أكد عبد الكريم أوكالي، بطل الجزائر وإفريقيا في رياضة المصارعة، فئة إغريقية–رومانية وزن 77 كلغ، في تصريح ليومية «الروح الرياضية» بعد تأهله إلى دورة الألعاب الأولمبية 2024، عزمه على التألق في سماء باريس بعد ضمانه التأهل إلى المحفل الرياضي الكبير، وتحقق ذلك خلال مشاركته في منافسات الدورة التأهيلية عن قارتي إفريقيا وأوقيانوسيا، التي استضافتها مدينة الإسكندرية المصرية ما بين 22 و24 مارس الجاري.
وقال أوكالي «إنه سعيد كثيرًا بتحقيق تأشيرة التأهل إلى أولمبياد باريس 2024، حيث إن هذا نتاج جهد وتعب مبذول منذ فترة طويلة، وهو حلم تحقق أخيرا بعد محاولات عديدة على مدار ثلاث دورات سابقة، كما أن منافسات الدورة التأهيلية كانت قوية وصعبة وبها منافسة كبيرة، لكن كان علينا تشريف المصارعة الجزائرية». وتابع حديثه قائلًا «إن هدفه الآن هو حصد ميدالية في أولمبياد باريس 2024، حيث إنه سيستعد جيدًا خلال الفترة المقبلة من أجل اعتلاء بوديوم المصارعة في أولمبياد باريس، لكن التحضير للموعد الأولمبي يحتاج تحضيرا خاصا وتربصات مكثفة ومشاركة في دورات ضد منافسين من المستوى العالي».
الدولة ستتكفل بتربصات الرياضيين خارج الوطن
وواصل عبد الكريم أوكالي حديثه قائلًا «أنه يوجه الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون الذي طمأن، خلال إجتماع مجلس الوزراء الذي ترأسه يوم الأحد الماضي، النخبة الوطنية في كل الإختصاصات المشاركة في الألعاب الأولمبية 2024، مؤكدا «أن الدولة على إستعداد تام لتوفير كل الإمكانيات كما سبق لها أن وضعتها بين يدي النخبة الوطنية للمشاركة في الألعاب الأولمبية 2024، بما فيها التكفل بالتربصات خارج الوطن». كما أكد أن التكفل بنخبتنا الوطنية لا يفرق بين النخبة المشاركة في الألعاب الأولمبية والبارالمبية، التي يقع على عاتقها رفع الراية الوطنية في المحافل الرياضية الدولية».
إتحادية المصارعة دعم مستمر ومتواصل للرياضيين
كما وجه أوكالي شكره أيضا للاتحاد الجزائري للمصارعة المشتركة برئاسة السيد دغدغ حمزة على دعمه المستمر والمتواصل للرياضيين خلال الفترة الماضية، كما أنه شكر أسرته على دعمهم ومساندتهم ومساعدتهم المستمرة له وتضحياتهم ووقوفهم بجانبه في كل شيء». يجدر الذكر أن يومية «الروح الرياضية» منحت في وقت سابق قراءها فرصة التعرف عن قرب على بطل رياضة المصارعة، عبد الكريم أوكالي الذي كادت مسيرته أن تتحول إلى كابوس يقينا منها أن حكايته ستكون إلهاما للعديد من الرياضيين على حد سواء أو حتى ممن لا يزاولون الرياضة لكن يحذوهم الطموح وكتابة التاريخ في مجالات أخرى. وهو الأمر الذي ينطبق على بطل المصارعة عبد الكريم أوكالي الذي روى لنا قصة كفاح مرير مع الوصول إلى البوديوم سواء كبطل للجزائر، بطل العرب وإفريقيا وفضية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت بوهران وألقاب وتتويجات أخرى آخرها ذهبية في الألعاب الإفريقية التي جرت مؤخرا بأكرا الغانية وكذا حلم التأهل للأولمبياد الذي راده مرارا وتكرارا إلى أن تحقق أخيرا بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الاعتزال بعد عقوبة لأربع سنوات كاملة بسبب خطأ في تناول بعض الأدوية التي تصنف ضمن الأدوية المنشطة لتتوالى بعدها الضربات والعقبات وعديد الصعوبات الإجتماعية جعلت بطلنا يفكر في الانتحار لعديد المرات لكنه رفع راية التحدي وعاد بقوة وبأكثر مما كان عليه، وحقق حلم المشاركة في الأولمبياد والآن يراوده حلم آخر ألا وهو إعتلاء البوديوم ولما لا جعل النشيد الوطني يدوي في قاعة منافسات المصارعة بباريس إن شاء الله.
