نفى المدير الفني للمنتخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش فرضية أن تكون مباراتا بوتسوانا وموزمبيق المقبلتين للخضر، حاسمتين في حسابات التأهل إلى مونديال 2026 رغم اعترافه بأهمية تسجيل الفوز لتعبيد طريق التأهل، مشيرًا إلى أن اللعب نهارًا خلال شهر رمضان أمام بوتسوانا صعب، لكن الجميع مصمم على تجاوز هذا العائق.
وقال بيتكوفيتش يوم أمس الاثنين خلال المؤتمر الصحفي التقديمي لمعسكر «محاربي الصحراء» استعدادًا لاستئناف تصفيات المونديال: «المباراتان مهمتان لكنهما ليستا حاسمتين. في كل مباراة نبدأها، نريد أن نلعبها بنسبة مائة بالمائة من قدراتنا ومن أجل الفوز أيضًا». وتابع: «نحن نحترم منافسينا، بالنسبة لبوتسوانا ستكون المباراة معقدة، لأنهم سيبذلون كل ما في وسعهم للحاق بنا في جدول الترتيب والاقتراب من التأهل»، مضيفًا: «يجب أن نفوز أمام بوتسوانا لأن ذلك سيسهل من مهمتنا في المباراة التي تليها أمام موزمبيق».
رفض التحجج بمشكلة اللعب نهاراً وعاملي الصوم والحرارة
بيتكوفيتش رفض التحجج بمشكلة اللعب نهارًا خلال شهر رمضان رغم اعترافه بصعوبة المهمة، وصرح: «المباراة تقام في الساعة الثانية بعد الظهر، ونعم، هذا ليس معتادًا (منتخب بوتسوانا لعب العديد من مبارياته ليلًا سابقًا)»، وأضاف: «ستكون درجة الحرارة هناك مرتفعة، لكنها ستكون المشكلة ذاتها للمنتخبين. سنبذل قصارى جهدنا لتجاوز هذه العقبات والتركيز على أنفسنا وإمكاناتنا». بيتكوفيتش تحدث عن الإصابات الكثيرة في صفوف «الخضر»، حيث يعرف المنتخب الوطني الكثير من الغيابات قبل مواجهتي بوتسوانا وموزمبيق بسبب فيروس الإصابة الذي ضرب العديد من اللاعبين وبصفة متلاحقة، حيث تأكد غياب رامز زروقي ومحمد الأمين توغاي وحسام عوار وبغداد بونجاح حتى قبل الإعلان عن القائمة النهائية للمعسكر، قبل أن يلحق لاعبون آخرون بالقائمة أمثال إسماعيل بن ناصر وأنتوني ماندريا وأنيس حاج موسى مع انطلاق المعسكر يوم أمس الاثنين. وقال بيتكوفيتش بخصوص هذه المشكلة: «إنه وضع خاص بالنسبة للكثير من المنتخبات وليس للجزائر فقط، الرزنامة مضغوطة والعديد من اللاعبين يلعبون الكثير من المباريات ما يعرضهم للإصابة»، في إشارة إلى توالي المباريات وكثافتها. وزاد: «بن ناصر أراد حقًا أن يشارك في المعسكر. إنه أمر مؤسف»، وأوضح: «لقد سجل بداية جيدة للغايةمع أولمبيك مارسيليا وأردت أن أبدأ هاتين المباراتين معه»، وأردف: «عشية المباراة ضد باريس سان جيرمان عانى من مشكلة عضلية، لكن الفحوصات أكدت أن إصابته ليست خطيرة». قبل أن يضيف بخصوص مدى تأثير ذلك على أداء المنتخب قائلًا: «صحيح لدينا الكثير من الغيابات، لكنها أيضًا فرصة للاعبين المتاحين لإظهار أنفسهم وتأكيد قدراتهم، كما أنها فرصة للمنتخب الوطني لإظهار قدرته على تجاوز هذا العائق وإظهار مستواه العام».
