 جويلية 2022 بوهران.
كيف كانت بدايتك مع هذا التخصص الرياضي؟
ـ بدايتي كانت كبداية أي طفل جزائري، الذهاب إلى القاعة لممارسة التدريبات ثم العودة إلى البيت وحينها كان في عمري 12 سنة ثم بمرور الوقت تعلقت بهذا التخصص الرياضي وأحببته أكثر، كما بدأت المشاركة في المنافسات رغم أني كنت لا زلت في سن صغيرة ومن هنا زاد تعلقي بهذا التخصص وصارت عندي طموحات للتألق في هذا الاختصاص بالحصول على ألقاب والحمد لله ومن حسن الحظ أنه تم تنظيم مسابقة لاختيار أحسن المواهب الشابة لتشكيل منتخب وطني في سنة 2008 وكان لي الشرف في الانتماء لهذا المنتخب رغم أني كنت في مرحلة عمرية صغيرة في فئة الأصاغر الموسم الثاني.
ما عدا المصارعة هل زاولت رياضات أخرى؟
ـ قبل ممارسة رياضة المصارعة كنت أمارس رياضة التنس، لكن بعدها اخترت المصارعة وهذا طبع شبان الأحياء الشعبية الذين يميلون للرياضات التي تمتاز بنوع من العنف.
عند انضمامك لمنتخب الأصاغر هل كنت ترى في نفسك شخصية بطل قادم؟
ـ في تلك المرحلة كنت لازلت طفلا، لذا من الصعب أن يكون لدي تلك النظرة المستقبلية في أن أصبح بطلا، لكن المحيط الذي كنت أنشط فيه من مدربين ورياضيين كانوا يتوسمون في شخصي أن أصبح بطلا في هذا التخصص، لأنهم كانوا يرون أمامهم موهبة قادمة سيكون لها شأن كبير.
كيف كانت مسيرتك بعد انضمامك لمنتخب الشبان في سنة 2008؟
المسار دائما كان في تطور وتحسن موسما بعد موسم ومنذ بدأت ممارسة هذا التخصص حصدت الكثير من الالقاب حتى وأنا في صنف البراعم وباقي الأصناف الصغرى الأخرى تحصلت على عديد الألقاب الوطنية وبعد بداية المشاركة في البطولات القارية والعربية أيضا حافظت على ذلك التقليد الذي رافقني منذ الصغر وهو حصد الألقاب والميداليات في مختلف البطولات القارية والعربية والدورات الإقليمية، اللقب الوحيد الذي لم أتحصل عليه هو اللقب العالمي في الفئات الصغرى. وتحصلت على ثلاثة ألقاب إفريقية في صنف الأكابر ومازلت قادرا على حصد المزيد من الألقاب وتشريف وطني.
حدثنا عن مشوارك الرياضي
ـ شاركت في أول بطولة إفريقية لي صنف أشبال في سنة 2009 التي نظمت في الجزائر وفي العام الموالي شاركنا في بطولة العرب التي جرت بالسعودية وتحصلت خلالها على ميداليتين ذهبيتين في المصارعة الحرة والإغريقية، وفي 2010 غيرت الصنف وشاركت في البطولة الإفريقية التي جرت في مصر تحصلت على ميدالية ذهبية، ولعبت دورة تأهيلية
للألعاب الأولمبية للشباب، التي نظمت في سنغافورة والتي شاركت فيها وتحصلت على المرتبة الخامسة وفي سنة 2011 في بطولة إفريقيا أواسط تحصلت على اللقب الإفريقي في الدورة التي نظمت في الجزائر وشاركت في بطولة العالم 2012 لكن لم أحقق نتائج إيجابية وفي سنة 2013 تحصلت على نائب بطل إفريقيا صنف أواسط وشاركت بعدها في ألعاب المتوسط بميرسين مع أني كنت لازلت في صنف الأواسط لكن لم أحقق شيء وفي 2014 تحصلت على لقب نائب بطل إفريقيا في تونس 2015 وتحصلت في نفس السنة على لقب بطل الجزائر وحينها تعرضت للإيقاف.
