لطالما كانت الدولة الجزائرية الرفيق الأول والدائم للأندية الرياضية وبخاصة فرق كرة القدم وهو ما تجلى عبر التاريخ بداية من الإصلاح الرياضي أواخر سبعينيات القرن الماضي وصولا لعهد الاحتراف الذي دخلته الكرة الجزائرية سنة 2010 بإنشاء أندية ذات طابع احترافي بنمط اقتصادي كشركات رياضية ذات أسهم من بينها فريق مولودية وهران العريق وشركة هيبروك المختصة في النقل البحري للمحروقات.
التي تعد أحد فروع الشركة الأم سوناطراك بعدما أقدم في السنوات القليلة الماضية صناع القرار في السلطة على تمليك المؤسسات العمومية ذات الطابع الاقتصادي والتجاري للنوادي المحترفة حتى تصبح فروعا تابعة لها وهو ما تجلى في عدة أندية منها مولودية الجزائر مع شركة «سوناطراك»، اتحاد العاصمة مع «سيربور»، شباب بلوزداد مع مجمع «مدار»، وفاق سطيف رفقة «سونلغاز»، شبيبة القبائل ومؤسسة «موبيليس»، شبيبة الساورة رفقة «إينافور» وشباب قسنطينة مع «آبار» إضافة إلى تمويل شركة «جيكا» لجمعية الشلف و«كوسيدار» لنجم مقرة «جازي» ستقوم بتمويل اتحاد بسكرة وشركة نفطال لتمويل مولودية البيض ليبقى ترجي مستغانم من دون ممول رفقة نادي بارادو الذي يملكه خواص.
وبين هذا وذاك لم تكن نتائج مولودية وهران جيدة رغم قدوم شركة هيبروك التي ضخت أموالا كبيرة بغية إعادة الفريق لسابق عهده لكن لم يحدث شيء من هذا القبيل رغم تطلعات أنصار وعشاق اللونين الأحمر والأبيض بمستقبل ناجح للفريق الأول في غرب الفريق حتى وصف البعض أن قدوم الشركة كان نقمة بعدما لعب الفريق لموسمين على تفادي السقوط.
موسم كارثي بلغة الأرقام لأعرق أندية الغرب الجزائري
وأسدل الستار على موسم 2024–2025 لمولودية وهران بنتائج أقل بكثير من التطلعات، رغم واحدة من أضخم الميزانيات في تاريخ النادي التي وفرتها شركة هيبروك والتي وصفت من قبل العديد بأنها الأضخم في الدوري الجزائري هذا الموسم، وبين تغييرات فنية متكررة، وانتدابات شتوية عديدة، وتعيينات إدارية بارزة، لم ينجح «الأمسيو» في تحقيق أي هدف يُرضي القاعدة الجماهيرية الكبيرة لـ الحمراوة، مكتفين بـالمرتبة التاسعة في جدول الترتيب بـ40 نقطة، وبتوديع كأس الجمهورية من الدور ثمن النهائي، ليسجّل الفريق موسمًا مخيبا للآمال على كافة المستويات.
من المرحوم بوزيدي إلى عمراني… تغييرات فنية دون فاعلية
بدأت مولودية وهران الموسم مع المدرب المرحوم يوسف بوزيدي، الذي أشرف على التحضيرات الصيفية بمدينة إزميت التركية، وحقق فوزًا في الجولة الافتتاحية أمام شبيبة الساورة، قبل أن يتعثر أمام ترجي مستغانم ويتعادل مع أولمبي الشلف، حيث سجل الفريق تحت قيادته 3 أهداف واستقبل هدفين في أول 3 مباريات، ما دفع الإدارة إلى إقالته مبكرًا بسبب النتائج السلبية، ليخلفه المدرب المالي إيريك شال، الذي قاد الفريق في 13 مباراة، منها مباراتان في كأس الجمهورية. حقق خلالها 6 انتصارات (منها 2 في الكأس)، وتعادل في مباراتين، وخسر 5 مباريات، وسجل الفريق خلال فترته 13 هدفًا واستقبل 10، قبل أن يرحل فجأة لتدريب المنتخب الأول لنيجيريا، تاركًا المولودية متأهلة إلى ثمن نهائي كأس الجمهورية.
لاحقًا، تولّى عبد القادر عمراني تدريب الفريق حتى نهاية الموسم، وقاده في 15 مباراة، فاز في 7، وخسر 7، وتعادل في واحدة، وسجل الفريق خلالها 19 هدفًا واستقبل 12. وودّع منافسة الكأس على يد اتحاد الحراش في ثمن النهائي، لتتبخر آخر آمال الأنصار في تحقيق لقب.
ميزانية ضخمة، انتدابات بالجملة ونتائج هزيلة
رغم النشاط الكبير خلال الميركاتو الشتوي، حيث تعاقدت الإدارة مع 5 لاعبين جدد هم الغابوني عمر جوب، الموريتاني سيد أحمد عبلة، بالإضافة إلى عمار بورديم، عزيز مولاي، ودليل حسن خوجة، إلا أن الفريق لم ينجح في تحقيق القفزة النوعية المنشودة، وسط استمرار غياب الاستقرار الفني، وتراجع أداء المجموعة، إلى جانب معاناة بعض المستقدمين من إصابات مزمنة.
وكان الفريق قد عقد عدة صفقات خلال الميركاتو الصيفي لم تكن موفقة في جلها خاصة الصفقة التي أثارت ضجة إعلامية كبيرة والمتعلقة بالدولي يانيس حماش الذي لم يلعب أي دقيقة مع الفريق بداعي الإصابة وبراتب قياسي في تاريخ البطولة.
