بمجرد الحديث عن حراسة المرمى في مولودية وهران في زمن المجد الكروي والتتويجات التي باتت وسام يرصّع بالماريس النادي الوهراني أو عملاق الغرب يتبادر لأذهاننا أسماء من عيار وناس وكذا سبع البشير لكن أيقونة الحراس بلا منازع والذي اكتسب إضافة لحراسته شباك الحمراوة شعبية جعلت منه صديق الجماهير التي طالما هتفت باسمه في مختلف ملاعب مدينة وهران وبالخصوص ملعبي «الحبيب بوعقل» وكذا «أحمد زبانة» ضيفنا هذا الأسبوع أبى بعفويته إلا أن يكشف المستور حول نادي مولودية وهران التي كنّاها متحسرا بأنها أضحت عملاق بأرجل من طين وأعطى لكل ذي حق حقه من خلال الحوار الذي خصنا به في مقر الجريدة التي أثنى عليها بالمناسبة ومن خلال الدردشة التي جمعتنا به
رجعنا معه لأيام الطفولة التي قضاها في الحي الشعبي المدينة الجديدة وكذا «سانت أنطوان «وكذلك مختلف الفرق التي لعب لفائدتها من عيار نادي الجيش الوطني، اتحاد وهران، سريع غليزان إضافة لفريق القلب مولودية وهران والمعني أيضا عرّج من خلال هذه الدردشة على مسيرته التدريبية التي بدأها بتجربة مع فرق الوسط التي أشرف من خلالها على فريق عين مران في ولاية الشلف الذي صعد معه حسبه من القاع لموسمين متتاليين وأيضا توالت النجاحات مع فرق أخرى حيث حقق الصعود لأربع مواسم متتالية رفقة نادي بطيوة وأيضا أولمبي أرزيو دون نسيان جمعية وهران واتحاد مغنية بمعية فرق من عيار اتحاد عين الحديد ليختتمها بإشرافه على غالي معسكر وكذا مولودية وهران التي نال معها كأسين عربيتين في بيروت وكذلك في دمشق وعلمنا من المعني أنه كانت له تجربة احترافية في البطولة السودانية بعدما مر بشرف في الطاقم الفني لوفاق سطيف ومن خلال هذه المسيرة المشرفة بات بقاءه من غير عمل مبهما في الوقت الراهن وهو ما أرجعه المعني دائما لأزمة الرجال وهو ما سنطلع عليه خلال هذا الحوار….
ناصر بن شيحة مرحبا بك ضيفا وأخا عزيزا في جريدة الروح الرياضية
والله كل الشكر لكم طاقم جريدة «الروح الرياضية « التي نتمنى لها مزيدا من الرقي في الحقل الإعلامي.
طلقت كرة اليد لأجل كرة القدم
نبدأ من الانطلاقة فحدثنا كيف كانت حيث علمنا أنك كنت بادئ الأمر لاعبا ممتازا في كرة اليد فكيف تغيرت الأحوال من حال إلى حال ؟
الانطلاقة في عالم الكرة كانت كما تعلمون من المدينة الجديدة الحي الذي تربيت فيه حيث كنت حسب شهادة من كان يتابعني وبتواضع بطبيعة الحال لاعبا مهاريا أما فيما يخص كرة اليد فكنت أمارسها في المدرسة وكنت نظرا لخفتي حينها ألعب في مركز لاعب موزع «بيفو» لكن تعلقي بكرة القدم جعلني أتغاضى عن ممارسة الكرة الصغيرة واخترت مكانها الكرة الكبيرة لكن لمسها باليد ظل لصيقا بطبعي فآثرت إلا اللعب في منصب حارس مرمى – يقولها مازحا – .
فضل سريع غليزان دين في رقبتي
الجماهير تعرفك في مولودية وهران فحدثنا عن الفرق التي لعبت لها غير المولودية ؟
بالفعل بدأت ممارسة الكرة بشكل رسمي بادئ الأمر مع نادي الجيش الشعبي الوطني في صنف الاصاغر أين كان يشرف علي المدربان القديران عبابو وسعدو بعدها تنقلت وجهة اتحاد وهران ثم نادي البريد والمواصلات ولعبت لفائدة الفئات الصغرى لمولودية وهران وعدت بعدها لنادي ليزمو وكنت ألعب ضمن صنف الأكابر وأنا لا زلت حينها في صنف الأواسط وحصل لي الشرف وأن لعبت ضد لاعبين مهاريين من أمثال الإخوة بن جحان وأيضا سبع البشير وبلقدروسي وبودخيل يوسف وكذا حداد محمود والهواري بلقاسم ومختار مصطفى .