ماذا حدث لك في موسم 2015؟
ـ صراحة لا أحب الحديث عن هذه المرحلة السوداء في مسيرتي لأن أسبابها متشابكة وكادت أن تحطمني، المهم في 2015 كنت أتناول دواء بعلم الاتحادية لكن هذا الدواء يصنف ضمن الأدوية المحظورة ولم أكن على دراية بذلك ولهذا تعرضت للإيقاف لمدة 4 سنوات، صراحة صدمت وكدت أصاب بالشلل النصفي، توقفت لمدة 4 سنوات والحمد لله حاولت خلالها بشتى الطرق لتخفيض العقوبة وبعدها وجدت أناس وقفوا معي خاصة من أفراد العائلة وبعض الأصدقاء المقربين لكن تحليت بالإرادة بعد مرور سنتين أمضيتها في ظل المعاناة خاصة وأن العقوبة جاءت في مرحلة صعبة وحساسة جدا فقدت خلالها والدي الذي لم تسمح لي الظروف بحضور لحظة وفاته في أواخر 2014 لأني حينها كنت في تربص مع المنتخب الوطني، كل هذا كاد يوصلنني لانهيار عصبي إلى درجة أني فكرت في الانتحار في الكثير من المناسبات وكدت أجد نفسي في طريق آخر لكن الحمد لله، وقوف بعض الناس في محنتي كما قلت خاصة من أفراد العائلة ومن بعض الأصدقاء مكنني من العودة والنهوض والوقوف مجددا خاصة في آخر سنتين من العقوبة واستعدت أحلامي للتحضير للألعاب الأولمبية وعدت مجددا في سنة 2019، وأتذكر أني لما كنت أتدرب كنت أجري وأردد الأولمبياد… الأولمبياد…. الأولمبياد، كنوع من التحفيز الذاتي حتى يبقى تركيزي منصب على هذا الموعد الرياضي العالمي الكبير وفي 2019 لم أشارك في البطولة الوطنية لضيق الوقت لكن الاتحادية اتخذت قرارا بمشاركتي في البطولة الإفريقية بعد نهاية العقوبة وعدت لتربصات المنتخب الوطني وطيلة فترة العقوبة لم يقف معي ولا عضو من الإتحادية والطاقم الفني ويوم عرضت على لجنة العقوبات الوحيد الذي وقف معي هو مدربي في بداية مشواري الشيخ بن عمار مراد. الوحيد الذي رافقني ووقف معي طيلة فترة العقوبة وحاول مساعدتي على تخفيض العقوبة خاصة في المرحلة الأخيرة.
وبخصوص العودة مجددا للمنافسات كيف كانت؟
ـ من الصعب جدا على أي رياضي تعرض للإيقاف لمدة أربع سنوات أن يعود ويستعيد مستواه بلا تدريبات وبلا منافسات وبلا تربصات لأن العقوبة تحرم الرياضي حتى من التدرب مع الأندية، كنت أتدرب على انفراد حتى لا أتعرض إلى عقوبة أخرى قد تنهي مسيرتي، المهم بعد انقضاء العقوبة بدأت من الصفر وكأني مبتدئ لكن الحمد لله استفدت كثيرا من تجاربي وخبراتي السابقة لاستعادة مستواي رويدا رويدا وبتوفيق من الله تحصلت على نائب بطل افريقيا في بطولة افريقيا وبعدها شاركت في تربص في بولونيا حيث خضعت لاختبارات التصنيف الأولمبي وأعادوني لصنف 77 كلغ وفي سنة 2019 بعد شهرين فقط من عودتي للمنافسات شاركت في الألعاب الإفريقية التي جرت في المغرب وتحصلت خلالها على الميدالية الذهبية رغم أن عودتي مر عليها شهران فقط وبعدها شاركت في بطولة عالمية تأهيلية للألعاب الأولمبية أديت منازلات في القمة رغم أني لم أقتطع تأشيرة التأهل وبعدها شاركت في البطولة الإفريقية التي نظمت في الجزائر 2020 تحصلت على الميدالية الذهبية وبعدها بأسبوع في دورة مؤهلة للألعاب الأولمبية منطقة إفريقيا ثم جاءت مرحلة كورونا التي أوقفت النشاطات لمدة سنة وفي نهاية موسم 2020 شاركنا في بطولة العالم التي جرت بصربيا فزت في الدور الأول وخسرت في الدور الثاني أمام بطل العالم وبعدها شاركت في دورة أخرى مؤهلة للألعاب الأولمبية لكن كانت عندي مشاكل في الوزن ولم أكن في كامل لياقتي. ثم شاركت في الدورة التأهيلية العالمية التي جرت في بلغاريا أين خسرت في الدور ربع النهائي أمام بطل العالم وهو الذي تحصل على البرونزية في الألعاب الأولمبية والفائز أمام الصربي الذي خسرت مؤخرا أمامه، وفي موسم 2022 شاركت في بطولة إفريقيا التي جرت في المغرب وتحصلت على الميدالية الذهبية وهي آخر منافسة سبقت الألعاب المتوسطية التي جرت مؤخرا في وهران…
يتبع
حاوره بوزيدي زوبير