سابقة تاريخية في تخصص المصارعة النسوية
هذا وقد افتكّ المنتخب الوطني للمصارعة، ثماني تأشيرات للألعاب الأولمبية 2024. وتحتضن العاصمة الفرنسية باريس تظاهرة الأولمبياد، ما بين جويلية وأوت المقبلَين. وجاء الحصاد الجزائري بعد اختتام فعّاليات الدورة التصفوية الإفريقية للمصارعة، بِمدينة الإسكندرية المصرية. وكان المنتخب الوطني للمصارعة قد شارك بِثمانية رياضيين، كلّهم لدى صنف رجال، في النسخة الماضية من الأولمبياد بِالعاصمة اليابانية طوكيو صيف 2021. يوجد بينهم فرقات وبن فرج الله وسيد عزارة. وعاد وفد المنتخب الوطني للمصارعة من مصر إلى الجزائر، يوم الإثنين. وخلال الدورة الثانية الإفريقية للمصارعة والمؤهلة للألعاب الأولمبية 2024، التي تضع 36 تذكرة مؤهلة إلى موعد باريس، شاركت الجزائر بمجموع 16 رياضيا 6 في المصارعة الإغريقية–الرومانية و6 في المصارعة الحرة و4 في المصارعة النسوية. والمصارعون الذين يبلغون النهائي في كل فئة وزن مدرج في برنامج الألعاب الأولمبية، يقتطعون تأشيرة المرور إلى أولمبياد باريس 2024. لكن المميز هاته المرة كان حصول العنصر النسوي على مقعدين أولمبيين لأول مرة في تاريخ المصارعة الجزائرية، وهذا بفضل العمل الكبير الذي تقوم به الهيئة الجزائرية على مستوى التكوين القاعدي يكفي أن نذكر أنها تقريبا الاتحادية الوحيدة التي لا تعتمد على الإطار الفني الأجنبي وكل نتاجها هو تكوين محلي مائة بالمائة. وبهذا ارتفع عدد الرياضيين الجزائريين المتأهلين إلى الألعاب الاولمبية باريس 2024 إلى 32 رياضي في 10 تخصصات رياضية.
المصارعة الإغريقية–الرومانية
- عبد الكريم فرقات وزن 60 كلغ، اسحاق غايو وزن 67 كلغ، عبد الكريم أوكالي وزن 77 كلغ، بشير سيد عزارة وزن 87 كلغ، فادي روابح وزن 97 كلغ.
مصارعة نسائية
- ابتسام دودو وزن 50 كلغ وشيماء فوزية عويسي وزن 57 كلغ
المصارعة الحرة
- فاتح بن فرج الله وزن 86 كلغ
اللجنةالأولمبيةتشيدبالرعايةالدائمةلرئيسالجمهورية
أشاد الأمين العام للجنة الاولمبية والرياضية الجزائرية «كوا»، خير الدين برباري، بالرعاية الدائمة والدعم المتواصل لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لكل الرياضيين المشاركين في الألعاب الأولمبية والبرالمبية المقبلة بباريس 2024، وهو ما يعكس الاهتمام برياضة المستوى العالي ورياضيي النخبة، من أجل تحقيق النتائج المرجوة وتشريف الراية الوطنية. وأشار خير الدين برباري في تصريح له على هامش دورة كرة القدم داخل القاعة للصحافة الوطنية بالجزائر بالعاصمة أن «الرعاية الدائمة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، هي منذ انطلاق تحضير الرياضيين للألعاب الأولمبية والبرالمبية أي منذ تقريبا 3 سنوات وذلك من خلال وضع إمكانيات خاصة واستحداث ميزانية خاصة للتحضير التي بدأت خلال الألعاب المتوسطية بوهران وهي مستمرة إلى يومنا هذا». وأكد أن هذا الإجراء يعكس العناية المتزايدة للسلطات العليا برياضة المستوى العالي ووضع رياضييها في ظروف مادية ومعنوية ممتازة قصد السماح لهم بتحقيق انجازات وتشريفات أخرى للجزائر في المحافل الرياضية الدولية التي شاركوا فيها والأخرى التي تنتظرهم بمناسبة الموعد الأولمبي والبرالمبي المقبلين. وكان رئيس الجمهورية، قد طمأن، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، النخبة الوطنية المشاركة في الألعاب الأولمبية 2024، مؤكدا «أن الدولة على استعداد تام لتوفر كل الإمكانيات كما سبق لها أن وضعتها بين يدي النخبة الوطنية للمشاركة في الألعاب الأولمبية والبارالمبية 2024 بما فيها التكفل بالتربصات خارج الوطن». ويضيف المسؤول في اللجنة الاولمبية أن هذه الإمكانيات «يضاف إليها الدعم المعنوي لرئيس الجمهورية شخصيا للرياضيين من خلال رسائله التشجيعية الكثيرة والتي تشكل دفعا إيجابيا للرياضي الذي تقع عليه الآن مسؤولية تحقيق النتائج».
