يبدو أن نادي مارسيليا الفرنسي لم يكتف بعد بتدعيم صفوفه بمواهب جزائرية، فبعد التعاقد مع غويري وبن ناصر في الميركاتو الشتوي، تواصل الإدارة البحث عن تعزيزات جديدة، وهذه المرة تضع أعينها على نجم منتخب الجزائر على مستوى خط الوسط.
ورغم انتهاء فترة الانتقالات الشتوية، لا يزال النادي مهتمًا بضم نجم جديد يرتدي قميص «الخضر»، وسط توقعات بصفقة قد ترى النور في الصيف المقبل. ولطالما كان نادي الجنوب الفرنسي وجهة مفضلة للاعبين الجزائريين بفضل القاعدة الجماهيرية الكبيرة للفريق في شمال أفريقيا، وخلال فترة الانتقالات الأخيرة، أثبتت الإدارة رغبتها في تعزيز هذا الارتباط من خلال التعاقد مع الثنائي الموهوب غويري وبن ناصر. لكن يبدو أن المشروع لم ينته بعد، إذ تسعى الإدارة إلى جلب موهبة أخرى قد تشكل إضافة قوية في المستقبل القريب. اللاعب المستهدف هذه المرة ليس بغريب عن الدوري الفرنسي، بل تألق في الفترة الأخيرة مع فريقه الحالي، ما جعله يدخل دائرة اهتمام أندية عديدة، على رأسها مارسيليا الذي يراقبه عن كثب. ورغم أن المفاوضات لم تكلل بالنجاح خلال الشتاء الماضي، لم تغلق الأبواب بعد بل قد نشهد تحركا جديدا في الصيف المقبل. نجم المنتخب الوطني المستهدف يبلغ من العمر 25 عاما، ويقدم مستويات رائعة في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، مما جعله محط اهتمام أندية بارزة تسعى إلى الظفر بخدماته. عقده مع ناديه الحالي يمتد حتى عام 2026، لكن بفضل الأداء الاستثنائي الذي يقدمه، فإن رحيله إلى نادٍ أكثر طموحًا يبدو مسألة وقت لا أكثر. في الصيف الماضي، حاول نادي سانت إيتيان ضمه لكنه لم ينجح في ذلك، ما يفتح الباب أمام مارسيليا لاستغلال الفرصة هذه المرة. فهل نشهد قريبا مثلثا جزائريا داخل الفريق بعد التوقيع مع غويري وبن ناصر في ميركاتو الشتاء؟ الأمر يبدو واردا، خاصة مع اقتراب الموسم الجديد وبدء التخطيط للانتقالات الصيفية.
حيماد الإسم الجديد على رادار مارسيليا
وحسب موقع «سبور» الفرنسي، فإن الموهبة التي تستهدفها إدارة مارسيليا هي حيماد عبد اللي، نجم الخضر ونادي أنجي، إذ جعله تألقه في الموسمين الأخيرين واحدًا من أبرز لاعبي فريقه، حيث أظهر قدرة كبيرة على التحكم في الإيقاع وصناعة اللعب، إلى جانب مهاراته الدفاعية القوية. مارسيليا يدرك تمامًا أن صفقة عبد اللي لن تكون سهلة، خاصة مع اهتمام أندية أخرى بخدماته، لكن المشروع الرياضي الذي يقدمه النادي قد يكون عاملا حاسما في إقناع اللاعب بارتداء القميص الأزرق والأبيض، فهل نشهد انضمامه قريبًا إلى كتيبة «الخضر» في مارسيليا إلى جانب غويري وبن ناصر الصيف المقبل.