وبالعودة إلى سؤالك أقول بأنني ظهرت في مجال الأضواء بفضل فريق سريع غليزان الذي قضيت معه مدة أربع مواسم لعبنا من خلالها على المراتب الأولى وحصل لي الشرف أن لعبت الأدوار التصفوية للمنافسة القارية مع السريع حين تحصلنا على المرتبة الثانية في البطولة الوطنية أمام شبيبة القبائل حينها.
المرحومين فريحة وبديار أصّرا على أن ألعب للمولودية
فكيف تم التحاقك بصفوف الحمراوة بعد تجربة غليزان التي عمرت فيها لمدة أربع سنوات؟
بعد ظهوري بشكل مشرف مع أسود مينا تلقيت اتصالا من المرحومين العملاقين في مولودية وهران بديار وفريحة من أجل تقمص ألوان الحمري فوافقت بلا تردد باعتبار أن هذا الأمر لا يحفز فقط بل يعطيك شرف ما بعده شرف والحمد لله أن الأرشيف وشهادات الناس تصنفني من بين أحسن الحراس الذين مروا على فريق مولودية وهران وهذا بحد ذاته وسام أتشرف بوضعه في بالماريسي الرياضي كلاعب علما أنني توجت مع المولودية بطل الجزائر مرتين متتاليتين خلال موسمي 1992 و1993.
و مثلما تجري العادة مع كل لاعب ومع التقدم في السن آثرت الرحيل عن المولودية فأين كانت الوجهة بعدها ؟
نعم إنها سنة الله في خلقه فلا حال يدوم في عالم كرة القدم فبعدها انتقلت نحو الجارة جمعية وهران التي اتصل بي رئيسها حينها مودوب واقترح علي مهمة لاعب ومدرب في آن واحد فقبلت المهمة وكانت أولى خطواتي في التدريب.
نعرف عن بن شيحة أنه رجل المهمات الصعبة خصوصا في فرق الأقسام السفلى فحدثنا عن هذه التجربة بالذات ؟
بعدما علقت القفازات وتقاعدت عن اللعب كانت لي أول تجربة في عالم التدريب مع فريق عين مران الذي لم يكن يسمع له صيت وحققت معه الصعود لموسمين متتاليين وعندما نفذت المهمة بنجاح أصبحت أعمل كرجل مطافئ حيث يناديني أي نادي مغمور وأحقق له الصعود وأخص بالذكر هنا فريق بطيوة الذي حققت معه الصعود لأربع سنوات متتالية ثم اتجهت بعدها للتدريب نحو فريق مدينة المحروقات أولمبي أرزيو والمتحدث بلا فخر هو الذي قدم شريف الوزاني لعالم التدريب حيث كان مساعدا لي في الأولمبي ومن هنا بدأت قصته مع عالم التدريب .
جميع من علمته حرفا في التدريب طعنني في الظهر
لكن من خلال نبرة صوتك نحس أنك تعرضت لخيبات أمل في عالم التدريب فإن لم يكن لديك مانع هل ترويها لنا ؟ أول
يا أخي أقولها من منبركم أنه عدة فرق قدمت لها خدمات جليلة وايضا عدة لاعبين لا داعي لذكر اسمائهم لعبوا إلى جانبي جعلت منهم مدربين وكانوا نكرة في عالم التدريب قبل ذلك لكن مثلما يقول المثل تمسكنوا حتى تمكنوا فلا أحد لحد الآن يتذكر خير بن شيحة فخيرا تعمل شرا تلقى والحديث قياس.