تسليم منح التحضير الأولمبي لـ 8 رياضيين
وفيما تعلق بهذه الإعانات الممنوحة من قبل الدولة والمخصصة للتحضير والمشاركة في الموعدين الأولمبيين، أوضح ذات المسؤول أن «التمويل تتكفل به وزارة الشباب والرياضة وستتلقاه مباشرة الاتحاديات الرياضية المعنية بناء على عقد برنامج عمل واضح المعالم. ونحن في اللجنة الاولمبية مهمتنا مرافقة هذه الاتحاديات من خلال تقديم المنح الأولمبية بالنسبة لبعض الرياضيين الموهوبين والمتواجدين ضمن المراتب العشرة الأولى لأحسن الرياضيين في العالم». ولحد الساعة قدمت اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية عن طريق اللجنة الأولمبية الدولية منح التحضير الأولمبي لـ 8 رياضيين بالإضافة إلى رياضيين آخرين قدمت لهم منح إقليمية، فضلا عن منح أخرى تعطى من ميزانية اللجنة الاولمبية والرياضية الجزائرية الخاصة. وطمأن خير الدين برباري الرياضيين أن التواصل والتنسيق قائم بين اللجنة الاولمبية والاتحادات الوطنية بهدف تذليل الصعوبات التي تواجه بعضها في شتى الأمور ذات الصلة المباشرة بتحضير الرياضيين وتمكينهم من الاستفادة من أحسن الظروف. «اللجنة الاولمبية لها جانب من المسؤولية ومهامها واضحة المعالم، لكن الأهم من كل هذا أن يكون هناك تنسيق مستمر من قبل كل الأطراف المعنية من أجل تحقيق هدف واحد يجمعنا وهو تشريف الألوان الوطنية». وعن تحضير رياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة لموعدهم البارالمبي، أكد المتحدث على العناية الخاصة التي توليها السلطات العليا لهذه الشريحة، خاصة وأنهم يعدون من الرياضيين الأبطال الذين شرفوا الراية الوطنية في الألعاب البارالمبية. وأضاف أن «رئيس الجمهورية بنفسه أكد أن التكفل بنخبتنا الوطنية لا يفرق بين النخبة المشاركة في الألعاب الأولمبية والبارالمبية، فاللجنة الاولمبية وفي غياب لجنة برالمبية وطنية تهتم بشؤون رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، تنسق مع الاتحادية الحالية والرياضيين لهم نفس الإمكانيات كالرياضات الأخرى. وبالنسبة لتحضير الرياضيين وتحضيراتهم اللوجيستيكية والتنظيمية، أظن أن الاتحادية الحالية قائمة بالواجب ونحن أيضا لن نبخل عليهم بأي شيء يحتاجون إليه».
طموحات لتأهيل ما بين 35 و45 رياضياً
ويتمثل هدف اللجنة في تأهيل ما بين 35 و45 رياضيا، والتأهل لا تزال آجاله مفتوحة لأشهر أخرى، ولحد الآن ضمن 32 رياضيا ممثلين لعشرة أنواع رياضية تأهلهم إلى الألعاب الأولمبية بباريس 2024 بين 26 جويلية و11 أوت من خلال الدورات التصفوية والبطولات التي شاركوا فيها، فيما ضمن لحد الساعة 16 رياضيا من ذوي الاحتياجات الخاصة في رياضات ألعاب القوى والجيدو والحمل بالقوى والتجديف، بالإضافة إلى منتخب كرة الجرس سيدات تواجدهم في الموعد البارالمبي في انتظار المزيد خلال المنافسات المؤهلة المقبلة التي ستمتد إلى غاية شهر جوان المقبل.
بوزيدي زوبير