-
سباقنا كان بمثابة تحدي لإعانة هذه الشريحة من المجتمع الجزائري
-
أملنا بناء مرقد لأولياء الأطفال المرضى بمستشفى الحاسي بوهران
-
نحن لا نجمع الأموال وإنما ننتظر المساعدات عبر حسابات جارية
-
فضلت التضحية بدراستي من أجل خوض هذا التحدي التضامني
-
أترك وراءك شيء ينتفع منه ويخلد إسمك حتى بعد مماتك
-
المسارعة لفعل الخير جعلتني أتحدى الإصابة على مستوى الركبة
-
حظينا باستقبال المواطنين ومصالح الأمن والدرك على طول المسار
حل فخرا الجزائر ومدينة وهران، رحمون عمر وبارتي عبد الرحمان ضيفان على يومية «الروح الرياضية» في مكتبها بالعاصمة أين خصا الجريدة بحوار مطول عقب إنهائهما للسباق الخيري الذي أجرياه خلال الأيام القليلة الماضية من عاصمة الغرب وهران إلى ولاية الجزائر ليتحدثا عن الدوافع التي حفزتهما على تبني مثل هذه الفكرة وإقامة هذا السباق الخيري من شابين همهما الوحيد إيصال فكرة مساعدة الأطفال المرضى بداء السرطان، القصور الكلوي ومرض السكري وهو التحدي الذي رفعاه من أجل إعانة هذه الفئة من المرضى بعد أن قطعا مسافة 440 كلم ركضا تحت شعار «their blood is my sweat» أو «دمهم عرقي»، كما تطرق الشاب صانع المحتوى عمر رحمون وزميله الرياضي عبد الرحمان بارتي إلى حيثيات السباق والصعوبات التي واجهتهما وكذا آمالهما من نتائج سباق «الترايل’’ ونقاط أخرى تتابعونها عبر هذا الحوار الشيق لضيفينا.
بداية عرف نفسك لقراء الجريدة
ـ عمر رحمون شاب جزائري من مدينة وهران أبلغ من العمر 22 سنة، صانع محتوى عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي، طالب جامعي ماستر 2 شعبة بيولوجيا نباتية تخصص فيزيولوجيا نباتية.
كيف جاءت فكرة خوض هذا السباق الخيري؟
ـ أولا أريد أن أشير إلى شيء مهم، ليكن في علم الجميع أنني ارتأيت إلى التضحية بدراستي من أجل خوض هذا التحدي بما أنني لم أتمم رسالة تخرجي هذا العام وذلك لتزامنها مع توقيت إقامة هذا السباق بسبب حمولة التدريبات الشاقة التي كنت أخضع لها تحضيرا لهذا الموعد الذي جعلته أهم محطة لي هذا العام أين لم تتح لي فرصة الالتزام بمواعيدي الدراسية الأمر الذي حتم علي تأجيل التخرج برسالة ماستر 2 إلى العام المقبل وهذا بهدف إنجاح مذكرة التخرج على أكمل وجه بالتفرغ لها كليا السنة القادمة.
وعن فكرة السباق وهذه المبادرة الخيرية جاءت من منطلق أنه بحكم هوايتي في صناعة المحتوى وحبي لتجسيد فكرة «أترك وراءك شيء ينتفع منه ويخلد اسمك حتى بعد مماتك»، بادرت إلى خوض هذا التحدي وإقامة هذا السباق الذي لم يكن سهلا وبحكم تعلقي بالأعمال والمبادرات الخيرية فكان لا بد أن أترك بصمتي في هذا المجال، حيث كانت البداية في جويلية من سنة 2021 وبحكم أني رياضي سابق في كرة اليد فقد أخذت الفكرة من السباقات الخيرية في العالم بأسره رغم أنني لا أحب رياضة الجري كثيرا إلا أن ذلك لم يمنعني من استلهام هذه الفكرة بالرغم من تحذير الأطباء لي من الركض بداعي الإصابة التي أعاني منها على مستوى الركبة لأشرع تدريجيا في التدريبات فبدأت بنصف الماراطون بـ21 كلم في أكتوبر من العام الماضي ثم بعده بشهرين ركضت ماراطونا كاملا بـ42 كلم وهنا التقيت بصديقي عبد الرحمان برتي الذي اقترح خوض سباقات «ترايل» وهي سباقات صعبة تجرى على مسالك وعرة فبدأنا الركض لمسافة 100 كلم من وهران إلى مستغانم ثم اقترح علي فكرة الجري من وهران إلى العاصمة والتي حسبه رأى أنه سيكون لها صدى إيجابي ورمزية مثيرة على مبادرتنا الخيرية فقررنا معا رفع هذا التحدي فقمنا بخوض تدريبات شاقة حتى نصل إلى كامل الجاهزية البدنية.
