الحلقة الثانية
في الجزء الثاني من حوارنا مع المحارب بغداد بونجاح الذي أضحى مشهورا بتسمية السفاح انتقلنا من خلاله للفترة الأخيرة له في رائد غرب وهران أين كان هدافا لذات النادي بامتياز وكما أشرنا في عددنا السابق فبعدما كان يحلم بغداد بالإمضاء لفريق القلب مولودية وهران آثر مسؤولو هذا النادي سامحهم الله بإدارة ظهرهم للموهبة لكن مثلما يقول المثل لكل مقال مقام فجاءته عجلة النجدة من فريق الوسط اتحاد الحراش الذي كان يشرف عليه الدكتور بوعلام شارف والذي سبق له وأن تمعن في إمكانيات محارب المستقبل بونجاح حين كان مدربا لفريق جمعية وهران حينها أين كان لا يكتفي بتدريب لازمو فحسب بل كان يصول ويجول في مختلف ملاعب مدينة وهران بحثا عن العصافير النادرة ويبدو أن الحظ لعب دوره خلال عدة لقاءات رسمية لبغداد أين عانق من خلالها شباك الخصوم وبطريقة احترافية قبل الأوان حينها فشدت إمكانيات الشاب الذي تم رفضه من قبل الحمراوة أناذاك المدرب المحترف الذي يعتبره بغداد بونجاح مثله الأعلى وآثر استدعاءه لتشكيلة اتحاد الحراش عندما أشرف على عارضتها الفنية حيث يقول بغداد أن المفاوضات مع نادي الصفراء والتي تمت بوساطة من المدرب العوفي سالم لم تعمر طويلا حتى اقتنع بونجاح بعرض الحراشيين وأضحى من حينها مدلل الصفراء بلا منازع وأضيف اسمه بكل جدارة لأهازيج الأنصار خصوصا وأنه اكتسب مهارة بارعة أمام الخصوم الأمر الذي جعل صيته ينتشر كالنار في الهشيم حيث بات خيرة المدافعين يتفادون لقاءه مثلما هو الشأن لحراس المرمى اللذين سئموا من قدفاته الصاروخية
وحتى مراوغاته الجسمانية حيث أنه بمجرد استلامه للكرة في العمق بات مصيرها داخل الشباك ولا كلام يعلو فوق ذلك وتلك الصفات التي اكتسبها في البطولة الوطنية لم تشفع له لتقمص الألوان الوطنية باكرا بل انتظر دوره بكل مرارة وعوض إقحامه مع كتيبة المحاربين في الوقت المناسب بات يتدحرج في صنف الأمال أو المنتخب الأولمبي لكن جيراننا التوانسة شاهدوا فيه مزايا ما لم يلاحظها مسيرو مولودية وهران فكانت الاتصالات مع النجم الساحلي والتي تمت كما قال بونجاح بسلاسة وتم انتقاله في ظرف وجيز وبدأ قصة أخرى مع النجاح في الميادين التونسية أين تشهد له أهدافه في شباك الترجي التونسي ، الإفريقي والأولمبي الباجي وكذا أيضا على الصعيد القاري بالرقي الكروي الأمر الذي جعله على منظار عدة أندية أوروبية التي حاولت التقرب منه لكن حسبه المغامرة لم تكن تستحق حيث أن تلك الأندية كانت مغمورة حتى جاء عرض الزعيم الذي فضله من بين كل العروض وفتح له باب المجد الكروي وبات يعرف بالسفاح حيث تسّلق حتى أسوار الألقاب العالمية حين أمضى في موسم 2019 تسع وثلاثين هدفا في الدوري القطري وتصدر من خلاله لائحة هدافي العالم متفوقا بذلك على ميسي ب36 هدف والمغربي حمد الله ب 34 هدف وبعده مبابي ب 33 هدف وفي هذا الموسم لا يزال بغداد يتصدر قائمة هدافي قطر بعشرين هدفا.