سهام الإنتقادات تطال بن ناصر وغويري مجدداً
من جهة أخرى ما زالت سهام انتقادات الإعلام الفرنسي تطول الثنائي ري أمين غويري وإسماعيل بن ناصر، المنضمين حديثًا إلى نادي أولمبيك مارسيليا في الانتقالات الشتوية للموسم الحالي 2024-2025. لقد أسدل أمين الستار على 3 سنوات متواصلة في أروقة ستاد رين، وأمضى على عقد يربطه بمارسيليا إلى صيف 2029، في صفقة ناهزت قيمتها المادية 19 مليون يورو. أما بن ناصر فقد اختار الانفصال عن ميلان الإيطالي الذي دافع عن ألوانه في السنوات الست الماضية، ليتشح بألوان مارسيليا على سبيل الإعارة لستة أشهر مع إمكانية تفعيل بند الشراء الدائم في الصيف المقبل.
بعد الخسارة السبت (0-1) أمام لانس في الجولة 25 من الدوري المحلي، لم يتورع الإعلام الفرنسي في مواصلة هجومه ضد غويري وبن ناصر، وهذه المرة مع الصحفي الشهير دانيال ريولو. وهاجم ريولو الثنائي الجزائري عبر برنامج «أفتر فوت» الذي تبثه إذاعة «آرامسي» قائلًا إن صفقات مارسيليا الشتوية لم تصنع الحدث، وأن جماهير الفريق تبالغ في تقييم صفقاتها الجديدة، ومنها بن ناصر وغويري. وأوضح ريولو ساخرًا من مستويات بن ناصر مع الفريق: «شهدت طريقة لعب مارسيليا انحدارًا ملحوظًا منذ أن بدأ بن ناصر اللعب في خط الوسط، لقد قيل لنا إنه نجم عالمي». تصريحات ريولو المعروف بصنع الجدل، ما هي إلا حلقة في مسلسل الهجوم الفرنسي ضد الثنائي الجزائري، ففي فبراير الماضي، وجه اللاعب الفرنسي السابق كريستوف دوغاري انتقادات لاذعة إلى بن ناصر وغويري. وقال دوغاري إنه تم منح مارسيليا اللاعبين الذين أرادهم المدرب في الميركاتو الشتوي، ومع ذلك ما زال الفريق مملًا، قبل أن يشير إلى بن ناصر تحديدًا ويقول: «إنه لا يقدم شيئًا، إنه يمرر فقط إلى الخلف». ويضيف مستهزئًا بالثنائي الجزائري: «لا يجب الاعتقاد بأن بن ناصر وغويري عبقريان أو ظاهرتان في كرة القدم، هل بن ناصر أفضل من لاعب مارسيليا رونجييه؟ لم يفعل أي شيء للفريق منذ وفادته». في الحقيقة، فإن مردود بن ناصر وغويري ليس بالسوء الذي يصوره الإعلام الفرنسي وبعض الصحف الموالية لفريق أولمبيك مارسيليا، حيث يقدمان مستويات جيدة، إن لم تكن ممتازة.
الواقع يُنافي الهجوم الفرنسي ضد غويري وبن ناصر
غويري على سبيل المثال، سجل 3 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة مع مارسيليا منذ وفادته للفريق، ليزيح المهاجم الفرنسي نيل ماوباي من التشكيلة الرئيسة ويأخذ مكانه بكل قوة. ليس كذلك فحسب، بل إن أمين حصد جائزة لاعب شهر فبراير في الدوري الفرنسي، متفوقًا على كل نجوم المسابقة، وفي مقدمتهم ثنائي باريس سان جيرمان، عثمان ديمبيلي وأشرف حكيمي. أما بن ناصر فقد خاض 5 مباريات منذ قدومه للفريق، وقد ترك انطباعًا جيدًا، وبالعودة إلى المنصات الإحصائية، فإن تنقيط اللاعب في المباريات الخمسة كان كالتالي وفق منصة «فوت موب»
- ضد أنجي (8.3)
- ضد سانت إيتيان (7.1)
- ضد أوكسير (7.2)
- ضد نانت (6.6)
- ضد لانس (7.3)