جدد عبد الكريم أوكالي مجددا، بطل الجزائر وإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط في رياضة المصارعة، فئة إغريقية–رومانية وزن 77 كلغ، لدى استضافته من طرف يومية «الروح الرياضية»، أول أمس عزمه على التألق في أولمبياد 2024 بباريس بعد ضمانه التأهل إلى المحفل الرياضي الكبير، وقد تحقق ذلك خلال مشاركته في منافسات الدورة التأهيلية عن قارتي إفريقيا وأوقيانوسيا، التي استضافتها مدينة الإسكندرية المصرية ما بين 22 و24 مارس المنصرم.
- المصارعة الجزائرية حققت قفزة نوعية قارياً وعالمياً خلال الآونة الأخيرة
- سأضاعف العمل وحجم التدريبات لضمان الجاهزية للموعد الأولمبي
- الإهتمام بالتكوين القاعدي لضمان الإستمرارية في النتائج المحققة
يذكر أن المصارعة الجزائريـة ستكـون حاضـرة بـ 8 أسمـاء في الموعد الأولمبي حيث افتك مصارعو المنتخب الوطني ثماني بطاقات نحو الحدث الأولمبي، رغم قوة المنافسة التي كانت خاصة بمنطقتي أفريقيا واوقيانوسيا على مدار ثلاث أيام 22، 24، 25 مارس 2024. والأمر يتعلق بكل من عبد الكريم فرڨات 60 كلغ، إسحاق غايو 67 كلغ، عبد الكريم أوكالي 77 كلغ، بشير سيد عزارة 87 كلغ، فادي روابح 97 كلغ، كما تمكنت كل من ابتسام دودو 53 كلغ وشيماء فايزة عويسي 57 كلغ من افتكاك تأشيرة التأهل للحدث الأولمبي، وهي المرة الأولى في تاريخ المصارعة الجزائرية التأهل للأولمبياد لدى السيدات، أما بالنسبة للمصارعة الحرة، فستكون حاضرة بمصارع واحد فقط وهو فاتح بن فرج الله في وزن 86 كلغ الذي أضاف التأشيرة الثامنة للمنتخب الوطني للمصارعة المشتركة. يومية «الروح الرياضية» وفي أحد أعدادها السابقة سلطت الضوء على بطل في رياضة المصارعة، كادت مسيرته أن تتحول إلى كابوس يقينا منها أن حكايته ستكون إلهاما للعديد من الرياضيين على حد سواء أو حتى ممن لا يزاولون الرياضة لكن يحذوهم الطموح وكتابة التاريخ في مجالات أخرى. بطل تحدى كل الصعاب على مدار عقدين من الزمن لينجح في الأخير من تحقيق حلم الطفولة وهو المشاركة في الأولمبياد ومنافسة أبطال العالم في اختصاصه، هذا البطل هو المصارع عبد الكريم أوكالي الذي روى للجريدة قصة كفاح مرير لأجل الوصول إلى البوديوم محليا وقاريا واقليميا وعالميا، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الاعتزال ورفع راية الاستسلام لكنه قرر التمسك براية التحدي وعاد بقوة وبأكثر مما كان عليه سابقا، فاستحق أن يكون قدوة للشباب في تحدي الصعاب.
أولا هنيئا لك التأشيرة الأولمبية وحبذا أن تحدثنا عن الفترة التي تلت مشاركتك في ألعاب البحر المتوسط التي جرت ببلادنا إلى غاية الدورة التأهيلية للموعد الأولمبي.
بعد تتويجي بذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت بمدينة وهران صائفة 2022، شاركت في عديد المنافسات الأخرى حيث حققت الميدالية الذهبية في بطولة إفريقيا التي جرت بمدينة الجديدة عام 2023 وميدالية ذهبية في الألعاب العربية 2023 التي احتضنتها بلادنا وكذا ميدالية ذهبية في الألعاب الافريقية 2024 التي جرت بمدينة أكرا العاصمة الغانية، كما نلت أيضا ميدالية برونزية في بطولة العالم العسكرية التي جرت سنة 2023 و برونزية في دورة التصنيف العالمي التي جرت بمصر وهي دورة بمستوى مونديالي بالنظر للأسماء المشاركة.
حدثنا عن الحلم الذي تحقق وهو التأهل للأولمبياد كيف جرت المنافسة بمصر؟
بعد نهاية الألعاب الإفريقية التي جرت مؤخرا بغانا، سافرنا مباشرة الى مصر حيث أمضينا أسبوعين في التحضير، عشنا نوعا من الضغط النفسي الكبير باعتبار أن المنافسة مؤهلة لموعد أولمبي يعتبر بمثابة حلم لأي رياضي، لكن الحمد لله حققت حلم الطفولة، الحلم الذي أمضيت قرابة 20 سنة من أجله وبعدما عاندني الحظ في التأهل طيلة ثلاثة دورات أولمبية 2012، 2016، 2020، تحقق الحلم في المرة الرابعة . صراحة أنا سعيد جدا بتحقيق تأشيرة التأهل إلى أولمبياد باريس 2024، حيث إن هذا نتاج جهد وتعب مبذول منذ فترة طويلة، كما أن منافسات الدورة التأهيلية كانت قوية وصعبة وبها منافسة كبيرة، لكن تشريف المصارعة الجزائرية والألوان الوطنية كان هو الدافع للمنافسة بكل جدية وإصرار».