الجميع لاحظ خلال السباق عند محطة الوصول بالعاصمة بمقام الشهيد أن القميص الذي ارتديتموه كان يحمل رسما مخلدا للذكرى 60 للاستقلال واسم الجزائر فما هو السبب؟
ـ بالفعل، هو سبب بسيط جدا ووجيه في نفس الوقت، لا أخفي عليكم أنه منذ أن كنت صغيرا وأنا أمني النفس بتشريف علم بلدي فكلما رأيت رياضيا جزائريا يشرف الراية الوطنية في مختلف المحافل الدولية كنت أغار منه بشدة فكنت أتمنى لو كنت مكان ذاك أو تلك الرياضية لأشرف الوطن فبقت هذه الحرقة بداخلي إلى أن جاءت فكرة هذا السباق الذي رأيت فيه أنه عمل يشرف الوطن وشبابه فارتأيت كتابة الجزائر على القميص لأننا ببساطة نمثل الوطن ونفتخر بحمل رايته كما أننا فخورين لأننا أول من قام بهكذا مبادرات.
الآن أنهيتما السباق فهل حقق هذا المارطون الطويل أهدافه المرجوة؟
ـ أولا أريد أن أنوه لشيء هو حفاوة استقبال الناس على طول المسار الذي قطعناه وحتى من لدن مصالح الأمن والدرك، ثانيا خلال السباق لا يحق لنا جمع المال على الناس بل نعرفهم بهدفنا من هذا السباق فلدينا حساب جاري وموقع على الانترنيت وعلى كافة مواقع التواصل الاجتماعي حتى تكون الشفافية على مبادرتنا ووجهة الأموال أو التبرعات التي نحصل عليها.
أطلعنا على الأهداف التي تأملها من خلال جمع التبرعات للأطفال المرضى بالسرطان، القصور الكلوي وداء السكري وإلى أين وصلت العملية؟
ـ أولا العملية لا زالت في بدايتها فنحن نكاد أنهينا السباق والتعريف بمبادرتنا، اعتقد أن السباق لاقى استحسان كل من التقينا بهم في الطريق والمدن والقرى التي نزلنا فيها لكن الأهم هو أننا اخترنا أن نقيم مرقدا لأولياء الأطفال المرضى القادمين من مدن بعيدة من عمق الجزائر نحو مستشفى «الحاسي» بوهران وتهيئة فضاء خاص للألعاب لهؤلاء المرضى بالإضافة إلى اقتناء الآلات الخاصة بتصفية الدم لمرضى القصور الكلوي وبعض الأدوية ولما لا اقتناء جهاز «سكانير» أو «إيارام».
وهل من رسالة لتنور بها القراء حول مبادرتكم الخيرية؟
ـ أعتقد أن الأطفال المرضى المتواجدين بمستشفى «الحاسي» بوهران بحاجة إلى دعم نفسي أكثر فنحن نريد أن نوفر لهم متطلبات العلاج والراحة الأمر الذي حفزنا لدعمهم ونرجوا من أصحاب الخير أن ينضموا إلى حملتنا لإسعاد هذه الفئة.
هل من كلمة أخيرة؟
ـ كلمتي الأخيرة هي اعتراف مني لصديقي وأخي بارتي عبد الرحمان الذي لولاه لما خضنا هذه المبادرة وما لكنت قادرا على جري كل هذه المسافة عبد الرحمان في كلمة هو أحسن هدية من عند الله.
حاوره سفيان عاصيمي