فضل اتحاد الحراش وأنصاره وكذا شارف لن أنساه ما حييت
نعود بك اليوم يا السي بغداد للفترة الأخيرة التي لعبتها في رائد غرب وهران فكيف تم توجهك بعدها نحو اتحاد الحراش ؟
مثلما صرحت به سابقا حين رفضتني مولودية وهران وأنا الذي كنت هدافا للجهة الغربية مع الأرسيجيو بـ39 هدفا لم يفوت المسيرون الحراشيون الفرصة للاتصال بشخصي وبعد مفاوضات وجيزة اتسمت بالعقلانية تم الاتفاق على كامل الشروط لتقمصي ألوان الصفراء والحقيقة أن بروزي في نادي الحراش يرجع بالدرجة الأولى للمدرب بوعلام شارف الذي استطاع كيف يوظفني في القاطرة الأمامية والحق يقال أن الدكتور شارف نهلت منه في كامل المستويات سواءا من الجانب البدني وأيضا التقني حيث اكتسبت ثقافة تكتيكية أفادتني مستقبلا.
هدفي ضد الحمراوة رد الاعتبار لي أمام من رفضوني
ما دام أنك استعملت عامل التشويق في حديثك عن مغامرتك الحراشية فهل لك من إضافات حول أول رحلة لك خارج أسوار وهران ؟
يجب إعطاء لكل ذي حق حقه فنادي اتحاد الحراش افضاله لن أنساها ما حييت حيث يعتبر النادي الذي أمسك بيدي وحضّرني للخطوات الآتية التي جاءت في مسيرتي ولا أمّر خلال هذا الحوار دون توجيه التحية للمدرب بوعلام شارف وكذا الإدارة التي لعبت تحت لوائها حينها دون نسيان أصحاب الفضل الأوائل أنصار اتحاد الحراش اللذين ساندوني في كل المباريات علما أن القدر سمح لي أن أتبث للمسيرين اللذين رفضا التحاقي بمولودية وهران أن مستواي أعلى وأرفع حيث أن أول لقاء لعبته مع الحراشيين كان في ملعب « أحمد زبانة « أين انتهت المباراة حينها بهدفين مقابل واحد كان لي نصيب في تسجيل أحد الإصابتين وكان ذلك نوعا من رد الاعتبار اتجاه المسيرين اللذين ذكرتهما من قبل وليس اتجاه نادي مولودية وهران وأنصاره لأنني أقولها وأعيدها وأكررها أنني كنت ولا زلت مناصرا وفيا للحمراوة وأرجو أن يتوج الفريق هذا الموسم إما بالكأس أو البطولة ولما لا التتويج المزدوج.
تصريحات زياد الجزيري أسيئ تأويلها
قبل الولوج لأول تجربة احترافية لك وكسؤال اعتراضي هل سمعت خلال الأيام القليلة الماضية بتصريح اللاعب التونسي السابق زياد الجزيري الذي قال بأن النجم الساحلي هو الذي جعل من بغداد ما هو عليه الآن؟
بالفعل لقد سمعت بتصريحه لكن من منبركم أقول بأنه أسيئ تأويل كلامه فهو قال بأنني تعلمت مبدأ الاحترافية من البطولة التونسية وبالفعل حيث أن البطولة التونسية بكل صراحة هي بطولة قوية ناهيك على أن الملاعب كلها التي لعبت فيها وتدربت على أرضياتها معشوشبة طبيعيا ضف إلى ذلك فإنني لعبت المباريات الدولية كرابطة أبطال إفريقيا الامر الذي جعلني تحت رادار عدة أندية عالمية فهو لم يقصد التقليل من الشخصي أبدا.
