الجزء الأول
طريق النجاح والنجومية ليست سهلة كما يعتقد البعض، خاصة في عالم كرة القدم وقد تواجه الإنسان الكثير من العراقيل للوصول إلى مبتغاه ومن بين أزقة وأحياء وساحات المدارس والملاعب الترابية لبلدية مرسى الكبير التابعة لدائرة عين الترك بوهران ظهرت موهبة نادرة، كان ينتظر منها مستقبل زاهر في عالم الساحرة المستديرة وبشهادة كل من تابعها وأمتع عينيه بما كانت تقدمه من فن كروي وهي في عمر الزهور.
في مدينة مرسى الكبير إذا، ولد ونشأ وترعرع سيد أحمد عواج، عشق كرة القدم منذ الصغر واعتبرها جزء أساسيا في حياته فبدأ ممارسة لعبته المفضلة في الأزقة والشوارع قبل أن ينتقل لممارسة اللعبة مع الفئات الصغرى لفريق مسقط رأسه جمعية المرسى قبل التحول إلى المدرسة التاريخية مولودية وهران، لتبدأ معالم ميلاد أسطورة تلوح في الأفاق.
الروح الرياضية وكعادتها ضمن ركن ضيف الأسبوع استضافت صانع أفراح الجزائريين في مونديال العسكر ذات يوم من عام 2011 على أرض أساطير الكرة بيلي، زيكو، سكرتكس والأجيال التي جاءت بعدهم، تابعوه في الحوار التالي.
ـ بداية قدم نفسك لقراء الجريدة
سيد أحمد عواج من مواليد 2 جويلية 1991 بوهران، لاعب كرة قدم في منصب وسط ميدان هجومي، أقيم ببلدية مرسى الكبير، حاليا أنا ضمن نادي الخلود السعودي ولعبت الموسم الماضي مع نادي بيشة الناشط في القسم الثاني السعودي على سبيل الإعارة.
ـ حدثنا عن بدايتك مع الساحرة المستديرة
بدايتي كانت مع فريق جمعية مرسى الكبير، أين تربيت ونشأت في صنف البراعم، وأتذكر حينها أننا لعبنا ضد براعم نادي مولودية وهران فلفت أدائي الطاقم الفني للمولودية فقرروا ضمي لفريق الأمسيو والمدرب الذي اكتشفني من جانب المولودية هو الشيخ الناصر، الذي يسكن في حي سيدي الهواري والذي أوجه له تحية تقدير بهذه المناسبة وكان بمثابة كشاف مواهب لصالح المولودية، ثم قام بترقيتي لأصاغر المولودية في موسم 2002- 2003، حيث لعبت تحت إشراف الحاج مرين.
ـقبل مجيئك للمولودية من هو المدرب الذي كان له الفضل في تكوينك؟
المدرب الذي ترك لمسة وبصمة في مسيرتي الكروية يوم كنت ضمن الفئات الصغرى لجمعية مرسى الكبير، اسمه الشيخ لخضر، المدعو لوباز وأيضا سمير بن حماشة اللذان كانت لهما مساهمة كبيرة في تكويني وتلقيني أبجديات كرة القدم، وأتذكر حينها كنت لازلت في صنف البراعم لكن رغم ذلك كانا يمنحاني الفرصة للعب مع من هم أكبر مني سنا في صنف الأصاغر، وفي مولودية وهران لعبت حوالي ثلاثة مواسم مع صنف الأصاغر وعند ترقيتي لصنف الأشبال، تم ضمي مباشرة لصنف الأشبال «أ» دون المرور بصنف الأشبال «ب». طبعا عند انضمامي للمولودية لأول مرة خضعت كغيري من الأطفال لعملية التجارب الفنية لمدة ثلاثة أيام بحضور الشيخ الحاج مرين، الذي اختارني وقرر دمجي ضمن صفوف المدرسة الكروية للمولودية، وأتذكر عند بداية البطولة وفي أول مباراة سجلت هدفا مع أصاغر المولودية.
ـ ألم يشكل لك بعد المسافة حاجزا للدراسة في المرسى والتدريبات في وهران؟
أكيد واجهت صعوبات كبيرة لأني حينها كنت أقيم وأدرس في متوسطة بلدية مرسى الكبير وانتقل يوميا للتدرب في وهران حيث عانيت كثيرا من بعد المسافة ومشكل النقل ثم في مرحلة الثانوي تضاعفت المعاناة حيث انتقلت للدراسة في ثانوية عين الترك فزادت متاعبي، لأني كنت بعد إنهاء فترة الدراسة حوالي الساعة الخامسة، أنتقل إلى حي كاسطور بوهران لأجل التدرب، صراحة تعبت كثيرا بسبب هذا الروتين اليومي فقررت التحول إلى ثانوية باستور بوهران حتى أكون قريبا من مقر التدريبات ورغم ذلك كنت أعاني بعد إنهاء التدريبات في وقت متأخر والعودة الى البيت بمرسى الكبير، مثلا في شهر رمضان كنت أصل للبيت بعد آذان الافطار وأحيانا أخرى مع منتصف الليل ثم في الصباح أنهض مبكرا للالتحاق بمقاعد الدراسة في الثانوية ومع ذلك أصريت على مواصلة الدراسة والتدرب لممارسة كرة القدم، اللعبة التي عشقتها منذ الصغر، وبسببها تحديت كل الظروف خاصة الإجتماعية والعائلية كوني أنتمي إلى عائلة متواضعة الحال وعزمت على عدم التخلي عن تحقيق حلمي في ممارسة كرة القدم على المستوى العالي وواصلت اللعب مع الأصناف الصغرى للمولودية حيث تمت ترقيتي كما قلت سابقا من صنف الأصاغر مباشرة إلى فريق الأشبال «أ» دون المرور بفريق الأشبال «ب» وفي صنف الأواسط كنت هدافا للفريق في عامي الأول مع الفريق بحوالي 30 هدفا وكان ذلك في موسم 2008.
