أسفرت قرعة كأس الأمم الأفريقية 2025 عن مجموعة مفتوحة على كل الاحتمالات بالنسبة إلى المنتخب الوطني الذي سيصطدم بمنتخبات بوركينافاسو وغينيا الاستوائية والسودان، على أمل أن يتجاوز الإخفاق المتكرر في آخر نسختين بالخروج من الدور الأول بطريقة مخيبة لآمال الجماهير الجزائري العريضة. وجاء المنتخب الوطني في المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبين اعتاد على مواجهاتهما في الفترة الأخيرة، بوركينافاسو وغينيا الاستوائية، ومنتخب السودان الشقيق في استنساخ لتجربة كأس أمم أفريقيا الماضية عندما لعب «الخضر» إلى جانب منتخب عربي آخر هو منتخب موريتانيا. محاربو الصحراء سيخوضون مبارياتهم في الدور الأول على ملعب مولاي الحسن الجديد في الرباط، حيث سيستهلون المنافسة بمواجهة منتخب السودان يوم 24 ديسمبر المقبل، قبل أن يواجهوا بوركينافاسو بعد 4 أيام، ثم غينيا الاستوائية يوم 31 ديسمبر. ويتطلع الخضر لتجاوز آثار المشاركتين المخيبتين في كأس أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون و2023 بكوت ديفوار على التوالي، أين غادروا البطولة بقيادة جمال بلماضي من الدور الأول، لكن ذلك لن يكون بالسهولة المتوقعة في ظل ملاحقة بوركينافاسو وغينيا الاستوائية للمنتخب الجزائري في المواعيد المهمة. وسيستهل المنتخب الوطني مشواره في «كان 2025، بملاقاة منتخب السودان في صدام عربي بطعم إفريقي، والتي ستكون السادسة بين الفريقين، بخمس لقاءات رسمية وودية واحدة، وينحاز التاريخ، لمصلحة المنتخب الجزائري على كافة الأصعدة، إذ حقق «الخضر» أربع انتصارات، في حين كان التعادل سيد الموقف في مباراتين،، حيث كانت أول مباراة بين الجزائر والسودان في 12 ديسمبر 1980، بمدينة قسنطينة، خلال ذهاب الدور الثاني للتصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 1982، وفازت الجزائر بهدفين دون رد، بينما كان آخر لقاء بين الفريقين يوم الفاتح ديسمبر 2021، ضمن الجولة الأولى من بطولة كأس العرب بقطر، وشهدت تفوق واضح لرفقاء بغداد بونجاح الذين تفوقوا برباعية نظيفة. وبهذه المعطيات سيدخل أشبال بيتكوفيتش المباراة الأولى من دور المجموعات المبرمجة يوم الأربعاء 24 ديسمبر المقبل في ثوب المرشح أمام المنتخب السوداني صاحب المرتبة الـ113 عالميا، علما أن الفريقين لم يسبق لهما وأن التقيا من قبل في نهائيات كأس أمم إفريقيا. وتأهل منتخب «صقور الجديان» عن المجموعة السادسة باحتلاله المرتبة الثانية وراء أنغولا المتصدر، اثر تحقيقه لانتصارين وتعادلين وهزيمتين، كما تمكن من إقصاء منتخب غانا. ومعلوم أن منتخب السودان سيشارك للمرة العاشرة في تاريخه في هذه المنافسة بعدما غاب عن طبعة 2023 بكوت ديفوار. ويدخل منتخب المحاربين غمار «كان 2025» المقبلة برقم سلبي وصادم في المواجهات المباشرة مع منتخبي بوركينافاسو وغينيا الاستوائية في الفترة الأخيرة، فباحتساب المواجهات الست الأخيرة نلاحظ بأن الخضر لم يفوزوا إلا مرة واحدة في ست مباريات كاملة، وهو رقم سلبي ومقلق. وواجه زملاء رياض محرز منتخب بوركينافاسو في ثلاث مباريات مهمة خلال السنوات الأخيرة، منها مباراتان في تصفيات مونديال 2022 (مرحلة المجموعات) تعادل فيها المنتخبان، (1-1) خارج الجزائر و(2-2) على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة عام 2021 (المباراة الأخيرة في مرحلة المجموعات)، وكاد المنتخب الوطني أن يضيع التأهل إلى المباراة الفاصلة آنذاك، حيث كان الفوز يكفى بوركينافاسو للتأهل. وتقابل المنتخبان مرة أخرى خلال كأس الأمم الأفريقية 2023 التي جرت بداية عام 2024 بكوت ديفوار، وتعادل محاربو الصحراء مع «الخيول» مرة أخرى خلال مباراة الجولة الثانية في المجموعة الرابعة بنتيجة (2-2)، وكان «الخضر» منهزمين في المباراة إلى غاية الدقيقة الـ90+5 عندما أدرك بغداد بونجاح هدف التعادل. بالمقابل لم تكن حصيلة الخضر إيجابية في مواجهة غينيا الاستوائية، حيث تقابلا في ثلاث مناسبات منذ عام 2022، ففي اللقاء الأول خلال «كان 2021» بالكاميرون خسر «الخضر» بهدف نظيف، وأسهمت تلك الخسارة في توديع أشبال بلماضي تلك البطولة من الدور الأول. وتكررت المواجهة بين المنتخبين خلال تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 في المجموعة الخامسة، حيث فاز محاربو الصحراء في لقاء الذهاب بهدفين دون رد شهر سبتمبر، قبل أن يتعادلوا سلبًا في لقاء العودة بمالابو شهر نوفمبر ليتأهل المنتخبان معًا إلى الطبعة الـ35 من كأس أفريقيا. وفي المجمل لعب الخضر ست مباريات على التوالي مع منتخبي بوركينافاسو وغينيا الاستوائية تعادلوا في أربع منها، وفازوا في واحدة وخسروا أخرى، في وقت لم يفوزوا فيه على منتخب بوركينافاسو في ثلاث مواجهات على التوالي، ما يؤكد صعوبة المهمة التي تنتظرهم في المغرب.