- المنافسة الوحيدة هي مع نفسي فقط وأسعى دائمًا للأفضل
- قررت دخول عالم الإستثمار في مجال مميز ومختلف
- النجاح ممكن رغم الصعوبات، شرط التحلي بالإستمرارية
- من صناعة المحتوى إلى الإستثمار في الصناعات الغذائية
في عالم الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى، برز العديد من الأسماء التي صنعت لنفسها مكانة بين الجماهير، لكن قلة منهم استطاعوا تجاوز حدود الشهرة التقليدية وتحويل النجاح الرقمي إلى مشروع أكبر يحمل رؤية واضحة وأهدافًا طموحة. بلال فضيلي هو أحد هؤلاء المبدعين، شاب جزائري بدأ رحلته بشغف، ولم يكتفِ بالنجاح المحلي، بل سعى ليكون اسمه معروفًا في مختلف أنحاء العالم. بأسلوبه الفريد وأفكاره المبتكرة، استطاع أن يجذب ملايين المتابعين، ليصبح واحدًا من أبرز صناع المحتوى في الجزائر والمغرب العربي. لكن طموحه لم يتوقف عند حدود صناعة الفيديوهات، بل قرر دخول عالم الاستثمار في مجال جديد وغير مسبوق في الجزائر والعالم العربي. بين صناعة المحتوى، مقابلاته مع أساطير كرة القدم، ومشاريعه الاستثمارية، يواصل بلال فضيلي رحلته، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا العالمية. في هذا اللقاء الخاص مع جريدة «الروح الرياضية» ضمن ركن «ضيف الأسبوع»، تشجيعا من الجريدة لكل شاب جزائري طموح وساع لتحقيق أحلامه، يحدثنا بلال عن بداياته و طموحاته، أسرار نجاحه، ورؤيته للشباب الجزائري، في حوار يعكس فكرًا مختلفًا ونظرة ملهمة لمستقبل صناعة المحتوى في الجزائر.
من شغف الطفولة الى صانع محتوى يحصد الملايين
بلال فضيلي، شاب جزائري من ولاية سيدي بلعباس يبلغ من العمر 21 سنة، صانع محتوى بدأ رحلته بشغف كبير منذ الصغر، حيث كان ينشر الفيديوهات والأفكار بحب دون أن يتوقع أن يتحول ذلك الى نجاح كبير يتابعه الملايين. بفضل أسلوبه الفريد والمحتوى الذي يقدمه، استطاع كسب جمهور واسع في الجزائر والمغرب العربي، وصولا الى تونس وفرنسا، وحتى دول الخليج. رغم ان البداية لم تكن سهلة، الا أن الإصرار والاستمرارية جعلاه يتجاوز العقبات ويثبت أن صناعة المحتوى في الجزائر قادرة على المنافسة عربيا. يرى بلال أن المجال في الجزائر يشهد تطورا ملحوظا، لكنه يتطلب المزيد من التنوع والابداع لمواكبة المنافسة. وفي رسالته للشباب الطموح، يؤكد أن النجاح ممكن رغم الصعوبات، شرط التحلي بالمواصلة والابداع لتحقيق الأهداف المنشودة.
العائلة… من الإستغراب إلى التشجيع والدعم
في البداية، لم تكن عائلة بلال فضيلي تستوعب تمامًا فكرة صناعة المحتوى، خاصة وأن هذا المجال لم يكن معروفًا بشكل واسع في ذلك الوقت. كان الأمر بالنسبة لهم غامضًا، ولم يدركوا مدى أهميته أو تأثيره. لكن مع مرور الوقت، ومع النجاح المتزايد والتفاعل الكبير الذي لقيه من الجمهور، بدأت نظرتهم تتغير. عندما أدركوا أن ما يفعله ليس مجرد تسلية، بل شغف حقيقي يمكن أن يتحول إلى مسيرة ناجحة، أصبحوا أكبر داعم له. اليوم، لم يعد دعم العائلة مجرد تشجيع معنوي، بل أصبحوا جزءًا أساسيًا من يومياته، يشاركونه النجاح ويمنحونه القوة للاستمرار في تطوير محتواه والوصول إلى آفاق جديدة.
لحظات لا تُنسى قضيتها مع بيرلو، ديل بييرو، إنييستا والأخرين
لا يمكن لبلال فضيلي اختيار مقطع أو محتوى مفضل بعينه، لأنه يؤمن بأن كل عمل يقدمه يجب أن يكون الأفضل بالنسبة له في لحظته. كل مرة يحرص على تقديم محتوى أكثر تميزًا من السابق، بهدف التطوير المستمر وإرضاء جمهوره. لكن رغم ذلك، هناك لقاءات حفرت مكانها في ذاكرته، خاصة تلك التي جمعته بأساطير كرة القدم، مثل أندريا بيرلو، دافيد سيلفا، أليساندرو ديل بييرو، وإنييستا. غير أن اللقاء الذي صنع أكبر جدل في العالم وأصبح حديث الجميع وحتى على المستوى العالمي، كان مع الأسطورة الفرنسية تييري هنري، وهو ما يثبت مدى تأثير محتواه وانتشاره عالميًا.