ـ كيف تمت ترقيتك لصنف الأكابر مع أنك كنت لازلت ضمن فئة الأواسط؟
كان ذلك في موسم 2008-2009، وأتذكر يومها أننا لعبنا مباراة ودية ضد صنف الأكابر وبسبب رغبتي الكبيرة في خوض هذه المواجهة تغيبت عن الفصل الدراسي وفضلت المشاركة في اللقاء وسجلت ثلاثة أهداف ضد فريق الأكابر ويومها كانت المولودية تلعب من أجل تفادي السقوط وذلك بعدما حققت الصعود وعادت إلى القسم الوطني الأول في عهد المرحوم قاسم بليمام أي في الموسم السابق وكان آنذاك المدرب عمر بلعطوي هو من يقود العارضة الفنية للفريق فطلبوا مني التدرب مع صنف الأكابر وأول مقابلة كانت في تلمسان حيث تعادلنا هناك بنتيجة هدفين مقابل هدفين ومنذ ذلك اللقاء اكتسبت مكانة مع أكابر المولوية في موسم 2008 – 2009.
ـ حدثنا عن أول عقد احترافي مع مولودية وهران
كان ذلك في موسم 2009 -2010 ولمدة 5 سنوات بمقابل 5 ملايين سنتيم في الشهر وذلك تحت إشراف الرئيس الأسبق للمولودية الطيب محياوي، وحينها أدينا موسما رائعا واستدعيت للمنتخب الوطني الأولمبي والمنتخب الوطني العسكري.
ـ ماذا عن استدعائك للمنتخب العسكري ومشاركتك في مونديال برازيل؟
أتذكر أني كنت في تربص مع المنتخب الوطني الأولمبي بسيدي موسى فكلمني أخي المرحوم الذي كان عسكريا رحمه الله وأخبرني أني سأتلقى إتصالا من الجنرال مقداد بن زيان رئيس مصلحة الرياضة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني آنذاك، بشأن الإنضمام للمنتخب الوطني العسكري، في البداية ترددت لأني كنت لا أزال صغيرا، بعدها زارني مسؤولو المنتخب العسكري في سيدي موسى وأقنعوني وأيضا مدربي آيت جودي بضرورة المشاركة مع المنتخب العسكري في المونديال، المهم استشرت والدتي فشجعتني كثيرا على الانضمام للمنتخب العسكري مع الشيخ مهداوي نسال الله له الشفاء.
ـ سجلت هدفا ضد المنتخب المصري والذي منح اللقب للجزائر، كيف كان شعورك حينها؟
المنتخب المصري آنذاك كان يضم أبرز نجوم المنتخب الأول على غرار أحمد فتحي وشيكا بالا وكان الفريق المصري جد قوي، لكن رغم ذلك كان لدي إحساس كبير أني سأسجل ضد المصريين خاصة وأني كنت هدافا للدورة والغريب أني سجلت بقدمي اليمنى وهي نقطة ضعفي وفزنا والحمد لله بلقب المونديال العسكري لسنة 2011 .
ـ ما سبب عدم احترافك في الدوري البلجيكي؟
مباشرة بعد المشاركة في المونديال تلقيت عروضا للإحتراف في الدوري البلجيكي ضمن صفوف «أف سي» بروج وتنقلت إلى مدينة بروج بصحبة المسير كريمو حساني وكان هناك تفاهم واتفاق على تحويلي إلى النادي البلجيكي لكن بعد ذلك ولأسباب مجهولة وقف مسيرو المولودية في طريقي نحو الإحتراف وحرموني من اللعب في أوروبا رغم أن المولودية كانت ستستفيد من تحويلي وبيع عقدي كوني كنت لا أزال مرتبطا بعقد ساري المفعول مع المولودية. وهذا كان بمثابة صدمة كبيرة تلقيتها من طرف يوسف جباري، المهم بعد ذلك عدت للمولودية منهارا نفسيا ومعنويا وكان متبقي من عقدي ثلاث سنوات مع المولودية وانعكس ذلك على أدائي بشكل كبير لأني شعرت وكأن كل أحلامي وطموحاتي تحطمت، كما فقدت الرغبة في ممارسة كرة القدم مع المولودية في ظل الظلم الكبير الذي تعرضت له.
ـ وبعد ذلك ماذا حدث في مسيرتك الكروية؟
بعد ذلك انتقلت الى شبيبة القبائل بإلحاح من المرحوم شريف حناشي الذي تفوق على عروض مولودية الجزائر وشباب قسنطينة، وأدينا موسما رائعا، أنهيناه بمرتبة ثانية على مستوى سلم الترتيب العام ما أهلنا للمشاركة في رابطة أبطال إفريقيا، كما خسرنا نهائي كأس الجزائر بصعوبة أمام مولودية العاصمة بضربات الترجيح…
يتبع
حاوره: بوزيدي زوبير