لم يكن محمد الأمين عمورة، نجم المنتخب الوطني والمهاجم المتألق في صفوف نادي فولفسبورغ الألماني، يتوقع أن يجد نفسه في مركز متأخر ضمن ترتيب أسرع لاعبي الدوري الألماني «البوندسليغا». فبعد أن اشتهر بسرعته الفائقة منذ انطلاق مسيرته الكروية، سواء مع لوغانو السويسري أو سانت جيلواز البلجيكي، تفاجأ خريج مدرسة وفاق سطيف بحلوله في المرتبة السابعة عشرة.
ووفقًا لصحيفة «كيكر» الألمانية، سجل عمورة سرعة قصوى بلغت 35.58 كم/ساعة، وهو رقم جيد، لكنه لم يكن كافيًا لوضعه في المراكز العشرة الأولى. في المقابل، تصدر سيرولد كونتاه، لاعب هايدنهايم، الترتيب بسرعة قصوى بلغت 36.82 كم/ساعة، مما يبرز الفارق الضئيل الذي قد يفصل اللاعبين في هذا النوع من الترتيب. وفي حديثه مع يومية «كيكر»، أبدى عمورة نوعًا من الاندهاش من مركزه، خاصة وأنه لطالما اعتبر نفسه من بين أسرع اللاعبين في الدوري الألماني. لكنه، كعادته، لم يبدِ أي استياء، بل ركز على الأهداف الجماعية، مؤكدًا أن الأولوية ليست للأرقام الفردية. وقال عمورة في تصريحاته: «الحصول على أرقام جيدة أمر رائع، لكن هذا لا يعتبر أولوية بالنسبة لي، الأهم أن يحقق فريقي نتائج جيدة.» وأضاف: «بطبيعة الحال أعمل دائما من أجل الوصول لأرقام مميزة، خاصة من ناحية التهديف وتقديم التمريرات الحاسمة، لكن الأولوية للفريق في نهاية المطاف.» تصريحات عمورة عكست نضجه الكبير ورغبته في تحقيق النجاح الجماعي مع فولفسبورغ. فنجم المنتخب الوطني، رغم صغر سنه، يدرك جيدًا أن الأرقام الفردية ليست سوى جزء من القصة، وأن مساهمته في تحقيق أهداف الفريق هي الأهم. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن السرعة شكلت سلاحًا حاسمًا في مسيرة عمورة، حيث لطالما كان المدربون الذين أشرفوا عليه يفضلون إشراكه كجناح، رغم كونه رأس حربة صريحًا. بفضل سرعته، استطاع محمد الأمين عمورة التكيف مع أدوار مختلفة على أرض الملعب، مما زاد من قيمته التكتيكية في عيون المدربين. إلى جانب السرعة، برز عمورة هذا الموسم كواحد من أبرز نجوم فولفسبورغ، حيث لعب 12 مباراة، ساهم خلالها في 12 هدفًا، منها 5 أهداف سجلها بنفسه و7 تمريرات حاسمة. هذه الأرقام تؤكد أن ابن مدينة جيجل لا يعتمد فقط على سرعته، بل يمتلك مهارات أخرى تجعله لاعبًا مؤثرًا في الخط الأمامي لفريقه. ومع استمرار الموسم، يبدو أن عمورة عازم على إثبات قيمته كلاعب متكامل، وليس فقط كعدّاء سريع. تصريحه بأن «الأولوية للفريق في نهاية المطاف» يعكس الروح الجماعية التي يتمتع بها، وهي ميزة نادرة في عالم كرة القدم، حيث يفضل العديد من اللاعبين التركيز على مجدهم الفردي.
في النهاية، قد يكون تصنيف «الأسرع» مهمًا للبعض، لكنه بالتأكيد ليس الهدف الرئيسي لعمورة. فلاعب الخضر يدرك أن الألقاب الجماعية هي التي تصنع التاريخ، ويبدو أنه في الطريق الصحيح لتحقيق ذلك مع فولفسبورغ، حيث يطمح لمساعدة فريقه على احتلال مركز مؤهل للمنافسات الأوروبية. ورغم حلوله في المركز السابع عشر من حيث السرعة، فإن عمورة، بأهدافه وتمريراته الحاسمة، أثبت أنه أسرع بكثير في طريقه نحو المجد.