هل واجهت صعوبات في التحضير لهذه الدورة التأهيلية؟
طبعا وكالعادة كان عندي مشكل في الوزن، لأنني مضطر للنزول من 82 كلغ وهو وزني الأصلي إلى وزن 77 كلغ الذي أنافس فيه وهذا ليس سهلا، لكن من خلال الالتزام بالحمية والتدريبات استطعت التغلب على هذا المشكل بالخبرة التي اكتسبتها وبشكل خاص بفضل دعم المدربين والتشجيع المعنوي ومتابعتهم اليومية لي ولغيري من الرياضيين.
وكيف تجري التحضيرات للموعد الأولمبي؟
بعد ضمان التأهل لأولمبياد باريس 2024، استفدنا من مدة زمنية للراحة والاسترجاع ثم شرعنا في التحضير البدني خلال تربص تيكجدة وبعدها من المنتظر أن نشارك في معسكر بدولة كرواتيا لمدة 25 يوما بمشاركة أبطال عالمين وأولمبيين من كل القارات وهو أهم محطة تحضرية للموعد الأولمبي ثم المشاركة في دورة خاصة بالتصنيف العالمي وهي الدورة التحضيرية الأخيرة ومن المنتظر أن تتميز بمنافسة شديدة لأنها ترسم طريق الرياضي في منافسات الأولمبياد والتصنيف الجيد يجنب الرياضي مواجهة مصارعين من المستوى العالي في الأدوار الأولى، لكن وبكل صراحة ثلاثة أشهر غير كافية لضمان تحضير جيد، لكني أسعى لمضاعفة العمل خلال التحضيرات ومضاعفة الوقت في التدريبات لضمان الجاهزية لموعد باريس.
ماهي طموحاتك في الأولمبياد؟
صراحة أطمح للحصول على ميدالية أولمبية، لا أحدد لونها، لكن المهم ميدالية أو على الأقل مرتبة بين الأوائل عالميا ولو أن طموحي الأول والأساسي هو كما قلت البوديوم وتشريف بلدي ولتحقيق ذلك سأواصل الاستعداد بشكل جيد خلال الفترة المقبلة من أجل تشريف المصارعة الجزائرية في أولمبياد باريس.
هل عندك فكرة عن المنافسين في فئتك؟
نعم لدي فكرة عن بطل العالم في وزن 77 كلغ ومصارعين آخرين، فقد سبق لي أن واجهت بطل العالم الحالي في كأس العالم وخسرت معه بنتيجة 7 مقابل 5 في مقابلة كانت صعبة على الطرفين، حسمتها خبرة المنافس.
رئيس الجمهورية قدم دعما كبيرا للرياضيين خاصة المتأهلين للأولمبياد وأمر بتوفير كل الظروف لهم حتى يكون التحضير في المستوى حدثنا عن هذا القرار الذي يصب في خانة خدمة الرياضة الجزائرية
أغتنم هذه الفرصة لأوجه كل الشكر للسيد رئيس الجمهورية، الذي قام بحل الكثير من المشاكل التي كانت تعترضنا خلال التحضير وخلال مختلف المنافسات القارية والعالمية، وعلى دعمه المتواصل للرياضيين، صراحة هذا حافز كبير لنا كرياضيين لمواصلة العمل بكل جدية وعزيمة لتشريف بلادنا في المحفل الأولمبي وفي مختلف التظاهرات الرياضية الأخرى.
بخصوص الدورة التأهيلية بمصر والتي شهدت إقتطاع 8 تأشيرات أولمبية… هل هذا يعني أن المصارعة الجزائرية أصبحت حاليا تتصدر المشهد القاري؟
الحمد لله خلال السنوات الأخيرة فرضت الجزائر سيطرتها على الساحة الإفريقية خاصة في تخصص المصارعة الإغريقية الرومانية الذي أنشط فيه رفقة زميلي فرقات وهذا أمام الأبطال المصريين المعروفين بتقاليدهم في هذه الرياضة وبلا مبالغة فقد حققت المصارعة الجزائرية قفزة نوعية كبيرة قاريا وعربيا ومتوسطيا وإن شاء الله عالميا.
بماذا تنصح الاتحادية للحفاظ على هذا النسق المتصاعد لرياضة المصارعة قاريا وعالميا؟
أنصح الإتحادية الجزائرية بمتابعة ومراقبة الأندية والاهتمام بالتكوين القاعدي وانتقاء المواهب الشابة لأنهم يمثلون مستقبل رياضة المصارعة الجزائرية التي تعد تقليدا قديما في الجزائر وخلال السنوات الأخيرة شهدت قفزة نوعية ببلوغ المستوى العالمي ولدينا الكثير من المواهب الشابة القادرة على حصد التتويجات في مختلف التظاهرات الرياضية القارية، الإقليمية وحتى الدولية، وبإمكانها تحقيق نتائج تفوق ما حققناه.
كلمة أخيرة
أشكر جريدة «الروح الرياضية» على هذه الاستضافة الثالثة من نوعها والتي اعتبرها حافزا معنويا ودافعا وإن شاء الله سأبذل قصارى جهدي حتى أكون عند حسن ظن الشعب الجزائري وسلطات بلدي وكل من يدعمني من قريب أو من بعيد وكل ما يمكنني قوله هو أني سأجتهد وأعمل بجد وسأقدم كل التضحيات من أجل اعتلاء البوديوم الأولمبي وتشريف الألوان الوطنية.
ـ حاوره: بوزيدي زوبير