لقيت نكران الجميل من جباري
وماذا عن رؤساء الأندية هل لقيت منهم أيضا نكران الجميل ؟
نعم سأروي لك وللقراء أيضا في أحد المواسم عندما كانت المولودية على مشارف السقوط ونحن على عتبة ثلاث لقاءات من نهاية البطولة وفي حين تخلى عن المولودية حينها نجومها ورفضوا اللعب وإكمال المشوار اتصل بي الرئيس جباري حينها وطلب مني الإشراف على الفريق فقمت بمهمة انتحارية حيث قمت باستدعاء عناصر فريق الرديف من بينهم شعيب توفيق وريحي وكذا الحارس وامان الذي اضطررت لإقحامه كحارس وهو يبلغ من العمر ستة عشر سنة حينها وحققنا المعجزة وحافظت على البقاء وكان جزائي من جزاء سنيمار حيث استغنى عن خدماتي جباري وأرجع النجوم الذين غادروا في وقت كانت المولودية في أمس الحاجة لخدماتهم وأمثلة نكران الجميل إذا بقيت أعددها فلن تكفي صفحات جريدتكم لاستيعابها.
تتويجاتي كمدرب شاهدة على مسيرتي
لكن رغم ذلك رجعت مرة أخرى للمولودية وحققت معها ألقاب دولية ؟
آه لقد كانت سنوات لا تنسى في عهد رئيس لا زلنا نترحم على روحه وهو الأب الروحي للمولودية ومحبوب أنصارها قاسم بليمام رحمه الله حيث استطعت برفقة زميلي الحبيب بن ميمون التتويج بالكأس العربية في بيروت وكذلك في دمشق بسوريا وتلقيت حينها اتصالا كي أدرب إحدى الفرق هناك لكن الظروف لم تسمح لي بالبقاء.
لقبت حينها من قبل الإعلامي الشهير مصطفى الآغا بالمدرب الشاعر ؟
لقد رفعت علم بلدي عاليا سواءا من ناحية النتائج أو من الناحية اللغوية والحمد لله الجميع رفع لي القبعة وأنا محبوب من الجماهير أينما توجهت وليس لدي أعداء.
المولودية تستاهل مدرسة كروية
نعود بك مرة أخرى صوب مولودية وهران فما تعليقك على الأداء الذي أضحت تقدمه في الوقت الراهن ؟
والله مولودية وهران بحق تنطبق عليها عبارة عملاق بأرجل من طين فينبغي لمثل هكذا فريق أن يكون له مدرسة كروية خاصة به فمن غير المعقول أن يكون كل حراس مرماه من خارج الولاية مع احتراماتي للساكنين خارج الولاية كي لا يفهم كلامي قصدا بطريق الخطأ وأزيدكم أنه حتى التسيير ليس في المستوى فالرئيس الحالي لا يفقه كرة القدم حيث في إحدى المرات وليس على سبيل الهزل بل شر البلية ما يضحك عندما أراد الطاقم الفني الاستغناء عن أحد الحراس قال لهم الرئيس الحالي من يتلقى كما من الأهداف خلال ضربات الترجيح في التدريبات عليكم بتسريحه فبالله عليك أهكذا تريد المولودية أن تتقدم.
بليمام أحسن رئيس للأندية لكل الأوقات
نأتي الآن إلى فقرة أسئلة على السريع ونبدأها بأحسن رئيس في بلادنا ؟
بلا تردد أجيبك المرحوم قاسم بليمام وأيضا السيد شاوش غانم الذي بفضله تحصلت على الشقة التي اسكن فيها في الوقت الحالي فكانا نعم المسيران اللذان يفقهان كرة القدم ومن فضلك ضع تحتها سطرين.
بلومي أحسن لاعب أنجبته الجزائر
وماذا عن أحسن لاعب في تاريخ الجزائر ؟
لخضر بلومي الساحر.
وماذا عن أحسن لاعب في المولودية ؟
عبد الحفيظ تاسفاوت بدون تردد فهو مهندس داخل وخارج الملعب
حدثنا الآن عن الفريق الوطني وما يفعله بخصومه من أفاعيل في الوقت الراهن؟
لقد انتظرنا طويلا حتى جاءنا الفرج مع بلماضي فهذا الرجل لا يفقه الثقافة التكتيكية فحسب فهو يغير طريقة اللعب في أي وقت ويتحور مع كل خصم فقراءته للعب ممتازة وسر نجاحه يكمن بالدرجة الأولى في فرض نفسه.
كلمة أخيرة
أود من منبركم أن أترحم على والدتي وأشكرها على كل ما فعلت لنا نحن عائلة بن شيحة فطيب الله ثراها كما لا أنسى أن ابلغ سلامي لأخي حنيفي المتواجد في أرض الغربة والذي لم أره منذ أربع سنوات وأتمنى الخير للجميع والله يهدينا لبعضنا البعض.
حاوره لكحل محمد