ستكون كرة القدم في الجزائر والمنتخب الوطني على وجه الخصوص أمام عدد من التحديات في العام الجديد 2025، وهذا لتجاوز طابع الفشل والإخفاقات المحققة في السنة السابقة، حتى في الفئات السنية لدى صغار المحاربين التي تفشل كل مرة في الوصول إلى المنافسات القارية والعالمية، وهو حال الأندية المحلية التي تبحث عن تتويج قاري دوري أبطال أفريقيا الغائب عنها منذ تتويج وفاق سطيف باللقب عام 2014، في حين يبقى نادي اتحاد العاصمة هو آخر من توج بلقب كأس الكونفدرالية، في إنجاز حققه قبل عامين.
وسخّرت الدولة رؤوس أموال كبيرة متمثلة في شركات تابعة للقطاع العمومي والخاص، مهمتها الرعاية والاستثمار في الأندية الجزائرية بهدف تحقيق مختلف النجاحات الكروية، مع استفادة هذه الفرق كذلك من ملاعب جديدة وعصرية تسمح بتطوير كرة القدم. ولا يختلف الأمر في ما يخص الخُضر الذي وضع له اتحاد الكرة كل التسهيلات المادية واللوجستية لعلها تسهم في تجاوز الإخفاقات السابقة.
التأهل إلى كأس العالم مطلب الجماهير الجزائرية
وسيكون محاربو الصحراء بقيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش أمام هدف رئيس في سنة 2025، وهو التأهل إلى بطولة كأس العالم المقررة في الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكندا بعد نحو عام ونصف من الآن. وبعد الإخفاق في هذا الهدف خلال آخر نسختين في روسيا 2018 وقطر 2022، يملك رفقاء القائد رياض محرز هذه المرة حظوظاً وافرة لحجز بطاقة الوصول عبر المجموعة السابعة التي يعتلون ترتيبها برصيد تسع نقاط، وتضم منتخبات موزمبيق وغينيا وبوتسوانا وأوغندا والصومال.
تجاوز عقدة الخروج المبكر في كأس أمم إفريقيا
ومنذ فوزه بلقب كأس أمم أفريقيا 2019 في مصر، قدم المنتخب الوطني مردوداً كارثياً في النسختين السابقتين، في الكاميرون عام 2022 ثم ساحل العاج مطلع العام الماضي (2024)، وفيهما فشل رجال المدرب السابق جمال بلماضي في تحقيق الفوز، ومنه كانت النتيجة الخروج من الدور الأول، وهذا تحدٍّ آخر ينتظر فريق المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، الذي سيكون مطالباً في النسخة القادمة التي ستحتضنها المغرب نهاية العام الحالي، بتجاوز هذه العقدة، عبر تحقيق أول فوز في البطولة بعد عجزه عن ذلك في ست مباريات، ثم الحديث عن إمكانية الذهاب بعيداً في هذه المسابقة القارية.
بوڤرة والدفاع عن اللقب العربي رفقة المحليين
بدوره سيكون المنتخب الوطني للاعبين المحليين أمام هدف مهم في عام 2025، وهو الدفاع عن لقبه في كأس العرب المقررة في قطر شهر ديسمبر القادم، بعدما كان هذا البلد شاهداً على فوز الخُضر باللقب عام 2021، تحت قيادة مجيد بوقرة العائد للجهاز الفني، وسيكون مطالباً بتشكيل منتخب قوي من لاعبي الدوري المحلي والأسماء المحترفة في الدوريات العربية، خاصة أن المهمة ستكون أصعب هذه المرة، في ظل وجود العديد من المنتخبات العربية المتطورة والقادرة على الذهاب بعيداً في هذه الدورة المنتظرة.
الأندية الجزائرية تُطارد لقباً قارياً مفقوداً
ورغم أن النتائج التي حققها شباب بلوزداد ومولودية العاصمة في النسخة الحالية لدوري أبطال أفريقيا غير مقنعة، وقد تعصف بهما معاً خارج المسابقة من دور المجموعات، يبقى تحقيق هذا اللقب في عام 2025 حلماً مشروعاً، عطفاً على الأموال الطائلة التي جرى تسخيرها لكل ناد لبلوغ هذا الهدف، عبر ضمها أبرز اللاعبين في الدوري المحلي إلى جانب نجوم دوليين سابقين لهم خبرة كافية على هذا المستوى، أما في مسابقة كأس الكونفدرالية فالأمل يبقى كبيراً مع نادي شباب قسنطينة المتألق هذا الموسم، وهو حال اتحاد العاصمة الذي حقق هذا التاج عام 2023، ولديه كل الإمكانات التي تسمح له باستعادة اللقب الذي فقده لنادي الزمالك المصري في آخر نسخة.