الشغف والعمل مفتاح النجاح… رسالة بلال للشباب
يؤمن بلال فضيلي أن النجاح في أي مجال، وخاصة في صناعة المحتوى، لا يتحقق إلا من خلال الشغف والعمل الجاد. رسالته واضحة لكل من يتابعه «بشغف حقيقي وإصرار مستمر، يمكنك الوصول إلى أي هدف تريده، مهما بدا بعيدًا أو صعبًا.» لا يؤمن بالحدود أو المستحيل، بل يرى أن كل شخص قادر على تحقيق طموحاته إذا كان مستعدًا لبذل الجهد والسعي المستمر نحو التطور والتميز.
لا يحب بلال فضيلي الدخول في مقارنات مع غيره من صناع المحتوى، فهو يؤمن أن كل شخص لديه شغفه وأحلامه الخاصة التي يسعى لتحقيقها. بالنسبة له، المنافسة الحقيقية ليست مع الآخرين، بل مع نفسه في كل عام، حيث يسعى دائمًا إلى تقديم محتوى أفضل من السابق، والتطور بشكل مستمر. يرى أن النجاح ليس في التفوق على الآخرين، بل في التطور الذاتي والسعي لتحقيق الأهداف بروح إيجابية، متمنيًا لكل صانع محتوى النجاح والوصول إلى أحلامه.
فخر بالمحتوى وسعي دائم للفائدة
يؤكد بلال فضيلي بكل ثقة أنه فخور جدًا بالمحتوى الذي يقدمه، لأنه يعكس شخصيته وشغفه ويساهم في إيصال رسائل إيجابية لجمهوره. لا يرى في محتواه مجرد ترفيه، بل يعتبره وسيلة للتواصل والتأثير، ساعيًا دائمًا لأن يكون هادفًا ومفيدًا. بالنسبة له، النجاح الحقيقي هو أن يترك أثرًا إيجابيًا في متابعيه، وهذا ما يجعله يعمل باستمرار على تطوير أفكاره وتقديم محتوى يجمع بين المتعة والفائدة.
لقائي مع تييري هنري… تجربة مميزة، لكنها فُسّرت بشكل خاطئ
يعتبر بلال فضيلي لقاءه مع الأسطورة الفرنسية تييري هنري من بين أبرز المحطات في مسيرته، حيث كان تجربة مميزة لا تُنسى. لكن رغم ذلك، أثار اللقاء جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أنه كان يحمل نوعًا من التقليل من الاحترام، سواء لشخص بلال نفسه أو للجزائريين عمومًا. بلال يوضح الأمر قائلًا «أعتقد أن ما حدث كان مجرد سوء فهم، حيث فسره البعض بشكل خاطئ وتم تضخيمه كثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي. لم يكن هناك أي تقليل من الاحترام، بل كان لقاءً طبيعيًا بين صانع محتوى ولاعب عالمي، وتم في إطار من الاحترافية والروح الرياضية.» بالنسبة له، الأهم هو التجربة التي خاضها، والتي يعتبرها خطوة جديدة في مسيرته تضاف إلى نجاحاته في عالم صناعة المحتوى.
رؤية مختلفة وطموح بلا حدود
بدأ بلال فضيلي مسيرته في صناعة المحتوى، وكان هذا المجال هو البوابة التي فتحت له آفاقًا جديدة، ليس فقط على المستوى الإبداعي، ولكن أيضًا في عالم الاستثمار. مع النجاح الكبير الذي حققه كمؤثر رقمي، بدأ يبحث عن فرص استثمارية داخل الجزائر، وقرر دخول مجال المنتجات الغذائية، لأنه رأى فيه فكرة مميزة لم يسبق أن خاضها أي صانع محتوى في الجزائر أو حتى في العالم العربي. كان هذا النوع من المشاريع منتشرًا فقط في أمريكا، ففكر «لماذا لا أبدأه هنا في الجزائر وأجعل بلدي سباقة في هذا المجال؟» وبالفعل، أصبح من أوائل صناع المحتوى العرب الذين يخوضون تجربة الاستثمار في المنتجات الغذائية، وهو ما يراه إنجازًا يُشرف الجزائر ويضعها على الخريطة في مجال جديد ومبتكر. أما عن تأثير نشاطه في صناعة المحتوى على استثماره، فيرى بلال أن شهرته وتواصله مع الجمهور يساعدانه في التعريف بمشروعه والترويج له، لكنه يؤمن أن النجاح الحقيقي لأي استثمار يعتمد على الجودة والابتكار، وليس فقط على الشعبية الرقمية.
