شهر رجب من الأشهر الحرم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ وذُو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ، الذي بيْنَ جُمادى وشَعْبانَ.» رواه البخاري(3197).
وكره بعض العلماء كالإمام أحمدَ صوم رجب كاملا، بل يفطر فيه ولا يشبهه برمضان، عن خرشة الفرازي قال:« رأيتُ عمرَ يضربُ أَكُفَّ النّاسِ في رجبٍ، حتّى يضعوها في الجفانِ، ويقولُ: كُلُوا، فإنَّما هو شهرٌ كان يعظِّمُه أهلُ الجاهيلة» أخرجه بن أبي شيبة في مصنفه(9851).
فخروجا من الخلاف ينبغي للمسلم أن يفطر بعضه ويصوم بعضه، ولا يصم الشهر كاملا لا سيما من كان لا يصوم كامل السنة، والله أعلم.
وفي صومه مزية بحكم أنه من الأشهر الحرم، فتضاعف فيه الحسنات، كما تضاعف فيه السيئات، قال القرطبي :«لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن الله سبحانه إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال».