اختتم المنتخب الوطني تصفيات كأس إفريقيا 2025، بأفضل طريقة ممكنة ومن جميع النواحي، بعدما اكتسح منتخب ليبيريا بنتيجة 5 مقابل 1، بملعب «حسين آيت أحمد» بتيزي وزو، في لقاء تاريخي وأجواء خيالية لن تنساها كرة القدم الجزائرية، ليحقق الخضر تأهلا سهلا وسيطرة مطلقة على المجموعة الخامسة برصيد 16 نقطة على بعد 8 نقاط من الوصيف غينيا الاستوائية.
وبواقع خمس انتصارات وتعادل مع تسجيل 16 هدف وتلقي هدفين فقط، ما يؤكد العودة القوية لرفقاء القائد رياض محرز تحت قيادة الناخب الوطني فلاديمير يبتكوفيتش، في انتظار استكمال المهمة الأخرى وهي التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026.
الإستقرار على الخطة التكتيكية 3-4-3
وخرج المنتخب الوطني بعدة نقاط إيجابية من هذه التصفيات وبالتحديد من المباريات الأخيرة، لاسيما بعد ضمان التأهل قبل جولتين من نهاية المنافسة، إذ عمد الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش على استغلال الظروف ووضعية الخضر من أجل تجريب خطط تكتيكية ومعاينة أكبر عدد من اللاعبين، ويبدو أن التقني البوسني قد استقر على خطة جديدة من أجل توظيف عناصره تكتيكيا بالنظر لثراء التعداد فنيا وبشريا، إذ اعتمد على خطى 3-4-3 التي كانت مناسبة وأتت بثمارها من خلال الاعتماد عليها في عدة مباريات وآخرها لقاء ليبيريا خاصة مع التغييرات التي أحدثها مقارنة بمباراة غينيا الاستوائية التي حسمها التعادل السلبي، حيث كانت النجاعة الهجومية حاضرة ونشاط كبير في الأطراف مع تحول سريع للدفاع في ظل تواجد عطال يمينا وحجام على الجهة اليسرى، ليستقر بذلك التقني البوسني على هذه الخطة والأرجح أنه سيطبقها في المواعيد المقبلة وحسب ظروف المباريات.
إشراك 22 لاعباً ما عدا توبة وماندريا
وبالرغم من اعتماده على العناصر المعتادة والتعامل مع مواجهتي غينيا الاستوائية وليبيريا بكل جدية رافضا إحداث تغييرات على التركيبة، إلا أن المدرب بيتكوفيش، استغل هذين المواجهتين واعتمد على جل التعداد بإشراك 22 لاعبا من أصل 24 في القائمة مع إعفاء مازة وبلومي، ما عدا الحارس أنتوني ماندريا مفضلا زميليه ألكسندر أوكيدجة وأليكسيس قندوز، وكذا المدافع أحمد توبة الذي لم يشارك ولا دقيقة في المواجهتين، بينما أقحم جميع العناصر الأخرى وأحدث تغييرات في اللقاءين، لتتسع رؤيته بالنسبة للتشكيلة ويكسب نظرة شاملة على اللاعبين فرديا وجماعيا، تحضيرا للتحديات المقبلة التي ستنتظر «الخضر» وأهمها تصفيات مونديال 2026 التي ستستأنف شهر مارس المقبل.
عبد اللي يخطف الأنظار ويكسب نقاطاً إضافية
ومن بين النقاط المضيئة في فترة التوقف الدولية المنقضية، هي بروز النجم حيماد عبدلي رغم دخوله بديلا في الدقيقة 75، حيث استغل هذه الدقائق والفرصة التي منحها إياه بيتكوفيتش، بأفضل طريقة ممكنة بالنظر للمستوى الذي قدمه والاستقرار الذي منحه لوسط الميدان بفضل تمريراته المتقنة، وكانت إحداها حاسمة للبديل الآخر محمد الأمين عمورة الذي سجل الخامس، ليؤكد نجم نادي أنجي أحقيته بالتواجد مع «الخضر» ويحقق عودة ناجحة بعد غياب طويل عن القائمة، ويكون بذلك ورقة أخرى رابحة في يد الطاقم الفني، خاصة إذا استمر في التألق مع ناديه الفرنسي.
شياخة يكتشف أجواء الخضر
ومن بين المكاسب التي حققها المنتخب الوطني في التربص الذي اختتم مساء أول أمس بمواجهة ليبيريا، هو مشاركة أمين شياخة لأول مرّة بقميص «الخضر»، وذلك لدقائق معدودة أمام منتخب غينيا الاستوائية يوم الخميس الماضي بالعاصمة مالابو، ولو أنّ الجماهير الجزائرية كان تتمنى رؤيته بملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو خاصة وأنّ المواجهة كانت شكلية بالنسبة لـ «محاربي الصحراء» بما أنّهم كانوا متأهلين سلفا، وبالتالي كانت ستكون الفرصة مواتية للوقوف على إمكانيات جوهرة نادي كوبنهاغن الدنماركي الذي يصفه المتتبعون بـ «خليفة سليماني»، غير أنّ التقني السويسري كان له كلام آخر.
شايبي يعود لأجواء المنافسة مع المنتخب
استعاد الدولي الجزائري فارس شايبي أجواء المنافسة مجددا مع المنتخب الوطني بعد الفترة الصعبة التي عاشها مؤخرا سواء مع المنتخب بإبعاده منذ شهر مارس الماضي بقرار من المدرب فلاديمير بيتكوفيتش لأسباب انضباطية، أو خروجه من مخططات مدربه في إنتراخت فرانكفورت الألماني خلال المباريات الأخيرة من «البوندسليغا»، لتكون بذلك عودته إلى المنتخب ومشاركته أساسيا في مواجهة أول أمس أمام ليبيريا بمثابة صفحة جديدة مع «الخضر» ستنعكس بشكل إيجابي على مستوياته مع ناديه الألماني.
محرز يستعيد توهجه وعمورة «البديل الذهبي»
وكانت مواجهة ليبيريا فرصة لقائد المنتخب الوطني رياض محرز لاستعادة بريقه مع «الخضر» مجددا، وذلك بعد تراجع مستوياته في اللقاءات الأخيرة ما جعل الجماهير تطالب باستبعاده من التشكيلة الأساسية، غير أنّ ما قدمّه نجم الأهلي السعودي بملعب تيزي وزو الجديد بتسجيله لـهدفه الـ 32 بألوان المنتخب وكسر النحس الذي طارده في 12 مباراة كاملة على التوالي، كان بمثابة ردّ على الانتقادات التي تعرّض لها في وقت سابق، خاصة وكان أحد أفضل اللاعبين في اللقاء، إلى جانب المهاجم محمد الأمين عمورة، الذي ظهر بمستويات راقية رغم مشاركته احتياطيا، حيث تمكّن من تقديم تمريرة حاسمة لغويري في الهدف الرابع، قبل أن يسجّل الهدف الخامس لـ «محاربي الصحراء» بطريقة رائعة، وهو ما جعل المتتبعين يؤكّدون بأنّ مهاجم فولفسبورغ الألماني، يصلح كجوكير حقيقي بالنسبة لبيتكوفيتش، خاصة وأنّه لا يقدّم نفس المستويات حين مشاركته أساسيا.