يتنقل اليوم المنتخب الوطني لكرة اليد رجال أكابر إلى كرواتيا عبر رحلة تنطلق من العاصمة بداية من الساعة 11:00 ظهرا، مرورا باسطنبول ( تركيا) من أجل الدخول في آخر تربص تحضيري يمتد إلى غاية 11 جانفي الجاري استعدادا لبطولة العالم المقرر بكل من النرويج والدنمارك وكرواتيا في الفترة الممتدة من 14 جانفي إلى 2 فيفري 2025.
وكان من المقرر التنقل أمس الجمعة إلى كرواتيا بما أن أول مواجهة ودية ستكون غدا الأحد، إلا أنه لأسباب إدارية تأخرت الرحلة إلى اليوم. وواصلت النخبة الوطنية التدريبات في تيبازة وسيكون سباعي الخضر على موعد مع لعب لقاءات ودية تحضيرية، ضد كل من منتخبات قطر، سلوفينيا وكوبا، الثلاثي الذي يحضر هو الآخر للموعد العالمي. وكان الفريق الوطني قد دخل في معسكرا تحضيريا بتيبازة بداية من 26 ديسمبر 2024 بمركز تحضير الفرق الوطنية الأخوة سوكان بفوكة، بتواجد القائمة الموسعة للاعبين الذين تم استدعاؤهم من طرف المدرب الوطني فاروق دهيلي، حيث كان من المقرر لعب مقابلتين وديتين ضد كل من منتخبي العراق وتركيا كمرحلة أولى من التحضيرات، إلا انه بسبب عدم قدوم المنتخبين، اضطر الطاقم الفني إلى العمل بوتيرة أكبر بمعدل حصتين تدريبيتين في اليوم، مع التركيز على إجراء مباريات مصغرة من خلال تقسيم التعداد إلى مجموعات. وتسببت تصريحات لاعبي المنتخب الوطني لكرة اليد حول سوء التحضيرات وعدم حصول بعض زملائهم على التأشيرة قبل السفر المُقرر إلى كرواتيا في ضجة إعلامية وجماهيرية كبيرة جدا، حيث تلقت الاتحادية المعنية انتقادات لاذعة جدا مع تحميلها المسؤولية مُسبقا في حال أي نتائج «سلبية» خلال الحدث العالمي. ووسط الضجة الكبيرة حول موضوع التحضيرات والتأشير، قام وليد صادي وزير الرياضة مساء الخميس بزيارة إلى مركز تجمع وتحضير النخبة الرياضية «الإخوة سوكان» المتواجد بفوكة في ولاية تيبازة، وذلك لـ«الاطلاع عن كثب على ظروف التحضير قبل أيام من موعد بطولة العالم، حيث كان في استقباله رئيسة الاتحاد الجزائرية لكرة اليد ومكتبها المُسير». وتواصل وليد صادي وفقا لما جاء في بيان الوزارة الوصية مع عناصر المنتخب الوطني و«شجعهم على بذل المزيد من المجهودات لتحقيق أفضل النتائج المُمكنة في هذا الموعد العالمي الهام، وتشريف الراية الوطنية عاليا». وتحدث القائد مسعود بركوس عن سير التحضيرات قبل رحلة كرواتيا فقال: «إنه اليوم الأخير لنا في الجزائر قبل سفرنا إلى كرواتيا، التحضيرات فيها الكثير من النقائص مقارنة بما كُنا نطمح إليه، مع الأسف لم نتمكن من تجسيد برنامج العمل مثلما ينبغي بسبب نقص الإمكانيات، فالأمر يتعلق ببطولة العالم ويجب أن تكون التحضيرات في أعلى مستوى». وأضاف بركوس مُتحدثا عن قضية عدم حصول بعض اللاعبين على تأشيرتهم بعد: «لحد الآن لا نملك المعطيات الكاملة، قد تجهز تأشيرات بقية اللاعبين اليوم، في هذا الموضوع يجب أن تُوجه الأسئلة للاتحادية، نحن اللاعبين نحاول التركيز أكثر على التدريبات والملعب، وأتمنى أن تُحل جميع المشاكل قبل سفرنا إلى كرواتيا». ومن جانبه أعرب هشام داود لاعب المُنتخب الوطني عن تذمره من سوء التحضيرات وقال: «أستطيع القول أن التحضيرات كارثية وليست في مستوى بطولة العالم، من المستحيل أن تكون تحضيرات كأس العالم بهذا المستوى، هل ستُحاسب رئيسة اتحادية بديون تُقدر بـ 28 مليار سنتيم؟ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أعطى تعليمات بعد كأس إفريقيا لأجل مساعدة مُنتخب كرة القدم، لقد مر عام كامل ولا شيء قد تجسد». وأتبع داود كلامه قائلا: «الفنادق ترفض استقبالنا لأنها لا تزال تنتظر أموالها السابقة، وفي مثل هذه الأوضاع يكون من المستحيل مجاراة مُنتخبات عالمية أو حتى إفريقية»، وأضاف: «نصف برنامجنا التحضيري سقط في الماء، سنُسافر لمواجهة سلوفينيا و6 لاعبين لا يملكون بعد التأشيرة، هل هذا طبيعي في دولة بحجم الجزائر؟». وعلى غرار بركوس وداود، تحدث أيوب عبدي حول موضوع التأشيرات وقال: «غدا سنسافر إلى كرواتيا، هناك بعض اللاعبين الذين لم يتحصلوا على تأشيرتهم بعد، لا أعرف إن كانوا سيسافرون معنا أم لا، بصراحة هذا المونديال يخيفنا قليلا بسبب نقص التحضيرات، سنذهب لأجل تشريف الجزائر وأتمنى أن نكون قادرين للتأهل على الأقل إلى الدور الرئيسي». وعكس تصريحات اللاعبين، أكد فاروق دهيلي مُدرب المنتخب الوطني لكرة اليد أن التحضيرات جرت في أجواء رائعة وقال: «الفريق مُكتمل ونحن نحضر في أجواء رائعة، نشكر المسؤولين على مركز فوكة والآن نحن نعمل لأجل معالجة الإصابات الطفيفة التي نعاني منها قصد الوصول إلى المنافسة بأفضل حال». وأضاف دهيلي كلامه حول التحضيرات بالقول: «هناك مباريات ودية ألغيت لأسباب يعرفها العام والخاص وهذا ليس في يدنا نحن، يجب أن نكون إيجابيين وأن نُحفز اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم». وتفاعلت الجماهير الجزائرية كثيرا مع تصريحات لاعبي «الخضر» قبل رحلة كرواتيا، سيما ما أدلى به الثنائي مسعود بركوس وهشام داود، حيث أكد الأول أن «التحضيرات فيها الكثير من النقائص»، فيما وصف الثاني التحضيرات بالكارثية وقال: «أستطيع القول أن التحضيرات كارثية وليست في مستوى بطولة العالم، من المستحيل أن تكون تحضيرات كأس العالم بهذا المستوى». للإشارة فإن المنتخب الوطني سيخوض ثلاث مواجهات ودية في كرواتيا أمام كُل من أمام سلوفينيا وكوبا وقطر، فيما يدخل بطولة العالم في منافسة شرسة ضمن مجموعة تضم الدنمارك وإيطاليا وتونس، وبهدف واضح هو التأهل إلى «الدور الرئيسي» على الأقل رغم كُل المشاكل التي أحاطت بتحضيراته.