عشق كرة القدم… جنون لا ينطفئ
منذ صغره، كانت كرة القدم جزءًا لا يتجزأ من حياة بلال فضيلي، حيث نشأ على متابعتها بشغف وحب كبيرين. لم تكن مجرد رياضة بالنسبة له، بل عالم كامل يعيشه بكل تفاصيله. يتابع المباريات باستمرار، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، ويحرص على مواكبة كل الأحداث الكروية. هذا العشق جعله يتفاعل بشكل مميز مع نجوم الكرة العالمية في لقاءاته، حيث يفهم جيدًا تفاصيل اللعبة وأسرارها، ما يضفي على محادثاته مع اللاعبين طابعًا خاصًا يجمع بين المعرفة والمتعة. بالنسبة له، الرياضة عمومًا وكرة القدم خصوصًا ليست مجرد تسلية، بل ثقافة وشغف مستمر لا ينطفئ.
كريستيانو رونالدو… قدوة في الشغف والعمل الدؤوب
بالنسبة لبلال فضيلي، كريستيانو رونالدو ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو مثال يُقتذى به في الشغف، الالتزام، والعمل الجاد. منذ صغره، كان يتابع مسيرة النجم البرتغالي عن كثب، معجبًا بإصراره على النجاح وتفانيه في تطوير نفسه. يرى بلال أن رونالدو ليس فقط لاعبًا استثنائيًا داخل الملعب، بل هو رمز للإرادة القوية والسعي المستمر لتحقيق الأفضل، وهي نفس القيم التي يعتمدها بلال في حياته سواء في صناعة المحتوى أو في مشاريعه الاستثمارية. بالنسبة له، النجاح لا يأتي بالصدفة، بل يحتاج إلى تضحية وعمل متواصل، تمامًا كما فعل كريستيانو في مسيرته الكروية الأسطورية.
عشق بلال فضيلي لريال مدريد ليس مجرد ولاء لنادٍ، بل هو ارتباط بفلسفة الفوز والثقافة التي تميز هذا الفريق العريق. يرى نموذجًا للتحدي والتطور المستمر، تمامًا كما يؤمن هو بضرورة العمل الجاد للوصول إلى القمة. نشأ بلال على متابعة مباريات ريال مدريد بشغف، وعايش لحظات الانتصار والتتويجات الكبرى، خاصة في عصر أسطورته المفضلة كريستيانو رونالدو. بالنسبة له، ريال مدريد ليس مجرد نادٍ، بل هو مدرسة في الطموح، الروح القتالية، والسعي الدائم للريادة، وهي نفس المبادئ التي يعتمدها في مسيرته المهنية والشخصية.
العالمية… الحلم الذي تحول إلى هدف
بالنسبة لبلال فضيلي، النجاح لا يتوقف عند حدود معينة، بل هو رحلة مستمرة نحو تحقيق المزيد. بعد أن صنع لنفسه اسمًا بارزًا في عالم صناعة المحتوى، ونجح في الاستثمار داخل الجزائر، يطمح اليوم إلى خطوة أكبر وهي العالمية. لا يرى هذا الهدف بعيدًا، بل يعتبره مرحلة طبيعية في مسيرته، خاصة مع الانتشار الواسع الذي حققه في مختلف الدول العربية وحتى على المستوى الدولي. يؤمن بأن التوفيق من الله أولًا، ثم بالمثابرة والعمل الجاد يمكن لأي شخص أن يصل إلى ما يطمح إليه. وبالنسبة له، فإن النجاح الحقيقي ليس فقط في الوصول إلى العالمية، بل في إثبات أن صانع المحتوى الجزائري قادر على المنافسة في أكبر الساحات الإعلامية والاقتصادية حول العالم.
يؤمن بلال فضيلي أن أي شاب جزائري يستطيع تحقيق أحلامه والوصول إلى أهدافه، لكن المفتاح الأساسي لذلك هو العمل الجاد والصبر. يرى أن أي شيء تضعه في ذهنك وتؤمن به يمكن أن يصبح واقعًا، ولكن ليس بين ليلة وضحاها. النجاح ليس سهلًا، والطريق إليه قد يستغرق عامًا أو حتى خمس سنوات وأكثر من الجهد والتحديات، لكنه في النهاية ممكن. رسالته واضحة: لا شيء مستحيل، لكن عليك أن تتحلى بالصبر وتعمل بجد، لأن النجاح الحقيقي يأتي لمن يثابر ويواصل رغم كل الصعوبات.
القادم أجمل بإذن الله
بهذه الكلمات البسيطة والمليئة بالأمل، يختتم بلال فضيلي حديثه، مؤكدًا أن رحلته لم تتوقف بعد، بل إن القادم سيكون أفضل وأكبر. يوجه شكره لكل من دعمه وتابعه، ولكل من يؤمن بأن العمل الجاد والشغف هما مفتاح النجاح. يؤمن بلال بأن المستقبل يحمل المزيد من الفرص والتحديات، لكنه على يقين بأن الإصرار والتطور المستمر هما الطريق نحو تحقيق الأحلام.
حاورته: أمينة بشيخ