كما عيّنت الإدارة اللاعب الدولي السابق مراد مزيان في منصب المدير الرياضي، في محاولة لإعادة ترتيب البيت الداخلي. ورغم نواياه الطيبة وتصريحاته المتفائلة، إلا أن هذا التعيين لم ينعكس إيجابيًا على نتائج الفريق، التي ظلّت متذبذبة حتى الجولة الأخيرة.
نهاية مخيبة وأسئلة تنتظر الإجابة
أنهت مولودية وهران موسمها بـ14 فوزًا (12 في البطولة و2 في كأس الجمهورية)، مقابل 15 خسارة، وتعادلين فقط، مسجلةً 35 هدفًا واستقبلت 24 هدفًا. ليُسدل الستار على موسم مخيب للآمال، وسط غضب جماهيري كبير وتساؤلات مشروعة حول مصير ميزانية ضخمة صُرفت دون تحقيق أي نتائج.
وفي ظل فوضى تسييرية واضحة، تبقى الآمال معلّقة على مراجعة شاملة تمسّ الإدارة والشركة المالكة هيبروك، الطاقم الفني، ومنظومة التسيير المالي، من أجل تصحيح المسار وتحقيق نتائج تليق بتاريخ «الحمراوة» في الموسم القادم.
رغم الموسم المخيب، الأمسيو تنهي البطولة كأفضل فريق داخل الديار
اختتمت مولودية وهران موسمها الكروي 2024-2025 بأفضل صورة ممكنة على مستوى المباريات داخل الديار، حيث تصدّرت قائمة أفضل الأندية في الرابطة المحترفة الأولى داخل ملعبها، متفوقة على جميع منافسيها في هذا الجانب.
ووفق الإحصائيات الرسمية، فقد خاضت «الحمراوة» 15 مباراة على أرضية ميدانهم، تمكنوا خلالها من تحقيق 11 انتصاراً كاملاً، مقابل تعادلين أمام كل من جمعية الشلف واتحاد خنشلة، فيما سقطوا في خسارتين فقط، الأولى كانت أمام شباب بلوزداد، والثانية أمام مولودية الجزائر.
هذا الأداء المميز منح أشبال المدرب عمراني ورفاق الحارس المتألق عقون ليونارد، الريادة في الترتيب الخاص بالمواجهات داخل الديار، متجاوزين أندية بارزة اعتادت الهيمنة على هذه الفئة، وهو ما يعكس قوة الفريق داخل ملعبه وثقة اللاعبين عند اللعب أمام جمهورهم.
ورغم أن نتائج الفريق خارج الديار لم تكن بنفس القوة، إلا أن هذا التفوق داخل القواعد ساهم بشكل كبير في ضمان بقاء الفريق ضمن كوكبة الأندية المنافسة في وسط الترتيب، وأكد عودة الروح للمولودية هذا الموسم، خاصة في ظل الدعم الجماهيري الكبير الذي رافق الفريق طيلة الموسم.
ويُنتظر أن يكون هذا التفوق حافزًا إضافيًا للإدارة والطاقم الفني للتحضير الجيد للموسم المقبل، من خلال الحفاظ على استقرار التشكيلة، وتعزيز الصفوف بلاعبين قادرين على رفع المستوى خارج الديار، وهو الجانب الذي كلف الفريق نقاطًا ثمينة خلال الموسم المنقضي.
عمراني باقٍ في منصبه ويُحدد قائمة المسرحين والمستهدفين الجدد
أنهى عبد القادر عمراني المدير الفني لفريق مولودية وهران إعداد تقريره الفني الخاص بقائمة الحمراوية في الموسم المقبل ومدى حاجته إلى صفقات جديدة لتعزيز تشكيلة مولودية وهران الموسم المقبل. ووضع عبدالقادر عمراني في حسابات مولودية وهران إستبعاد 11 لاعبا من القائمة مع تعزيز صفوف الفريق بعدد لا يقل عن 8 صفقات جديدة قابلة للزيادة في ميركاتو مولودية وهران المرتقب. وحدد عبدالقادر عمراني قائمة بالصفقات السوبر المطلوبة في مولودية وهران خلال الميركاتو الصيفي من بينها نجم جزائري كبير يلعب في أحد دوريات شمال إفريقيا كصفقة مطلوبة لتعزيز الحمراوية. ويترقب عبدالقادر عمراني مدرب مولودية وهران عقد اجتماعا مع إدارة الحمراوية ومراد مزيان لحسم موقفه من البقاء في منصبه أو الرحيل بعد نهاية موسم مولودية وهران .
مولودية وهران بأنصار من ذهب ينتظرون عودة العملاق لمكانته
ومع هذه المعطيات ومع ترقب أنصار مولودية وهران في تغييرات جدرية على مستوى هرم الإدارة برحيل المجلس المسير الحالي بقيادة شكيب غوماري وانتظار تنصيب حجيوي من قبل هيبروك يأمل عشاق اللونين الأحمر والأبيض في رحيل جماعي للمسيريين وحتى العديد من اللاعبين وبناء فريق تنافسي يعيد بريق أعرق أندية الغرب الجزائري واستعادة أمجاده الضائعة لأكثر من ربع قرن حيث يعد الحمراوة السند الأول للفريق والرجل 12 بأتم معنى الكلمة سواء في الوفاء للألوان أو في دعم النادي في أحلك الظروف.
محمد عبد الإله