النجم الساحلي جعلني تحت رادارات خيرة الأندية
حدثنا الآن عن تجربتك الاحترافية مع النجم الساحلي التونسي وكيف تمت الاتصالات ؟
الحمد لله كل الاتصالات التي أجريت بشأني مع الأندية تمت بكل سهولة حيث أن المسيرين التونسيين تفاهموا مع الحراشيين على كل الأمور أما أنا فوجدت كل شيء مجهز في تونس من راتب محترم، منزل فما كان علي سوى الاجتهاد في التدريبات وتقديم أحسن ما لدي في المباريات الرسمية وهو ما كان داخل تونس وخارجها فمثلما أعطاني النجم الساحلي رددت له الجميل من خلال التتويجات المحلية والقارية.
رفضت عروضا أوروبية من أندية مغمورة
علمنا أنه عندما كنت في تونس تلقيت العديد من الاتصالات من أندية أوروبية فلماذا لم توافق على أحد العروض؟
لا أخفي عليكم أنني منذ وأن كنت صغيرا كنت أحلم بالاحتراف لكن بطريقة صحيحة فجل العروض التي تلقيتها كانت من أندية مغمورة لم أكن لأصبح على ما أنا عليه الآن لو وافقت على أحدها.
السّد يستحق لقب زعيم في كل النواحي
إذا وجدت ضالتك في نادي السد القطري؟
أولا النادي وبدون مجاملة يستحق لقب الزعيم فهو زعيم في كل تعاملاته حتى أثناء المفاوضات حيث تستحي أن ترفض عرضهم نتيجة احترافيتهم ففي السد وجدت كل شيء متاح فما كان علي سوى العمل والحمد لله وفقت وأرجو أن أسير دائما في درب النجاح ولا أنسى أن أذكر بأن مسؤولي السد تابعوني في البطولة التونسية لمدة ستة أشهر والصفقة التي تمت بين مسؤولي السد والنجم الساحلي تمت بلا وسيط.
تشافي متواضع وإنسان خلوق تعلمت منه الكثير
على ذكر السد القطري نعلم أنك كنت متابعا وأنت في مدينة وهران لبطولة الليغا الإسبانية وكنت تشاهد عبر التلفاز أداء تشافي هيرنانديز وبعدها صرت لاعبا معه ثم أصبح مدربا لك لغاية الآن فماذا كان إحساسك وأنت تلعب لجانبه ؟
تشافي إنسان خلوق وأنت تلعب معه يعطيك إحساسا بأنك تلعب مع لاعب عادي نتيجة تواضعه وحتى في معاملته كمدرب فهو يعتبر من النوع النادر ويجعلك تتطور معه.
يمكن لتشافي قيادة البارصا
ونحن نخوض في سيرة لاعب البارصا السابق صرح الإعلام العالمي أن تشافي هيرنانديز سوف يكون مدربا رئيسيا للبلوجرانا فما تعليقك؟
لما لا فتشافي يملك كل المؤهلات كي يكون مدربا لبرشلونة.
وسمعنا أن بونجاح سيكون ضمن تعداد تشافي إذا أصبح مدربا لبرشلونة ؟
للأمانة أنا سمعت كما سمع الجميع خلال ندوة صحفية لمدربي وصديقي تشافي أنه كان بإمكاني أن أكون لاعبا خلال اللقاء الذي جمع برشلونة بباريس سان جيرمان في دوري الابطال لكن هذا لا يعني أنني سأكون ضمن تعداده وحتى وإن فكر في شخصي إذا ذهب لبرشلونة فأنا لست من الأشخاص الذين يهابون الاحتراف وكل شيء ممكن إذا أراد الواحد الأحد فإن كنت ضمن خططه فلما لا.
أنا جاهز لكل تحدي ولو كانت برشلونة
أتعلم أنه إن التحقت ببرشلونة فستكون أول جزائري يحمل ألوان هذا الفريق العالمي ؟
أنا جاهز لكل التحديات فلما لا ـ يقولها بكل ثقة ـ.
يتبع
حاوره لكحل محمد