تحدّث نجم المنتخب الوطني أمين غويري مهاجم أولمبيك مارسيليا الفرنسي، بصراحة لافتة عن كواليس التحاقه بكتيبة محاربي الصحراء كاشفًا أسباب التأخر في اتخاذ قراره، كما وجّه رسائل نارية لبعض اللاعبين مزدوجي الجنسية، وتحديدًا ريان شرقي ومغناس أكليوش.
وتمكن مهاجم الخضر من تقديم مستويات مميزة بقميص مارسيليا، منذ التحاقه بنادي الجنوب الفرنسي في يناير الماضي، حيث نجح في تسجيل 10 أهداف وتقديم 3 تمريرات حاسمة، خلال 13 مباراة خاضها، ليفرض نفسه ضمن أبرز نجوم «الليغ 1» خلال نصف الموسم الثاني. واستهل مهاجم مارسيليا حديثه في حوار مطوّل خصّ به مجلة «أونز مونديال» الفرنسية، بتوضيح الملابسات التي صاحبت قراره بتمثيل الجزائر، نافيًا الشائعات التي انتشرت بشأن تردده أو مماطلته، وقال: «فيما يتعلق باختياري اللعب للمنتخب الوطني، هناك تفاصيل يجب توضيحها». وأضاف أمين غويري: «كثيرون تحدثوا عن الموضوع وأثيرت حوله الكثير من الأقاويل، لكن الحقيقة أن أول تواصل رسمي مع المدرب جمال بلماضي حدث في سبتمبر أو أكتوبر من عام 2023، وانضممت بعدها مباشرة في نوفمبر. قبل ذلك، لم يكن هناك أي تواصل مباشر من طرف الاتحاد أو الطاقم الفني». وزاد: «الناس كانوا يظنون أني أرفض الدعوة، لكن في الواقع لم أتلقَّ أي دعوة أصلاً. كنت ألعب لمنتخب فرنسا لأقل من 23 سنة، ولم يكن من المنطقي أن أرفض تمثيل فرنسا دون أن أكون ضمن مخططات الجزائر. وعندما وصلني الاتصال من بلماضي، لم أتردد لحظة، كنت أنتظر تلك الفرصة منذ زمن». ولمّح أمين غويري خلال حديثه إلى زملائه مزدوجي الجنسية الذين لم يحسموا بعد خياراتهم الدولية، قائلاً بنبرة حازمة: «هناك لاعبون موهوبون مثل ريان شرقي ومغناس أكليوش، نتمنى أن نراهم بقميص المنتخب. نحن نعمل على بناء مجموعة قوية هدفها التتويج بكأس أفريقيا والتأهل إلى كأس العالم». وتابع: «لكن يجب أن يعرف الجميع أن المنتخب يتكوّن الآن، والمدرب هو من يضع التصور الفني. كلما طال التردد، قلّت فرص الالتحاق بهذا المشروع. قد يأتي وقت لا يعود فيه هناك مكان لمن لم يحسم أمره».
«دي زيربي.. مدرب من طراز خاص»
وتحدث أمين غويري بإعجاب كبير عن مدربه الحالي في مارسيليا، الإيطالي روبرتو دي زيربي، معتبرًا إياه من أفضل المدربين الذين تعامل معهم على الإطلاق: «دي زيربي مختلف تمامًا عمن سبقوه. صحيح أنني لعبت تحت إشراف مدربين صارمين، لكن متطلبات هذا الرجل شيء آخر تمامًا. لا يرضى بالمركز الثاني، لا يقبل بالأخطاء، ويتابع أدق التفاصيل». وأوضح أن التدريب معه يتطلب تركيزًا كبيرًا: «أحيانًا يوقف الحصة التدريبية فقط لتعديل تموضع لاعب أو تصحيح حركة بسيطة. أي تهاون قد يكلّفك مقعدك في التشكيلة. يعامل كل مباراة كحالة خاصة، ولكل لاعب دور واضح بحسب المنافس. شخصيًا، أتعلم منه يوميًا، وأشعر أنني أتحسن كثيرًا».
«تشبيهي ببن زيمة أرهقني.. ولونغوريا لا يُنسى»
كما تحدث النجم الجزائري عن المقارنات المتكررة التي رافقته مع نجم ريال مدريد السابق كريم بن زيمة، حيث أوضح: «الناس دائمًا ما ربطوا اسمي ببن زيمة. في البداية، كان ذلك يُسعدني، لكن مع الوقت أصبح الأمر مرهقًا. لا يمكن لأحد تكرار مسيرة الآخر، لكل لاعب طريقه ومساره». وأشاد بأسطورة «الميرينغي» قائلًا: «أُعجبت بعقليته القوية، خصوصًا بعد رحيل رونالدو، حيث تولى القيادة وواصل التألق رغم الانتقادات». كما خص أمين غويري رئيس ناديه، بابلو لونغوريا، بإشادة لافتة، مشيرًا إلى شغفه الكبير بكرة القدم، قائلاً: «لونغوريا هادئ لكن يعشق الكرة بجنون. فاجأني بتذكره لمباراة قديمة لي ضد يوفنتوس عندما كان كشافًا هناك. يتابع التفاصيل بدقة ويعامل اللاعبين باحترام كبير». وختم قائلًا: «قال لي ممازحًا: كنت تسجل كثيرًا ضدنا، والآن سعيد بوجودك معنا. إنه يقود مشروعًا طموحًا في مارسيليا».
نال الثناء مجدداً من المدير الرياضي لمارسيليا
وفي شأن آخر أكد مهدي بن عطية، المدير الرياضي لأولمبيك مارسيليا، أن أمين غويري أثبت جدارته رغم التشكيكات التي واجهته عند التعاقد معه، قائلاً: «في البداية قيل لي إنه لا يملك المؤهلات اللازمة للعب في مركز رقم 9 وأن التعاقد معه خطأ، وهذا يثبت مرة أخرى أنه يجب عليك ترك الناس يعملون، ولا تنصت للمنتقدين؛ هذا هو السبب في أننا لا نستطيع أن نتركهم يعملون». وقد برهن غويري على صحة قرار مارسيليا من خلال أرقام مذهلة منذ انتقاله في الميركاتو الشتوي، حيث سجل 10 أهداف وصنع 3 أخرى في 13 مباراة فقط، ليصبح أحد أهم العناصر الهجومية للفريق. بهذه الأرقام، أصبح غويري دليلاً واضحًا على أن الثقة في المواهب وعدم الانصياع للانتقادات المبكرة يمكن أن يأتي بنتائج استثنائية، وهو ما أكده بن عطية بقوة في تصريحه الأخير.