«عودة بلايلي جاءت في الوقت المناسب»
من جانب أخر أشاد فلاديمير بيتكوفيتش بنجم الترجي التونسي يوسف بلايلي العائد إلى صفوف «الخضر» بعد فترة غياب طويلة جدًا، مشيرًا إلى استحقاقه لهذه العودة بفضل مستوياته الكبيرة، في وقت أكد فيه بأن عدم توجيه الدعوة للمتألق عادل بولبينة هو «أفضل قرار له»، كما دافع عن استدعاء سعيد بن رحمة وأكد بأنه يستحق ذلك لأنه لاعب مهم للمنتخب. وقال بيتكوفيتش في هذا الخصوص خلال المؤتمر الصحفي ردًا على سؤال بخصوص خياراته الفنية، ومنها استدعاؤه لسعيد بن رحمة نجم نادي نيوم السعودي: «بن رحمة لاعب مهم جدًا للمنتخب الوطني». وأضاف: «لقد كان جيدًا في كل المباريات التي لعبها مع المنتخب، لا يمكنه أن يضيع كل إمكاناته بمجرد لعبه شهرين في السعودية بعد رحيله عن نادي ليون»، وأكد: «لدينا معلومات تؤكد بأن حالته البدنية أفضل مما كانت عليه عندما كان يلعب في أولمبيك ليون». ولم يتردد بيتكوفيتش في الإشادة باللاعب يوسف بلايلي العائد إلى صفوف المنتخب الوطني بعد غياب استمر لأزيد من عام كامل، وصرح بهذا الخصوص: «أظن بأنه الوقت المناسب لعودة بلايلي»، وأوضح: «خاصة أنه يقدم أداءً ثابتًا مع فريقه الترجي التونسي». وكان استبعاد نجم مولودية الجزائر السابق عن صفوف «الخضر» منذ مجيء بيتكوفيتش تسبب في حالة جدل واسعة بالجزائر، سواء لدى وسائل الإعلام أو الجماهير، قبل أن يستقر بيتكوفيتش على استدعائه لأول مرة إلى معسكر تحت إشرافه.
«وضع بن رحمة في السعودية أفضل من ليون»
كما أكد فلاديمير بيتكوفيتش في تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي أنه وقف على الضجة الإعلامية الكبيرة التي رافقت استدعاء سعيد بن رحمة لاعب نادي نيوم الناشط في الدرجة السعودية الثانية. وفاجأ بيتكوفيتش الجميع حين أكد أن وضع بن رحمة في الدرجة السعودية الثانية أفضل من ليون، الأمر الذي يقصد به حتما الجانب البدني بما أن اللاعب يشارك باستمرار، دون أن يقدم شيئا يذكر رغم ضعف المنافسة. وقال المدرب البوسني حول هذه القضية التي أسالت الكثير من الحبر: «رأيت أن الصحافة انتقدت استدعاء بن رحمة، إنه لاعب مهم بالنسبة لنا وأداؤه معنا يجعله لاعبا ذو أولوية». وأضاف: «ليس لأنه ينشط في الدرجة السعودية الثانية منذ شهرين فقط سيفقد أرقامه، إنه في حالة أفضل بدنيا مما كان عليه في ليون»، وتشير هذه التصريحات إلى أن بيتكوفيش راضٍ كل الرضا عن بن رحمة، ومن غير المستبعد أن يعتمد عليه كأساسي بدلا من العائد يوسف بلايلي. وأضاف الناخب الوطني متحدثا حول استدعاء أوكيدجة الذي أثير الكثير حول استدعائه أيضا بما أنه بعيد عن المنافسة: «أوكيدجة مهم جدا بالنسبة لنا، هو جزء من المجموعة وهو مندمج فيها للغاية، نحن نضغط دائما لأجل أن يحظى اللاعبون بدقائق في أنديتهم، لكننا نريد تقديم الدعم للاعبين الذين يواجهون صعوبات هناك».
