تزامن تعيين التقني فلاديمير بيتكوفيتش مدربا جديدا للخضر مع استعداد الجزائر لاحتضان دورة ودية رباعية في الفترة بين 22 و26 مارس الجاري، بمشاركة جنوب أفريقيا وبوليفيا وأندورا، وقبل خوض الجولتين الثالثة والرابعة ضد غينيا وأوغندا في الخامس والثامن من جوان المقبل تواليًا، ضمن منافسات المجموعة السابعة التي يتصدرها منتخب الجزائر برصيد ست نقاط بفارق ثلاث نقاط عن بوتسوانا وغينيا وأوغندا وموزمبيق، فيما يحتل الصومال المركز الأخير من دون نقاط. ومنح المدرب السويسري الذي يملك أيضًا الجنسيتين البوسنية والكرواتية، موافقته النهائية للاتحاد الجزائري بعد مفاوضات طويلة بين الجانبين، على أمل النجاح في قيادة «محاربي الصحراء» إلى نهائيات كأس العالم 2026 المقررة بالولايات المتحدة والمكسيك وكندا، بعد أن عجز سلفه جمال بلماضي عن الوصول إلى مونديال قطر 2022. ويرى العارفون بشؤون الكرة والمهتمون بأخبار الفريق الوطني أن الاتحاد الجزائري سيجني ثلاثة إيجابيات في الفترة المقبلة، وذلك بعد تعاقده مع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش لتدريب منتخب الجزائر. أول ما سيستفيد منه الاتحاد الجزائري بعد صفقة المدرب السويسري، هو توفير أموال طائلة مقارنة بما كان عليه الحال مع المدرب السابق جمال بلماضي. وحسب معلومات متوفرةفإن راتب بيتكوفيتش مع منتخب الجزائر سيكون في حدود 130 ألف يورو شهريًا، فيما كان بلماضي يتقاضى نحو 208 آلاف يورو شهريًا. الفارق في الراتب الشهري بين بيتكوفيتش وبلماضي والذي يقارب من 80 ألف يورو، من شأنه أن يريح خزينة الاتحاد الجزائري للعبة، ما جعل العديد من المتابعين يرون أن صفقة المدرب السويسري مربحة من هذا الجانب.
فضلًا عن ذلك، فإن قدوم المدرب بيتكوفيتش من شأنه أن يبعث الروح من جديد في منتخب الجزائر ويمنح الأمل للعديد من اللاعبين الذين عانوا من التهميش في عهد المدرب بلماضي، من أجل العودة مرة أخرى إلى المنتخب الوطني. ويأتي على رأس هؤلاء اللاعبين نجم ليون الفرنسي سعيد بن رحمة إلى جانب لاعب خط الوسط آدم زرقان ومهاجم الغرافة القطري ياسين براهيمي وحتى أمين غويري وغيرهم.. عودة هؤلاء اللاعبين مع إمكانية قدوم آخرين في صورة أمين عدلي وريان شرقي، من شأنه أن يحيي روح المنافسة من جديد لدى «الخضر». وافتقد منتخب الجزائر في الآونة الأخيرة إلى روح المنافسة في المراكز على مستوى الخطوط الثلاثة، في ظل اعتماد بلماضي على نفس الأسماء في التشكيل الأساسي ورفضه لمبدأ التغيير منذ التتويج بنهائيات كأس أمم أفريقيا 2019، لا سيما في البطولات الكبرى. وسيكون المدرب بيتكوفيتش أمام تحد آخر بعيدًا عن النتائج والعمل الميداني، يتمثل في العمل على إعادة المياه لمجاريها بين الناخب الوطني ووسائل الإعلام المحلية، في نقطة إيجابية من المنتظر أن يجنيها الاتحاد الجزائري من التعاقد مع السويسري، وذلك بعد أن شهدت الفترة الماضية العديد من التوترات بين الجانبين في عهد المدرب السابق جمال بلماضي. وخلفت العلاقة السيئة بين المدرب السابق جمال بلماضي وبعض الوجوه الإعلامية في الجزائر، موجة ضغط رهيبة على «محاربي الصحراء» والاتحاد الجزائري لكرة القدم، وبالتالي فإن قدوم بيتكوفيتش من شأنه أن يخفف الضغوط نسبيًا على الأقل خلال الفترة القليلة المقبلة، قبل انطلاق نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 المقررة بالمغرب.