اتخذت الاتحادية الوطنية لكرة القدم بالتشاور مع الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش قرارًا حاسمًا بشأن مباراته القادمة شهر سبتمبر المقبل، أمام منتخب بوتسوانا، ضمن منافسات الجولة السابعة من تصفيات كأس العالم 2026، والمقرر إقامتها بالاشتراك بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
وكان “الخضر” قد خاضوا مباراتهم الأخيرة بأرض الوطن وديا أمام منتخب رواندا يوم 5 جوان الماضي على ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، وفازوا بهدفين دون رد، استعدادًا لجولة التصفيات القادمة. وقرر الاتحاد الجزائري لكرة القدم إقامة المباراة القادمة على ملعب المجاهد حسين آيت أحمد بمدينة تيزي وزو، في خطوة حاسمة تهدف إلى الاستفادة من الأجواء الإيجابية والدعم الجماهيري الكبير الذي شهده الفريق في مبارياته السابقة على هذا الملعب. ويأتي اختيار ملعب تيزي وزو لما يوفره من أجواء نفسية وتقنية أفضل، بعيدًا عن الضغوط الجماهيرية، إضافة إلى الاستفادة من طاقة الجمهور المحلي المعروف بحماسه وانضباطه، ما يعزز فرص المنتخب في تحقيق نتيجة إيجابية، آخرها الفوز على موزمبيق (5-1). كما جاء هذا القرار بعد مراجعة دقيقة للتجربة السابقة في ملعب “نيلسون مانديلا” ببراقي، الذي كان محل انتقادات واسعة عقب الهزيمة أمام غينيا في جوان من سنة 2024. ودفع هذا الوضع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش إلى المطالبة –وقتها– بتغيير مكان المباريات، بحثًا عن ظروف أفضل تمنح اللاعبين أجواء أكثر استقرارًا وتركيزًا، ليقع الاختيار على ملعب تيزي وزو. ويتصدر المنتخب الوطني مجموعته برصيد 16 نقطة، ويواجه في الجولة السابعة منتخب بوتسوانا، صاحب المركز الثالث بـ9 نقاط، الذي سبق له أن خسر أمام “الخضر” في مارس الماضي بثلاثة أهداف مقابل هدف في مدينة فرانسيس تاون. ويراهن المدير الفني بيتكوفيتش على عاملي الأرض والجمهور في تحقيق فوز جديد يقرب الخضر من التأهل إلى كأس العالم 2026، معتمدًا على استقرار أداء اللاعبين وسلسلة النتائج الإيجابية في ملعب تيزي وزو. في سياق متصل وفي تطور يثير الدهشة والاستغراب، تتجه الاتحادية الدولية كرة القدم “فيفا” بإيعاز من الكونفدرالية الإفريقية للعبة “كاف” نحو اعتماد ملعب 28 سبتمبر بكوناكري رسمياً لاحتضان مباريات منتخب غينيا، وذلك بعد أشهر طويلة من الإغلاق والتأهيل. لكن ما يثير الجدل ليس القرار في حد ذاته، بل التوقيت المريب لهذا الاعتماد، حيث تسارعت وتيرة الأشغال في الملعب بشكل مفاجئ ومثير للريبة فور الإعلان عن موعد مواجهة الجزائر المقررة في سبتمبر المقبل ضمن الجولة الثامنة من تصفيات كأس العالم 2026. هذا التسارع المشبوه يطرح تساؤلات جدية حول نزاهة التطبيق المتساوي للمعايير الفنية والتنظيمية في القارة الأفريقية، خاصة وأن هذا النمط بدأ يتكرر بشكل لافت كلما تعلق الأمر بمواجهة المنتخب الجزائري. ملعب 28 سبتمبر بكوناكري، هذا الصرح الرياضي الذي كان غارقاً في سبات عميق لأشهر طويلة، شهد نهضة مفاجئة لا تخلو من الغرابة. فبعد أن اضطر منتخب غينيا إلى استقبال ضيوفه في ملاعب خارج القواعد الرسمية بسبب عدم صلاحية ملعبه الرئيسي، ها هو يستيقظ من سباته العميق بـ«العصا السحرية” فور الإعلان عن موعد مواجهة الجزائر. هذا التحول المفاجئ في مصير الملعب لا يمكن أن يكون مجرد مصادفة، خاصة وأن الأشغال التي استمرت لأشهر دون تقدم يُذكر، شهدت تسارعاً مذهلاً في الأسابيع الأخيرة. الأمر الذي يدفع إلى التساؤل: لماذا لم تتحرك الآلة الإنشائية بهذه الوتيرة المتسارعة من قبل؟ ولماذا انتظرت حتى اقتراب موعد مواجهة الجزائر تحديداً؟ الأمر الأكثر إثارة للجدل هو أن هذا ليس الحدث الأول من نوعه، بل يبدو أن هناك نمطاً مقلقاً يتكرر بوتيرة مثيرة للريبة في القارة الأفريقية. فكلما تعلق الأمر بمواجهة منتخب الجزائر، تتسارع الكاف بشكل مفاجئ في اعتماد الملاعب التي كانت مغلقة أو غير معتمدة لأشهر طويلة. هذا النمط المتكرر يثير تساؤلات جدية حول عدالة تطبيق المعايير الفنية والتنظيمية، ويلقي بظلال من الشك حول نزاهة القرارات الإدارية في الكونفدرالية الأفريقية. يجدر بالذكر أن المنتخب الوطني خسر مباراته الودية الأخيرة أمام السويد بنتيجة 4-3 في العاصمة ستوكهولم، في لقاء أثار الكثير من الجدل. فرغم نجاح “الخضر” في تقليص الفارق بعد تأخرهم برباعية نظيفة، إلا أن الأداء العام قوبل بانتقادات واسعة من المتابعين، الذين رأوا أن العودة المتأخرة لم تخف النقائص التي ظهرت بوضوح طيلة فترات المباراة.