«ناير كان تحت المراقبة وقررت منحه فرصة»
وكشف الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، سبب توجيهه الدعوى لأل مرة، للاعب نادي غانغون الفرنسي، صهيب ناير، للمشاركة في تربص مارس الجاري. وقال بتكوفيتش، في هذا الخصوص، خلال ندوته الصحفية: «ناير كان تحت المعاينة، لدينا مراقبين يزودوننا بالمعلومات، ونحن من يدير هذا الأمر». كما أضاف: «كرة القدم تسير بسرعة كبيرة، شخصيا لم أكن أعتقد أنه سيكون معنا في البداية، لقد كان لدينا أربعة لاعبي محور، لذلك سأعطيه فرصته». وأردف: «هو يملك الصفات التي تساعدنا هاة تطوير لعبنا في الميدان، ومن المهم أن يقاتل الفريق لتحقيق نتائج عالية جدًا، ناير في غانغون، لديه الكثير من المسؤوليات ويتمتع بعقلية جيدة للغاية». وتابع فلاديمير بيتكوفيتش: «أي لاعب يتميز، لديه الفرصة للانضمام إلى المنتخب الوطني، الباب لا يزال مفتوحا مرة أخرى».
«عدم استدعاء بولبينة هو أفضل خيار حالياً»
وحرص المدرب السويسري على توضيح موقفه بخصوص بعض الخيارات الفنية، ومنها اللغط الذي صاحب عدم استدعاءه لهداف الدوري الجزائري عادل بولبينة، وقال: «هناك بعض اللاعبين المثيرين للاهتمام في الدوري، لقد تابعنا الكثير من المباريات وحتى عندما لا نكون في الملاعب هناك من يقوم بهذه المهمة لنا». وتابع: «بولبينة لاعب مهم لنادي بارادو، إنه لاعب شاب يبلغ من العمر 21 عامًا وقد بدأ مسيرته الاحترافية للتو. عدم استدعائه حاليًا هو الخيار الأفضل»، في إشارة إلى رغبته في عدم الضغط عليه كثيرًا ومنحه الوقت الكافي للتأكيد والتطور بهدوء قبل أن يكون في المنتخب الأول. كما رد مدرب لاتسيو الأسبق على الانتقادات التي طالته بعد استدعائه للحارس ألكسندر أوكيدجة، وصرح: «إنه حارس مهم بالنسبة لنا ولروح المجموعة»، وأضاف: «لم أقل قط إن اللاعب الذي ليس لديه وقت لعب كاف لن يتم استدعاؤه»، وزاد: «لقد قمت بالفعل في وقت سابق باستدعاء اللاعبين الذين كانوا يواجهون صعوبة، وأولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة وهم مهمون لنا». أما عن عدم استدعائه لبعض اللاعبين المتألقين ومنهم نجم نادي شارل لوروا البلجيكي، ياسين تيطراوي، فأكد بيتكوفيتش: «هناك العديد من اللاعبين المثيرين للاهتمام بالنسبة للمنتخب الوطني بما في ذلك تيطراوي»، مضيفًا: «يجب أن يجد الاستمرارية وثبات المستوى في ناديه، كما أن لديه منافسة قوية في مركزه (وسط الميدان)، استدعيت خمسة لاعبين لمركزين أو ثلاثة في الوسط، وقد اخترت اللاعبين الذين أراهم الأفضل حاليًا». فيما يخص اللاعب عمر رفيق، ذكر بيتكوفيتش أنه كان ضمن القائمة الموسعة للمنتخب الوطني الجزائري في وقت سابق. وعلى الرغم من ذلك، لن يتطرق المدرب الوطني للحديث عن اللاعبين الذين لا يرغبون في تمثيل المنتخب الوطني الجزائري. ورغم ذلك، تمنى بيتكوفيتش كل التوفيق لعمر رفيق في مشواره الكروي، مؤكدًا أنه يتمنى له مستقبلا مشرقا. ويستعد المنتخب الوطني لمواجهة نظيره البوتسواني يوم 21 مارس المقبل في الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2026، على ملعب عوبيد إيتاني تشيلومي بمدينة فرانسيس تاون، قبل أن يستضيف منتخب موزمبيق في الجولة السادسة يوم 25 مارس على ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو. ويحتل «الخضر» حاليًا صدارة المجموعة السابعة برصيد 9 نقاط، متقدمين على موزمبيق بفارق الأهداف، وأمام منتخبات لم تقل كلمتها النهائية بعد في التصفيات، ومنها منتخب غينيا الذي يتوفر في رصيده 6 نقاط، وهو المنتخب الذي فاز على الجزائر بملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة الجزائرية في الجولة الثالثة بهدفين لهدف.